خرجت علينا وسائل الإعلام بفاجعة مقتل طفل نتيجة سقوط لوح زجاج على رقبته داخل فصله، وتوالت الأحداث من مستشفى المطرية التعليمى الذى لا يملك وسائل وقف نزفه وإسعافه إلى مستشفى الزيتون الذى لم يفعل شيئا أكثر مما فعله المطرية فتم تحويله إلى مسشفى عين شمس التخصصى الذى لم يهتم بإسعافه بقدر ما اهتم بسداد المقابل النقدى للعلاج أولا، وترك الطفل ذبيحا ينزف حتى فارق الحياة، وتلا ذلك فاجعة سقوط عمود إنارة فى أثناء صعود الفنى لإجراء إصلاحات بكابلاته على طفلة كانت جالسة على سلم منزلها بقريتها وفارقت الحياة على الفور صعقا وفى كلتا الفاجعتين يتضح لنا أن الإهمال هو الذى يطل برأسه عيانا جهارا ويصرخ ويطلب دق رأسه بسيوف القيادات الفاعلة اليقظة التى تتفانى فى عملها ومتابعة مرءوسيها ومدى صلاحية أدوات العمل للقيام بما هى مكلفة به، ولكن النوم فى العسل قد طال جهات عديدة فمن قام بعمل النجارة وتثبيت الزجاج فى الفصل وتأكد من إحكام الغلق وسهولة الفتح ومن تسلم منه هذه الأعمال وأقر بصلاحيتها.. الجميع مسئولون وليس القضاء والقدر الذى نعلق عليه كل مصيبة تواجهنا ولا نأخذ منها موعظة والمستشفى الخالى من أطباء متخصصين فى الحالات الحرجة، والذى يخالف قرارات رئيس الحكومة ولا يقوم بعمله على الفور فى الحالات الطارئة دون طلب مقابل مادى أولا. فليعلم جميع المتقاعسين عن أداء أعمالهم أن كل قطرة من دماء هؤلاء الأطفال الطاهرة التى نزفت على الأسفلت أو على أرض مستشفيات حكومية يسدد المواطن فاتورتها من عرقه لتلعن الإهمال والبيروقراطية والفساد سواء فى التعليم أو الصحة أو المحليات بالقرى المسئولة عن صيانة اعمدة الإنارة، فكم من أطفال سالت دماؤهم الزكية وهم متوجهون لمدارسهم تحت عجلات القطارات أو غرقا عند استعمالهم معديات غير صالحة للنقل أو داخل بالوعات الصرف الصحى أو صعقا من كابلات مهترئة تدلت من أعمدة إنارة بالية.. إنه الإهمال. وكم من المهازل ارتكبت باسم القضاء والقدر وهو براء من المهملين. ومن كل من تركهم لتقوى شوكتهم ولم يردعهم. مجدى أسعد الحسينى مدير مدرسة لغات