يمكننا القول إن نوعا من الدفء بدأ يتسرب للعلاقات المصرية الإثيوبية على خلفية الرؤية الحكيمة للرئيس السيسى الذى بدأ حملة دبلوماسية واسعة تسعى لتعزيز سياسة مصر الخارجية بمختلف دول العالم. وقد إستقبل الرئيس السيسى وزيرى الرى لكل من إثيوبيا والسودان فى القاهرة مع بدء أعمال اللجنة الفنية المشكلة لبحث النواحى الهندسية المتعلقة بأثر سد النهضة على كل من مصر والسودان. وفى سياق متصل تستعد اللجنة الوزارية المصرية الإثيوبية لمعاودة إجتماعاتها فى أديس أبابا فى نوفمبر المقبل تسبقها وتمهد لها إجتماعات المنتدى المصرى الإثيوبى للأعمال فى دورة جديدة لبحث فرص الإستثمار المشترك بين البلدين. وفى دبى ، وقبيل عيد الأضحى مباشرة تم عقد المنتدى العالمى الإفريقى للأعمال والذى عقد تحت رعاية وبحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبى والذى أكد على أهمية الملتقى الذى عقد للمرة الثانية فى أن يكون منصة لتفعيل التعاون بين الإمارات العربية وإفريقيا مؤكدا أن الإمارات ستظل همزة وصل بين إفريقيا ودول العالم. وفى إطار الدور المصرى الجديد فى إفريقيا برؤية الرئيس السيسى فإن الإمارات الشقيقة يمكن أن تلعب دورا مهما كطرف ثالث سواء فى علاقاتنا بإفريقيا بوجه عام أو إثيوبيا على وجه الخصوص حيث أبرزت دراسة حديثة صادرة عن غرفة تجارة وصناعة دبى المنظمة للملتقى بأن حجم التجارة بين دولة الإمارات وإفريقيا وصل إلى 22.8 مليار دولار العام الماضى، وأن الميزان التجارى بين البلدين حقق 4.1 مليار دولار فائضا لصالح الإمارات. ووفق الأرقام الصادرة عن مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) أن إفريقيا ستكون بحاجة إلى إستثمارات فى البنية التحتيه تقدر بنحو 2.6 ترليون دولار، وأن هناك قوة إستهلاكية كبيرة فى القارة تنمو سنويا مع إزدياد معدلات النمو على الرغم من تحديات الفقر فى القارة. ووفقا للدراسة فإن إجمالى تجارة إفريقيا مع العالم إرتفع من 235.1 مليار دولار عام 1995، ليصل إلى ترليون و260 مليار دولار عام 2013 بمعدل نمو سنوى يصل إلى 24.6%. وحول أهمية السوق الإفريقية لدولة الإمارات العربية صرح حمد بو عميم مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبى بأن الإمارات تقع بين أكبر 20 شريكا تجاريا عالميا للقارة الإفريقية ، كما تعد الشريك الرئيسى لإفريقيا بين دول الخليج. وحول إمكانية التنسيق بين الإمارات العربية ومصر فى تحقيق المصالح المشتركة فى إفريقيا صرح حمد بو عميم للأهرام بأن مصر كان لها دور مهم فى مؤتمر الكوميسا الذى عقد بشرم الشيخ قبل 2010، وتم عقده بعد ذلك فى دبى وكان مقدمة لإقامة الملتقى العالمى الإفريقى بشكله الحالى مؤكدا أن الدور المصرى قوى ومهم، وأن مصر لا تعد شريكا بل شقيقا، وبالتالى فإن المرحلة المقبلة ستشهد تعاونا مشتركا خاصة وأن مصر كدولة إفريقية ذات حضارة قديمة وعلاقات وثيقة بإفريقيا. وقال أن مؤتمر العام الجارى إنصب على الدول جنوب الصحراء وعلى الرغم من ذلك فإن ضيف الشرف الرئيسى كان الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس والذى عقد العديد من اللقاءات الجانبية على هامش المؤتمر، وكان مشاركا ومتحدثا فى الملتقى الاول العام الماضى. وأشار إلى أن ظروف مصر خلال السنوات الثلاث الماضية كانت تمر بمرحلة تحولات وأكد أن تقريرا حديثا من رجال أعمال إماراتيين أشار إلى أن الامور عادت فى مصر لأفضل مما كانت عليه. وأوضح حمد بو عميم أن الملتقى حقق أهدافه فى كونه منصة للحوار من أجل التعاون المشترك ومشيرا إلى تناوله التحديات التى يواجهها المستثمرون فى إفريقيا . وقال أن نحو 1000 مشارك فى الملتقى 700 منهم من خارج الإمارات قدموا من 62 دولة، من بينها 32 بلدا إفريقيا حيث أجروا نحو 132 إجتماع عمل خلال يومى الملتقى، كما شارك بالحضور 120 إعلاميا محليا ودوليا لتغطية الحدث. وأكد أن غرفة تجارة وصناعة دبى ستستمر فى حشد إمكاناتها لتقوية الروابط مع القارة الإفريقية، وأنها ستفتح مكتبين إضافيين فى غانا وموزمبيق ، إ ضافة إلى السنغال ، وهناك أيضا خطط لإفتتاح مكاتب أكثر فى المستقبل.