أرجو الا تستغنى الحكومة عن الشركات التى تحفر المجرى الملاحى الجديد لقناة السويس بعد انتهاء عملها لأن هناك عملا لا يقل اهمية فى انتظارها فهناك 4 مليارات متر مكعب من مياه الصرف الصحى تصب سنويا فى البحيرات الشمالية التى كانت انقى بحيرات العالم واغناها فى الثروة السمكية وكان يعيش عليها عشرات الآلاف من الاسر التى تمتهن الصيد حرفة لها وتنعم بحياة رغدة نظرا لارتفاع ثمن الأسماك التى تحتويها البحيرات. لكن هذه الاسر اصبحت الآن فى افقر حال واصيبت بمختلف الامراض بعد التلوث الذى اصاب البحيرات.. من هنا صار لزاما علينا تحويل مسار المصارف التى تصب فى البحيرات إلى الصحراء لزراعة آلاف الأفدنة بأشجار الجتروفا التى يمكن زراعتها على هذه المياه خاصة بعد نجاح وزارة البيئة فى زراعتها على هذه المياه بمحافظة الاقصر وتنتج هذه الاشجار بذورا يستخرج منها وقود الطائرات وهو غالى القيمة الاقتصادية وبذلك نقضى على تلوث البحيرات، ونطهر البواغيز للسماح بدخول مياه البحر الى البحيرات وبالتالى دخول الاسماك اليها. ويجب على الحكومة ان تحدد على الفور المسارات الجديدة لقنوات الصرف الصحى والمناطق الصحراوية التى ستزرع بهذه المياه بعد تنقيتها، وإعداد الكوادر العاملة فى هذا المشروع وتدريبها. ان هناك العديد من الشركات العاملة فى مجال تنقية المياه، لديها العديد من الوسائل التكنولوجية القادرة على تنقية هذه المياه لتصبح صالحة للزراعة، بل من الممكن الوصول بها الى ان تكون صالحة للشرب. د. مصطفى محمد سعيد أستاذ متفرغ بمركز بحوث الصحراء