أعلنت السويد اعترافها رسميا بدولة فلسطين، فى اجتماع الحكومة السويدية صباح أمس، وصرحت على لسان مارجوت فالستروم وزيرة الخارجية السويدية، بأن حكومة يسار الوسط فى السويد ستعترف رسميا بدولة فلسطين لتصبح أول دولة أوروبية كبرى تتخذ هذه الخطوة. وكان رئيس وزراء السويد ستيفان لوفين، أعلن فى أولى كلماته فى خطاب تنصيبه أمام البرلمان فى أكتوبر الحالى أن حكومة الحزب الاشتراكى الديمقراطى ستقدم تعهدا بالاعتراف بدولة فلسطين مما أثار انتقاد إسرائيل والولاياتالمتحدة. وكتبت فالستروم فى صحيفة “داجينس نيهيتر” “اعتراف اليوم إسهام فى مستقبل أفضل لمنطقة اتسمت طويلا جدا بتجمد المفاوضات والدمار وخيبة الأمل”، وأضافت “سيقول البعض إن هذا القرار جاء مبكرا جدا، لكن يؤسفنى أن أقول إنه جاء متأخرا جدا.” ويسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقلة فى الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة المحاصر على أن تكون القدسالشرقية عاصمة لهم.
وقالت فالستروم، إن خطوة السويد تهدف إلى دعم الفلسطينيين المعتدلين وجعلهم فى وضع أكثر مساواة مع إسرائيل فى مفاوضات السلام وكذلك إعطاء الأمل للشباب فى كلا الجانبين.
وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاعتراف الفعلى بدولة فلسطين عام 2012، لكن الاتحاد الأوروبى وأغلب دوله لم يعلنوا بعد اعترافهم الرسمى بها. وقالت فالستروم: "أكد أعضاء الاتحاد الأوروبى فى عام 2009 استعدادهم للاعتراف بدولة فلسطين فى الوقت الملائم... نحن الآن مستعدون لأخذ زمام المبادرة، نأمل أن ينير ذلك الطريق للآخرين".
وأضافت أنه برغم حقيقة أن السلطات الفلسطينية لا تملك السيطرة الكاملة على الأرض، فضلا عن عدم وجود حدود ثابتة للبلاد حققت فلسطين المعايير المطلوبة فى القانون الدولى للاعتراف بالدولة، وقالت "ستعمل الحكومة الآن مع دول أوروبية أخرى وكذلك الولاياتالمتحدة ومنظمات إقليمية ودولية أخرى من أجل تأييد إجراء مفاوضات جديدة للتوصل إلى اتفاق نهائى". ومن جانبه، رحب الرئيس الفلسطينى محمود عباس، بقرار السويد بالاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة ووصفه ب "التاريخى".
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة فى بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن قرار السويد "ينسجم مع القانون الدولى خاصة بعد اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بدولة فلسطين عضوا مراقبا فى الأممالمتحدة" فى نوفمبر عام 2012، واعتبر أن هذا القرار "يعتبر رسالة لإسرائيل وردا على ممارساتها واستمرار احتلالها للأرض".
وطالب أبو ردينة دول العالم بأن تحذوا حذو السويد "بما يسهم بإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدسالمحتلة". وفى رد فعله على القرار، اعتبر أفيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلية أن قرار السويد الاعتراف بدولة فلسطين "مؤسف"، مؤكدا أنه لن يساعد فى الجهود لحل النزاع الإسرائيلى - الفلسطينى، ومن شأنه فقط تعزيز العناصر المتطرفة وسياسة الرفض لدى الفلسطينيين".
ومن جانب آخر، استشهد الأسير المحرر "معتز إبراهيم خليل حجازى"(32عاما) برصاص قوات الاحتلال الخاصة التى اقتحمت منزله فى حى الثورى ببلدة "سلوان" جنوب المسجد الأقصى المبارك.
وقالت الشرطة الإسرائيلية، إنه يشتبه بأنه أطلق النار، أمس الأول، على حاخام إسرائيلى يمينى متطرف وتسبب فى إصابته بجروح خطيرة، وأعلنت منعها للمصلين المسلمين من دخول المسجد الأقصى فى خطوة وصفتها الرئاسة الفلسطينية "بمثابة إعلان حرب". ويأتى الهجوم بينما يتفاقم التوتر فى المدينة المقدسة بعد أشهر من مواجهات يومية بين شبان فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية فى القدسالشرقيةالمحتلة. واقتحمت وحدات خاصة حى "الثورى"، فجر أمس، واعتلت أسطح العديد من المنازل الملاصقة لمنزل عائلة "حجازى"، كما حاصرت مداخل منزله وحدث اشتباك مسلح بين "حجازى" وقوات الاحتلال. وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال الإسرئيلى أطلقت النيران من رشاشاتها على الشاب "حجازى" فى أثناء محاصرته على سطح منزله وبعد تأكد القوات بإصابته وعدم قدرته على الحركة اقتحمت المنزل وسطح المنزل وألقت عليه "خزانة المياه" وتركته ينزف دون تقديم
العلاج اللازم له. وأوضح رئيس نادى الثورى هانى غيث، أن قوات الاحتلال الإسرائيلى حاصرت منزل "حجازى" بالكامل ولم تقتحمه إلا بعد تأكدها من إصابة الشاب "معتز" بصورة حرجة، مؤكدا أن الشاب استشهد بعد إطلاق الرصاص عليه.
وأوضح أن العشرات من الشباب حاولوا الوصول إلى منزل "حجازي" للاطمئنان عليه وتحويله للعلاج، إلا أن قوات الاحتلال أطلقت باتجاههم الرصاص المطاطى الزجاجى وأصيب 15 شابا بينهم 4 تم تحويلهم إلى المستشفى، وأضاف أن قوات الاحتلال حولت حى الثورى إلى ثكنة عسكرية، لافتا إلى أنها لا تزال تحتجز جثة الشهيد على سطح منزله. كما اعتقلت قوات الاحتلال والد وشقيق الشهيد حجازى عقب تصفيته واقتادتهما للتحقيق، كما أصيب عشرات المواطنين بحالات اختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع صوب منزل الشهيد ومحيطه . واعتقلت قوات الاحتلال أيضا، فجر أمس، 6 من المواطنين الفلسطينيين بالضفة الغربية.