تعلمت من الأستاذ أحمد بهاء الدين أن الكاتب, يضطر أحيانا إلي هش الذباب قبل أن يكتب.. وأذكر أن الرئيس أنور السادات قبل رحيله بأيام قليلة, كان منفعلا في واحد من خطاباته السياسية.. فإذا به يقول: وأهو دلوقت مرمي في السجن زي الكلب!!.. وكان الرئيس يتحدث آنذاك, عن أولئك الذين اعتبرهم يثيرون اضطرابا داخل الوطن.. قال عنها هذا المعني, رغم أنه كان يراهم أكثر من ذلك بكثير.. هل حاسب أحدا الرئيس السادات علي إساءته لرجل دين محترم, مازال يعيش بيننا حتي تلك اللحظة؟!.. لم يحدث.. لكن الذين يتحدثون عن الأدب, يعتقدون أننا أمة بلا ذاكرة!! كان هذا الموقف ما اعتقدته محاولة لهش الذباب.. وبناء عليه أدخل في الموضوع.. فقد فوجئت بوزير الداخلية السابق منصور عيسوي خلال حوار تليفزيوني له, مع الزميل عماد الدين أديب يقول أن الداخلية والجيش لم يطلقا رصاص.. وأن واحدة من الحالات التي لقيت ربها, ماتت بقطعة حديدة صادرة عن نبلة.. وأكد كلامه بأنه تم ضبط من لم يسمه.. ومن لم يتحدث عنه أحد من قبل.. كان يقوم بتصنيع سلاح النبلة في ضاحية من ضواحي القاهرة.. وأكد الوزير السابق أن هذا السلاح مستقدم ومستورد من غزة.. وأكد أن هذا هو سلاح حركة حماس الحاكمة هناك حتي الآن. هنا تذكرت ذاك الرجل الذي يقال عنه أنه من نجوم الحركة السلفية, وذاع صيته فعرفنا عبد المنعم الشحات الساقط في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة!!.. تحدث عمن نحسبهم عند الله شهداء في مجزرة بورسعيد.. أفتي الرجل بأن لعبة كرة القدم تمثل لهوا ومشاهدتها يتم تصنيفها في الخانة ذاتها.. ولتأكيد ما يقصد قال ان الرياضة الشرعية هي السباحة وركوب الخيل والرمي بالنبلة.. وهنا انعقدت دهشتنا وأصابت عقولنا حالة من الجمود عن الضحك أو الحوار.. فالرجل يحرضنا علي ممارسة رياضة ركوب الخيل, دون أن يدلنا علي القدرة الشرائية لثمن أقل خيل يمكن ان نركبه.. ويحرضنا علي السباحة دون أن يدري قيمة بناء أصغر حمام سباحة في الدنيا.. لذلك وضعنا أمام اختيار وحيد هو ممارسة رياضي الرمي بالنبلة!! وزير الداخلية السابق كان يسبق بكلامه عن سلاح النبلة الحماسي.. كلام المواطن عبد المنعم الشحات عن رياضة النبلة.. بما يجعلني أندهش كثيرا من تطابق أفكار كليهما.. لا علينا من هذا.. المهم أن وزيرا مسئولا في زمن ما بعد الثورة يؤكد أن جماعة حماس تدخلت في الشأن المصري فيما بعد الثورة.. وهذا لا يعني غير شيء واحد.. ألا نستقبل أحدا من قيادات تلك الحركة.. بل نتعامل معهم علي أنهم أعداء لاستقرار هذا الوطن.. وفي ضوء ذلك أري أن الوزير الذي أطلق الاتهام ضد جماعة حماس, دون اتخاذ موقف رادع من جانب الدولة.. سمح للمواطن المصري عبد المنعم الشحات بالترويج لتصنيع سلاح النبلة واستخدامه كرياضة!!.. فماذا يعني ذلك؟. المنطق يقول ان تطابق أفكار حماس ووزير داخلية مصر السابق والمواطن عبد المنعم الشحات يؤكد أن سلاح النبلة ليس مجرد رياضة, بل هو خطر داهم علي الوطن وأبنائه... والذين روجوا له من الخارج, مع الذين يحاولون تسويقه في الداخل.. هم أعداء استقرار تلك الأمة.. تلك ليست محاولة للتفكير التآمري, لكنها حالة تفكير عقلي.. وبعد هش الذباب.. هكذا تكون الأفكار في البحث عن العلاقة بين الوزير والشحات والنبلة!! المزيد من أعمدة نصر القفاص