أعلن كبار قادة الجيش فى بوركينا فاسو تأييدهم لتولى اللفتنانت كولونيل إسحق زيدا رئاسة الحكومة الانتقالية بعد تنحى الرئيس بليز كومباوري. وذكر بيان صدر عقب اجتماع قادة الجيش لاتخاذ قرار بشأن نزاع بين زيدا وقائد الجيش الجنرال أونورى تراورى حول من يتولى السلطة : «انتخب اللفتنانت كولونيل ياكوبا إسحق زيدا بالاجماع لقيادة المرحلة الانتقالية بعد رحيل الرئيس بليز كومباوري». وقال زيدا فى بيان أذاعته قناة «بى.إف.آي» التليفزيونية الخاصة أمس: «سأتولى مسئوليات الرئيس الانتقالى ورئيس الدولة لضمان استمرار الدولة فى انتظار أن نحدد بشكل توافقى مع مجمل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدنى ملامح ومضامين انتقال ديمقراطى هاديء». وشدد زيدا على أن طموحات التغيير الديمقراطى لدى شباب بوركينا الذين أدت انتفاضتهم إلى استقالة الرئيس السابق لن تتعرض «للخيانة». ودعا زيدا المجتمع الدولي، وخصوصا الاتحاد الإفريقى والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا التى تعتبر بوركينا عضو فيها، إلى إظهار تفهم ودعم شعب بوركينا فى هذا الاختبار الصعب. وأضاف أن الرئيس السابق بليز كومباورى موجود فى مكان آمن مع تأمين سلامته «الجسدية والنفسية» دون أن يكشف عنه. وفى هذا الإطار ،كشفت وكالة أنباء رويترز نقلاً عن مصادر عسكرية فى كوت ديفوار أن الرئيس السابق وصل كوت ديفوار بعد أن ترددت أنباء عن رحيله فى اتجاه الجنوب قاصدا مدينة بو القريبة من الحدود مع غانا. فى سياق متصل، أفاد شهود ومصدر أمنى أن رئيس بوركينا فاسو السابق بليز كومباورى الذى اضطر للتنحى عن الحكم تحت ضغط الشارع موجود فى ياموسوكرو بساحل العاج حيث نزل مساء أمس الأول فى مقر تابع للدولة مخصص للضيوف الأجانب. وقال موظف فندق فخم شاهد كومباورى إن : «خدمات فندق بريزيدنت فى ياموسوكرو قدمت له العشاء أمس الأول والفطور صباح أمس». وقال شخص آخر من سكان ياموسوكرو إنه شاهد «موكبا كبيرا من نحو ثلاثين سيارة يتوجه الى دار الضيافة»، مؤكدا بذلك معلومات أوردها الموقع الإليكترونى لمجلة »جون أفريك«، فيما أكد مصدر أمنى كبير طلب عدم كشف هويته وجود كومباوري. ويتكون دار الضيافة من مبنى ضخم مجاور لقصر الرئيس العاجى السابق فيليكس هوفويه بوانيي. وأفادت إذاعة فرنسا الدولية أن زوجة رئيس بوركينا السابق شانتال موجودة أيضا منذ أيام فى ساحل العاج البلد الذى ولدت فيه. وفى واشنطن، دعا البيت الأبيض إلى مرحلة انتقالية فى بوركينا فاسو فى إطار الدستور، كما أعرب عن قلقه إزاء أى محاولة للسيطرة على السلطة بوسائل غير دستورية. ورحبت فرنسا، المستعمر السابق لبوركينا، بإستقالة كومباوري، داعية إلى الإسراع فى إجراء انتخابات ديمقراطية. ومن جانبه، أكد الاتحاد الأوروبى على أن الشعب فى بوركينا فاسو له الكلمة الأخيرة فى اختيار من سيحكمهم. فى الوقت نفسه، وصل وفد الوساطة الثلاثي، الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقى والمجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا، إلى واجادوجو لتأكيد انطلاق عملية انتقالية دستورية وسلمية للسلطة اى عبر رئيس الجمعية الوطنية. وقالت المعارضة إن نحو 30 شخصا قتلوا وأصيب 100 آخرون خلال الاحتجاجات فى واجادوجو.