أدعو الله مخلصا أن يكثر من العلماء الاجلاء المخلصين حقا لمصر, والجديرين بالانتماء لتراثها العظيم, أمثال الدكاترة أحمد زويل ومصطفي السيد ومجدي يعقوب ومحمد غنيم ومن في عدادهم بمختلف التخصصات فنحن في حاجة إليهم, بل وتلاميذهم لكي نبني المستقبل, فهؤلاء أثمن لدينا وأهم من هواة السياسة والطامعين في الأضواء والشهرة والمناصب, محترفي الانتخابات وأصحاب الوعود الفارغة ولغة الخطاب التي تدغدغ مشاعر العامة والدهماء! إن ما يفعله الدكتور كمال الجنزوري الآن في هذا السياق لجدير بالاعتبار والاحترام والمساندة, بشروعه في تفعيل المجلس الأعلي للعلوم والتكنولوجيا الذي يضم هذه القمم العلمية, من أجل تحقيق الأمل في بدء رحلة الصعود من ظلام القاع إلي سطح الأرض المتنور. إن( البحث العلمي) هو قاطرة الأمل الوحيدة نحو المستقبل الأفضل وحل المشكلات المزمنة لهذا الشعب الذي طحنه الجهل والتخلف التكنولوجي وانهيار التعليم, ولهذا أصبحنا نتابع بأفواه فاغرة من الدهشة الغبية, أقراننا من الدول الآسيوية النمور وهي تتطاول وتعلو وتتقدم علي مدارج الرفاهية وتنعم بالاستقرار الاقتصادي والسياسي, آخذة بالمنهج العلمي, في ظل ثقافة العمل وليس ثقافة الرغي والكلام الفارغ! ومن بين التناقضات المثيرة للامتعاض أن يتزامن قيام رئيس الوزراء( الذي يرفضه معظم الثوريين!) بإحياء المجلس الأعلي للعلوم بفكر وطني مستنير, مع متطلبات فجة من بعض أفراد وضباط الشرطة للسماح لهم باطلاق اللحي! ومع احترامنا لمن يرون أن اتباع السنة المطهرة باطلاق اللحية والعفو عن الشارب, يكفي لتحقيقه أن تطول اللحية سنتيمترا أو اثنين, واحترامنا أيضا لمن يرون اطلاقها05 سنتميرا, فان الأمر فيما يتعلق بالجيش والشرطة مختلف تماما, لدواعي المصلحة العامة, ليس فقط من حيث المظهر وهو من اساسيات هذه المهن, وانما لأن اللحية ستكون مصدرا للتمييز والفرقة داخل صفوف الجيش والشرطة علي أساس ديني, وهو ما يهدم بناء ووحدة أي قوات نظامية ويعرض أمن الوطن كله للخطر! وأخيرا فان لكل من القوات المسلحة والشرطة قوانينها وقواعدها وأوامر قيادتها التي ينبغي احترامها إلي حد الطاعة العمياء. [email protected] المزيد من أعمدة عصام عبدالمنعم