يستقبل الانسان الموت بالحزن والخوف والدهشة كحدث عرض، رغم انه ابن موت منذ لحظة وصوله للحياة. .. منذ ايام رحل عن عالمنا الصديق العزيز والزميل الفاضل «مصطفى ادريس» بعد رحلة حياة حافلة بالعطاء والاخلاص استمرت ثلاثة وسبعين عاما، قضى خلالها اكثر من نصفها (حوالى اربعين عاما ) فى جريدة الاهرام اليومية حتى اصبح احد اعمدة صالة التحرير، وقد اعتاد ان يواجه المحن القاسية بالضحك والسخرية من الواقع المرير، والغريب انه مات ضاحكا فى تحد رهيب للنهاية المحتومة، ليختم الحياة الدنيا ويبدأ الحياة الاخرة بسعادة، وكان قبلها يردد باسما عند سماعه خبر موت الاخرين :«انا واخد دورى فى طابور الموت».. واذا كان العلم الحديث قد اكد ان سيطرة، الحزن على الانسان واستسلامه لليأس والاكتئاب يدمر جهاز المناعة، فإن الضحك بالتالى يرفع الروح المعنوية ويزيد من القدرة على مواجه الامراض المستعصية ممايطيل العمر: حتى اجترار الذكريات كان (رحمه الله) يسترجع المواقف العصبية بخفة ظل بعد أن يغلفها بتعليقاته اللاذعة، فلا تمل من تكرارها كل مرة من زاوية جديدة، حتى اصبحت جلساته ومكالمته التليفونية دعوة متجددة للترويح عن النفس وامتصاص الهموم وانعاش الذهن .. عزيزى القارىء.. اضحك .. تضحك لك الدنيا والاخرة ايضا. لمزيد من مقالات محيى الدين فتحى