مع اقتراب صدور التقرير الذى طلبه رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون من لجنة خاصة بمراجعة سلوكيات جماعة الاخوان ومدى ارتباطها بالتطرف وتأثير ذلك على الأمن القومى البريطاني. نشرت صحيفة «صنداى تليجراف» البريطانية فى تقرير لها ان تقرير لجنة مراجعة أنشطة الاخوان سيؤكد وجود صلة بين الجماعة و60منظمة تتضمن جمعيات خيرية ومراكز ابحاث ودراسات وقنوات تليفزيونية على صلة بالاخوان وسيتم اخضاعها للتدقيق. واشار تقرير الصحيفة إلى ان الحكومة البريطانية لن تتخذ قرارا على الارجح بحظر الجماعة ولكنها ستتخذ مجموعة من الاجراءات منها التحقيق فى انشطة الجمعيات الخيرية والتى تمثل جبهات لانشطة الجماعة وطرق تمويل الجماعة وصلاتها بالجماعات التكفيرية فى الخارج ومنع رجال الدين المرتبطين بها من دخول بريطانيا. ويرى سياسيون وقانونيون وخبراء إستراتيجيون ان اجهزة المخابرات البريطانية تعلم جميع تحركات جماعة الاخوان وانشطتها والسؤال الأهم هو متى تاخذ الحكومة البريطانية القرار تجاه الاخوان بحظرها وان التحركات المتوقع قيام لندن بها هى فقط اجراءات التحقيق فى انشطة الجمعيات ومراكز الابحاث التى على صلة بجماعة الاخوان. وقال الدكتور ايمن سلامة، استاذ القانون الدولى العام إن ملاحقة السلطات البريطانية للشبكة المعقدة لتنظيم الاخوان سيمثل من دون ادنى شك ضربة قاسمة لهذه الجماعة فى أكبر دولة بالعالم توفر لهم ملاذا أمنا، مشيرا الى ان السلوك البريطانى باستضافة قيادات الجماعة يشكل انتهاكا صارخا لقرارات مجلس الأمن بموجب الباب السابع من ميثاق الاممالمتحدة والذى يلزم الدول بالتعاون فيما بينها لمكافحة الإرهاب وعدم توفير ملاذ آمن للارهابيين وتسليمهم الى الدول طالبة التسليم وتجفيف سائر مصادر تمويلهم المختلفة. وتساءل سلامة: كيف تشارك بريطانيا فى اكبر حملة دولية لمكافحة الارهاب ضمن ائتلاف دولى وفى الوقت نفسه تستقبل وتوفر ملاذا آمنا لقيادات التنظيم الذى وسم بالارهابى فى العديد من الدول، لافتا الى ان قانون تشكيل اللجنة البريطانية لمراجعة انشطة الجماعة لا يحصر دراسة مدى ارتباط الجماعة بالارهاب وحسب ولكن ايضا بالتحريض على العنف المسلح كما ثبت لدى اجهزة المخابرات البريطانية وقبل تشكيل اللجنة قيام الاخوان فى بريطانيا بعمليات غسل أموال وجريمة منظمة، مما يشكل تهديدا اقتصاديا وماليا لبريطانيا. وأكد اللواء محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى باكاديمية ناصر العسكرية سابقا ان اجهزة المخابرات البريطانية تعلم كل تحركات الجماعة والمنظمات والتنظيمات التى تعمل على اراضيها حيث تتحرك هذه التنظيمات من خلال التمويل الذى تحصل عليه عبر البنوك وهى تحت أعين أجهزة المخابرات والقرار الحاسم لنشاط الاخوان فى بريطانيا هو الحظر مشيرا الى ان الموقف البريطانى اشبه بما قامت به واشنطن بانشاء داعش ثم تكوين تحالف لضربها جوا دون العمل على استئصالها وذلك لاطالة زمن الحرب والمفاوضات من اجل الوصول لحل فى مخططاتها ضد المنطقة اضافة لمحاولة وقف الدعم العربى لمصر وارهاق هذه الدول واستنزافها، وتوقع عدم صدور قرار بريطانى بوقف انشطة الجماعة الارهابية. وقال كمال حبيب الخبير فى الحركات الاسلامية إن وجود نحو 500 مواطن بريطانى ضمن صفوف تنظيم داعش جعل لندن فى حالة تخوف كبير من انتشار الارهاب على أراضيها وتقوم بعمليات نصح للاباء وتبادل للمعلومات مع دول الاتحاد الأوروبى لتجنب انتشار الارهاب فى أوروبا وهو ماسيؤثر على وضع جماعة الاخوان من حيث اعتبارهم جماعة ارهابية. وأوضح يحيى قدرى النائب الأول لحزب الحركة الوطنية ان الجميع يعلم أن الاخوان جماعة ارهابية تسعى لتغيير هوية العالم من خلال فكر متطرف وسطو حقيقى على الديمقراطية والحق والدين. واعرب عن استعداد جميع القوى الوطنية الى تقديم جميع المستندات والأدلة التى تؤكد صحة الأمر من ان الاخوان جماعة ارهابية مؤكدا ان التقرير سيثبت ذلك. وقال محمد أنور السادات رئيس حزب الاصلاح والتنمية إن ما تقوم به لندن هى خطوات مهمة مع استفحال الارهاب رغم انها جاءت متاخرة لافتا الى ان بريطانيا وبالتنسيق مع الولاياتالمتحدةالامريكية وعدد من الدول الأوروبية أصبحت تتابع جميع الجمعيات والمنظمات وانها بصدد اتخاذ اجراءات للتحقق من مصادر التمويل متوقعا المزيد من الاجراءات تجاه عناصر الارهاب.