للحفاظ على موارد البيئة المصرية والعربية، نظم «الاتحاد العربى للتنمية المستدامة والبيئة» - برئاسة الدكتور على عبدالرحمن - ندوة علمية للتحضير لمؤتمر الاتحاد الدولى الخامس المزمع إقامته فى مارس المقبل، تحت عنوان «مستقبل منظومة الطاقة والمياه والغذاء وتغير المناخ بالمنطقة العربية». وأكد المشاركون فى الندوة أن هذا المستقبل متوقف على الاستعانة بالمصادر المختلفة للطاقة الجديدة والمتجددة. عُقدت الندوة فى قاعة الحضارة بدار الأوبرا، وحضرتها نخبة من أساتذة الجامعات وخبراء البيئة والمراكز البحثية فى مصر، وشارك فيها الدكتور أحمد أبوالسعود الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة، والدكتور محمد اليمانى المتحدث الرسمى لوزارة الكهرباء، إذ أعلنا مشاركة وزارتيهما فنياً، وتقديم الأبحاث والمشاركة العلمية فى مؤتمر الاتحاد الدولى فى مارس 2015. وقد ألقى كل منهما كلمة وزارته فى الندوة معربين عن إصرارهما على إنجاح منظومة مستقبل الطاقة والمياه والغذاء وتغير المناخ بالمنطقة العربية. الشمس والبايوجاس وأكد الدكتور أحمد أبوالسعود نيابة عن الدكتور خالد فهمى وزير البيئة اهتمام الوزارة بقضية الطاقة، وبحث تنفيذ قرار رئيس الوزراء بتحديد التعريفة للطاقة الشمسية لتشجيع العمل فى إنتاج الطاقة الجديدة مع وزارة الكهرباء، واستعراض استراتيجية البيئة لإنتاج البايوجاس، بالتنسيق مع وزارة الزراعة والجهات البحثية بحيث نستخدم المخلفات الزراعية للاستفادة منها فى إنتاج الطاقة والسماد العضوى بجانب قش الرز والأخشاب. وأشار أبوالسعود إلى ضرورة أن نبدأ بأنفسنا، بالحفاظ على المياه وترشيد استهلاكها، وبحث كيفية الاستخدام الأمثل لها، وتنفيذ توجيهات الرئيس بمنع وإيقاف الصرف الصناعى على النيل، وفى هذا الإطار حددنا 72 مصنعا يصرف بشكل مباشر، وجار العمل مع 11 مصنعا لتوفيق أوضاعها. ويشدد د.أبوالسعود على أن لمصر دورا مهما فى الفترة القادمة لأنها ستتسلم فى شهر يناير، لمدة عامين، رئاسة وزراء البيئة الأفارقة، وبالتالى ستتحدث باسم الوطن العربى وإفريقيا. المياه والغذاء والطاقة ومن جهته، قال الدكتور نادر نورالدين مقرر المؤتمر: ننسق منذ شهور لكى نتحدث عن مستقبل المياه والطاقة للدول العربية، ونتيجة لعدم التخطيط السليم زادت فى الفترة الماضية ظاهرة انقطاع التيار الكهربائى نتيجة لنقص الطاقة، فلابد من التخطيط مستقبلا للمنطقة العربية فى ظل تغير المناخ، والدراسات المستقبلية فى الدول العربية التى تكاد تكون غائبة، وكون المنطقة العربية من أكثر مناطق العالم ندرة فى المياه برغم أننا نمثل 10٫2% من مساحة العالم، ولكن نستقبل 2% فقط من الأمطار وبرغم أننا نمثل 5% من عدد سكان العالم إلا أن كمية المياه الجارية فى أنهارنا 3. % من مياه الأنهار فى العالم. ويضيف د. نادر أن كل المياه الجارية فى الوطن العربى تأتى من خارج حدود الوطن العربي، وعلى سبيل المثال تعداد السكان فى مصر نحو 90 مليون نسمة، وبالتالى نحتاج من المياه إلى 90 مليار متر مكعب بفرض أن الحد الأدنى للفقر المائى عالميا هو ألف متر مكعب للفرد. وأضاف نادر أن مصر تعانى الآن من عجز فى المياه لتحقيق التنمية يبلغ نحو 30 مليار متر مكعب نسترجع منها 14 مليار صرف زراعى يعاد استخدامها، وجزء من المياه الجوفية والأمطار، ولكن عام 2050 مع زيادة تعداد السكان سوف نصل إلى 135 مليون نسم، وهكذا نحتاج إلى 135 مليار متر مكعب من المياه بينما حصتنا 55 مليارا فقط. فلابد إذن من أن نفكر فى الثلاثة مجتمعة: أمن المياه مع أمن الغذاء مع أمن الطاقة. المياه أساس الحياة، لا سيما أن مستقبل المياه يجب أن يكون مجال اهتمام كل علماء مصر ببحوث أمن الغذاء والطاقة وتغير المناخ والدراسات المستقبلية الغائبة. من جهته، قال الدكتور محمد اليمانى المتحدث الرسمى باسم وزارة الكهرباء والطاقة: نتحدث عن مياه وغذاء وطاقة، وقد وضعنا أقدامنا على طريق الطاقة الجديدة والمتجددة، وتم فتح المجال للقطاع الخاص المصرى والعربى والأجنبى لتوليد الكهرباء من الشمس والرياح. وأشار اليمانى إلى أن هناك تنسيقا عربيا من خلال جامعة الدول العربية لتحسين كفاءة الطاقة لترشيد استخدام للطاقة مثل اللمبات الموفرة. وأضاف: بالفعل طرحنا مناقصة لتوريد 10 ملايين لمبة كمرحلة أولى يليها 50 مليون لمبة تعمل بتكنولوجيا اللد بدلا من التكنولوجيا العادية لتوفير 90 % من استهلاكها للكهرباء بتوصيات من رئيس الجمهورية ووزير الكهرباء. وأضاف اليمانى أنه فى المرحلة القادمة، وخلال عامين، سوف يتم توليد ما لا يقل عن 4 آلاف ميجاوات من الشمس والرياح، بالتعاون مع القطاع الخاص، بحيث نوفر علىس الدولة مليارات الجنيهات لبناء محطات جديدة سوف توجه إلى تطوير الشبكة للتكيف لاستقبال الطاقات الجديدة ومراكز التحكم والعدادات الذكية ولمبات ألد وكل المحاور لتلافى مشكلات الطاقة الحالية والمستقبلية. ومن جهته، تحدث الدكتور أشرف عبد العزيز منصور الأمين العام للاتحاد والأمين العام للمؤتمر عن أهداف الندوة التى يتبناها الاتحاد، وتكمن فى محاور عدة أهمها الطاقة والمياه والغذاء وتغير المناخ والبيئة فى مصر والمنطقة العربية. وأضاف أنه يعمل على هذه المحاور كل من: المستشار نادر جعفر والدكتورة دعد فؤاد واللواء مهندس محمد مختار قنديل والدكتور وائل رضا والدكتورة مروة عصام والمهندس تامر لطفى والدكتورة عزة حسين والمهندسة داليا رضا والباحثة ريهام أبو بكر ونورا طاهر والمهندس محمد رضا.. أعضاء مجلس الإدارة والاتحاد. وقال الدكتور على عبدالرحمن رئيس المؤتمر: نعانى من مشكلات كثيرة على مستوى الوطن العربى فى مجالات الغذاء والماء والطاقة وتغير المناخ، فلابد أن نعمل للمستقبل، فنحن نستورد 75 % من غذائنا من الخارج، والسؤال هو: ماذا لو زاد تعداد السكان أو حدثت مشكلة مع دولة مثل روسيا، ونحن نستورد منها القمح؟ الواقع أنه لابد من أن نصل إلى التوازن بين حاجاتنا، وقدرتنا على إنتاجها، وفق قوله.