أعلن المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، أن مصر تقف بقوة مع أوروبا فى مواجهة الإرهاب، مشيدا بالعلاقات الإنسانية التى تربط مصر بأوروبا منذ فجر الحضارة الفرعونية التى أول من استفاد منها هم الأوروبيون، وقال إن هناك تفهما الآن لحقيقة ثورة 30 يونيو التى كانت إرادة شعبية للتمسك بالمحبة والسلام ورفض الكراهية ونبذ العنف. وأكد أن ما تدفعه مصر الآن بسبب حوادث الإرهاب والعنف إنما هو ثمن نقدمه، ليس حماية للشعب المصرى أو الأمة العربية وحسب وإنما للعالم كله، مشددا على أن الإرهاب أصبح صناعة كبرى ومنظمة وتنتقل بين الدول وهو ما يتطلب وقوف الجميع فى مواجهتها، كما وصف الإرهاب بأنه بلا جنس أو لغة أو دين، فالأديان هى محبة وسلام، والقتل الذى يمارسه الإرهابيون بعيد تماما عن الدين. جاء ذلك خلال افتتاحه مؤتمر «الأهرام – انسا» الذى عقد أمس تحت عنوان «نحو شراكة استراتيجية عربية أوروبية»، بحضور نائب رئيس البرلمان الأوروبى وعدد كبير من الوزراء ورؤساء منظمات الأعمال والسفراء المعتمدين بالقاهرة. وأشاد رئيس الوزراء بتنظيم مؤسسة الأهرام للمؤتمر، قائلا إنه حرص على حضوره لعدة أسباب منها حرصه على زيارة الأهرام قلعة الفكر والكلمة الرصينة التى لعبت دورا تاريخيا فى صياغة الفكر المصرى والعربى ايضا. وأضاف أن السبب الثانى هو سعادته باستقبال رئيس الوزراء الايطالى ووزير الخارجية فى شهر واحد بالقاهرة، حيث وجد منهما كل تفهم للموقف المصرى والحرص على دعم القاهرة فى مواجهة الإرهاب، أما الثالث فهو رغبته فى عرض رؤية مصر الاقتصادية لعام 2015 أمام شركاء مصر الأوروبيين. وقال المهندس إبراهيم محلب إن ثمار عمل الحكومة لمدة 6 أشهر فقط بدأت فى الظهور حيث سجل معدل النمو الاقتصادى للربع الرابع من العام المالى الماضى 3،7% وفى الربع السابق 2،5% ، كما أن معدلات تدفق السياحة لمدن شرم الشيخ والغردقة فاقت التوقعات، وأضاف أن هناك أيضا معجزة بكل المقاييس تشهدها منطقة إقليم قناة السويس تتمثل فى عمل 4 آلاف معدة ثقيلة لمدة 24 ساعة يوميا وهو ما لم يحدث من قبل فى اى مكان بالعالم، ونجاح المصريين فى حشد 64 مليار جنيه فى 8 أيام، وهو ما يعكس ثقة الشعب فى قائده الذى يبادل شعبه الثقة، لافتا إلى أن الجميع كان متخوفا من البدء فى مشروع القناة الجديدة بسبب التمويل، لكن القائد كان يثق فى الشعب . ودعا رئيس الوزراء الدول الأوروبية خاصة إيطاليا لتعزيز التعاون الاقتصادى والسياسى مع مصر وفى جميع المجالات خاصة مجال التدريب المهنى ورفع كفاءة الموارد البشرية وإيجاد فرص عمل للقضاء على مشكلة الهجرة غير الشرعية، مشيرا إلى أن الجميع سيستفيد من ذلك خاصة أن أوروبا تحتاج للعمالة المصرية ولكن المدربة وفى نفس الوقت تتخلص من ظاهرة الهجرة غير الشرعية. وقال إن الحكومة تتحرك على 3 محاور للإصلاح، الأول هو محور اقتصادى وبدأناه بالفعل لتحقيق العدالة الاجتماعية، وهذا الإصلاح كان موضع إشادة من جميع المنظمات الدولية كما أن الشعب تقبل الإجراءات الصعبة لثقته فى الرؤية والهدف الذى نسعى له من تحريك أسعار الطاقة وتخفيض دعم بعض السلع، ونحن نعلم أن بعض الشعوب لم تتقبل أى زيادة فى الأسعار لكن الشعب المصرى العظيم تقبلها لبناء بلده ومستقبل أفضل لأبنائه. وأضاف أن المحور الثانى للإصلاح، هو إصلاح تشريعى يستهدف أن يكون لمصر أفضل القوانين والإجراءات المشجعة والمحفزة للمستثمرين، ضاربا المثل بمشروع قانون الاستثمار الموحد الذى نأمل ان يكون الأفضل عالميا. وأشار إلى أن المحور الثالث هو تعزيز مظلة الحماية الاجتماعية وتخفيف الأعباء عن محدودى الدخل والشرائح الأولى بالرعاية. وأوضح أن مصر قادرة على التغيير وأن تكون محورا أساسيا للتجارة العالمية بفضل ما تمتلكه من موارد ضخمة سواء فى قطاع التعدين أو الصناعة التحويلية أو موقعها الجغرافى فى قلب العالم أو ثروتها الأهم وهى الإنسان المصرى الذى يعد الثروة الحقيقية لهذا الوطن. ووعد رئيس الوزراء بحل كافة مشكلات المستثمرين مع الاجهزة الحكومية قبل عقد مؤتمر القمة الاقتصادية بشرم الشيخ فبراير المقبل حتى تكون رسالة واضحة للعالم بحرص الحكومة على الاستثمارات الخاصة، لافتا إلى أن مؤتمر شرم الشيخ لا يستهدف تسويق مشروعات معينة وإنما عرض رؤية مصر الاقتصادية والمزايا والفرص المتوافرة بها خاصة بمحور تنمية قناة السويس والذى سيتضمن 6 موانى عملاقة إلى جانب عشرات المناطق الصناعية والخدمية والمدن السياحية. وكشف رئيس الوزراء عن أن هدف إنشاء 3 آلاف كيلو متر من الطرق هو تعمير مساحة أكبر من مصر للخروج من الحيز الضيق الذى يمثل 5% من مساحة مصر إلى رقعة تصل إلى 25%، حيث نستهدف ايضا استصلاح 4 ملايين فدان خلال الأربع سنوات المقبلة تبدأ بمليون فدان العام الحالي، لافتا إلى توافر الأرض والمياه الجوفية اللازمة لزراعتها. ودعا محلب الأوروبيين للقدوم إلى مصر للسياحة والتمتع بجوها الدافئ شتاء، مداعبا إياهم "البرد عندكم والدفا عندنا"، مشددا على أن الأمور تستقر أمنيا، وهو ما تعكسه تزايد معدلات الإشغال بشرم الشيخ والغردقة ومرسى علم. من جانبه أكد دافيد ساسولى نائب رئيس البرلمان الأوروبى أهمية العلاقات المصرية الأوروبية، خاصة علاقات إيطاليا بمصر حيث تعد إيطاليا الشريك التجارى الأول لمصر، مشددا على أهمية تكاتف منطقة المتوسط الجديدة لمواجهة حوادث العنف والإرهاب والقلاقل التى تعانى منها المنطقة، محذرا من أن الإرهاب لا يواجه مصر فقط، وإنما يهدد كل دول العالم. ودعا إلى صياغة رؤية موحدة لمنطقة المتوسط تركز على التنمية والسلام ومكافحة الإرهاب والعنف وأن نصيغ رؤية إنسانية جديدة تعلى من شأن الإنسان. وقال إنه سعيد بالمشاركة فى المؤتمر الذى يعيد طرح قضايا خفت الاهتمام بها وهى سبل التعاون الاقتصادى والاستثمارى وفى التعليم والطاقة والبحث العلمي، داعيا مصر وأوروبا لبذل مزيد من الجهود لتطوير علاقات التعاون الاقتصادى والتجاري. من جانبه قال أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة مؤسسة الاهرام، إن اتفاقية الشراكة مع أوروبا من أكثر اتفاقيات مصر التجارية المرتكزة على مبادئ العدالة والتوازن برغم احتياجها لبعض التعديلات، مشيرا إلى أن مصر لديها ثروات هائلة لم تستغل بعد خاصة الثروات المعدنية والمحجرية، وايضا فى القطاع الزراعى بالإضافة إلى محور قناة السويس الذى يمكن مصر من أن تكون محورا رئيسيا لحركة التجارة العالمية، خاصة ان موقع مصر استثنائى يتيح لاى مستثمر يعمل بها ان يصدر باقل التكاليف لاهم التكتلات التجارية فى العالم خاصة تكاليف النقل والشحن الى جانب تمتعه بمزايا الاتفاقيات التجارية التى تمتلكها مصر. واوضح ان من مزايا الاستثمار فى مصر ايضا الاستفادة من توافر الايدى العالمة الماهرة، خاصة ان متوسطات اجورهم تعد اقل من الاجور بشرق الصين. وقال ان اختيار مؤسسة "انسا الدولية” لمؤسسة الاهرام لتنظيم اول مؤتمر اقتصادى اوروبى عربى انما يرجع الى اهمية العلاقات المصرية الايطالية حيث ظلت ايطاليا هى الشريك التجارى الاول لمصر لفترة طويلة إلى جانب السياحة الوافدة من ايطاليا، وأشار إلى أن هذا المؤتمر هو مقدمة لسلسلة من المؤتمرات التى سنتوجه بها لدول أوروبية وعربية أخري. وقال أن مؤسسة الأهرام حريصة على دعم كافة الجهود المبذولة التى من شأنها تعزيز جذب الاستثمارات لمصر. من ناحيته أكد جوزيبى تشيربونى المدير التنفيذى والمدير العام لوكالة الأنباء الايطالية " أنسا" ان العلاقات بين مصر وايطاليا علاقات تاريخية ونسعى من خلال تنظيم هذا المؤتمر الى تعزيز هذه العلاقات، وقال ان هناك عددا من المجالات المتاحة للتعاون واكتشاف فرص الاستثمار بين البلدين، مؤكدا ان مصر تسير نحو المستقبل بمشروعات عملاقة منها مشروع قناة السويس الجديدة التى نآمل ان تفتح التعاون فى مجالات الشحن واللوجستيات وبناء السفن. ودعا إلى ضرورة تعزيز الحوار بين ايطاليا ومجموعة دول منطقة الأورومتوسطية ومنطقة الشرق الأوسط فى العديد من القضايا والتحديات التى تواجهها هذه الدول. وعلى هامش المؤتمر أعلن منير فخرى عبد النور وزير الصناعة والتجارة عن السماح بتصدير الأرز وفق ضوابط محددة، منها فرض رسم بقيمة 280 دولارا على كل طن يتم تصديره للخارج، وان يلتزم كل مصدر بتوريد طن لوزارة التموين مقابل كل طن يتم تصديره.