أثارت التفجيرات الإرهابية فى سيناء عدة تساؤلات بشأن مدى إسهام الأعراف القبلية فى إذكاء الإرهاب، وتحول عشرات الأفراد المنبوذين من القبائل إلى إرهابيين يقتلون الأبرياء، وينتقمون من المجتمع نتيجة لهذا النظام. فقد تم طرد عشرات من شباب البدو بسيناء بسبب ما يطلق عليه أبناء سيناء ظاهرة التشميس، أى أن تتبرأ القبيلة من بعض أفرادها، ويتم طردهم لخروجهم على قواعد النظام القبلى وأعرافه، وهو ما يدفعهم إلى التحول لإرهابيين يدمرون المجتمع. فمن عادات المجتمع البدوى السيناوى اللجوء إلى التشميس، حيث يعلن كبير القبيلة عن تشميس أحد أفرادها لخروجه على الأعراف، وبالتالى تتبرأ القبيلة منه ويتم طرده. وحدث هذا مع كل الإرهابيين الذين ينفذون التفجيرات. ويقول الدكتور صلاح مكاوى أستاذ الصحة النفسية إن المشمس بعد طرده من القبيلة يشعر باغتراب شديد، ويصبح عدوانيا ضد قبيلته، والمجتمع بالكامل. وأضاف أن القضاء العرفى يحتاج إلى إعادة نظر ومراجعة، بعد أن أصبحت هناك فجوة كبيرة بين آراء الآباء التقليدية، وأفكار الشبان الجديدة. ويجمع مشايخ سيناء على أن شيخ القبيلة لا بد أن تكون له سطوة وسيطرة على أبناء القبيلة أو العشيرة، وأن يكون قادرا على حل المشكلات. ويقضى النظام القبلى السائد بتقسيم كل قبيلة إلى خمسة أجزاء يضم كل جزء عدة عشائر وعائلات ينوب عن كل جزء شخص واحد يمثلها فى التفاوض، ويكون ملتزماً بتنفيذ الأحكام العرفية. ويطالب المشايخ بتشميس الشاب الذى يجلب مشاكل لعشيرته، أو عائلته، وقبيلته ويكون منبوذا من الجميع. ويعنى التشميس تبرؤ القبيلة من الشاب، وإباحة دمه أمام الجميع. واكد المشايخ أن القضاء العرفى فى سيناء ظل متماسكاً على مر السنين رغم تعاقب الحكومات، وتعرض سيناء للاستعمار. وأرجع أبناء سيناء ظهور هؤلاء الإرهابيين إلى ضياع هيبة شيخ القبيلة فيقول الدكتور صالح محمد صالح بتربية العريش إن هيبة شيخ القبيلة ضاعت بسيناء بسبب انتشار الأنفاق وتوافر الأموال فى أيدى الصغار فضلا عن دخول العديد من الافراد إلى سيناء مما أدى إلى انتشار الإرهاب بشكل كبير. و يرى الناشط السياسى صلاح البل أن السبب الاهم فى انتشار الإرهاب هو إهمال سيناء لمدة 30عاما على الأقل عانت خلالها من التهميش مما دفع ساكنى الصحراء إلى اللجوء إلى الأساليب غير المشروعة لجلب المال.