فى إطار الخوف الأمريكى من مرض الإيبولا، دعت أمس نقابة الممرضات الوطنيات المتحدات أعضاءها فى 12 ولاية أمريكية ومقاطعة كولومبيا إلى الإضراب عن العمل فى 12 نوفمبر الجارى من أجل الضغط على الحكومة لتوفير سبل حماية أفضل لهن من مرض الإيبولا القاتل، وللدعوة إلى اتخاذ إجراءات احترازية للسلامة وأكثر صرامة للوقاية من هذا الفيروس الفتاك. واتهمت النقابة، التى يشترك فيها 180 ألف عضو، المستشفيات الأمريكية بتعريض العاملين فى المجال الطبى للخطر بسبب طريقة التعامل مع الفيروس. ويأتى هذا التحرك من قبل الممرضات ردا على انتقال العدوى إلى اثنتين منهن فى ولاية تكساس بعد تعاملهما مع مريض بالإيبولا. وفى نيويورك، تعتزم سامانتا باور سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة إبلاغ سلطات الولاية بدرجات حرارتها مرتين يوميا على مدار العشرين يوما المقبلة، وذلك فى أعقاب عودتها البلاد الأربعاء الماضى بعد زيارة قصيرة إلى منطقة غرب أفريقيا التى تفشى فيها وباء الإيبولا. وكان ضباط الجمارك وحماية الحدود قد قاموا بقياس درجة حرارتها بمجرد وصولها إلى مطار "جون كنيدي" فى نيويورك ، كما أجابت باور على عدة أسئلة بشأن صحتها، وما إذا كانت قد خالطت أى شخص مصاب بالإيبولا. وكانت بضع ولايات أمريكية منها نيويورك قد فرضت حجرا صحيا إجباريا على العاملين فى الرعاية الصحية العائدين من غرب أفريقيا ممن خالطوا مرضى الإيبولا. وفى غضون ذلك، نقلت متحدثة فى بروكسل فى وقت سابق عن باور قولها إن بعض البلدان لم تضطلع بعد بنصيبها فى جهود التصدى للوباء ، وأن بعض القيود المفروضة على العاملين فى مجال الإغاثة العائدين من بلدان غرب أفريقيا قد تردع الآلاف عن تقديم المساعدة. وفى جنيف، تعهد البنك الدولى بتقديم 100 مليون دولار للمساعدة فى تجنيد المزيد من عمال الصحة الأجانب لمكافحة الإيبولا، رافعا بذلك حجم تمويله للدول الثلاث الأكثر تضررا بالمرض والتى تشهد أعلى معدلات لتفشى الفيروس فى غرب أفريقيا إلى أكثر من نصف مليار دولار. وقال جيم يونج كيم رئيس مجموعة البنك الدولى إن غينياوليبيريا وسيراليون ما زالت تواجه صعوبات فى نشر عدد كاف من عمال الصحة فى المناطق التى توجد فيها أعلى معدلات للإصابة بالفيروس. وأضاف فى بيان: "علينا أن نجد على وجه السرعة وسائل لإزالة أى عوائق أمام نشر المزيد من عمال الصحة هناك .. أملنا أن هذه 100 مليون دولار يمكن أن تساهم فى أن تكون عاملا مساعدا على قفزة سريعة فى عدد عمال الصحة فى المناطق التى تشتد فيها الحاجة اليهم"، على حد قوله. ووأضح أن أحدث شريحة ستذهب لتمويل إنشاء مركز تنسيق لتجنيد وتدريب ونشر عمال صحة أجانب مؤهلين ودعم جهود الدول الثلاث لعزل مرضى الإيبولا والدفن الآمن للموتى.ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أسوأ تفشى مسجل للفيروس القاتل أودى بحياة حوالى 5 آلاف شخص حتى الآن معظمهم فى ليبيريا وسيراليون وغينيا. وفى بكين، أعلن لين سونجتيان مدير إدارة الشئون الأفريقية بوزارة الخارجية الصينية أمس عن تعزيز مساعدات بلاده للدول الأكثر تضررا من فيروس إيبولا بالقارة السمراء لتصل إلى 750 مليون يوان - أى ما يعادل 127 مليون دولار - موضحا اعتزام بلاده أيضا زيادة أعداد موظفى الرعاية الصحية فى المنطقة إلى 200 فرد.