بمجرد ان انهارت الشرطة المدنية عقب ثورة يناير نزلت القوات المسلحة الي الشوارع لتأمين الجبهة الداخلية في مهمة لم تعتد عليها. بالاضافة الي مهمتها الاساسية في حماية حدود مصر وبعد ان استعادت الشرطة المدنية جزءا من دورها انسحبت القوات المسلحة من الشوارع وعادت الي ثكناتها, ولكنها اضطرت الي الانتشار مرة أخري بعد ان زادت عمليات البلطجة والتهريب مما ادي الي تخوف البعض من تأثير ذلك الانتشار علي مهام القوات في تأمين الوطن داخليا وخارجيا خاصة الحدود مع الآخرين وعلي كفاءة الجندي القتالية ؟ذلك ما يرصده خبراء استراتيجيون, حيث أكد اللواء عبدالمنعم كاطو أن القوات المسلحة اضطرت للتواجد في الشارع لانفاذ مهمتها الثانية في حماية الشرعية الدستورية ولذلك فإن القوات المسلحة منذ26 يناير2011 كان القرار القاطع هو الانحياز التام للثورة وعدم توجيه السلاح لأي شاب مصري. واشار الي ان هناك مكاسب ونوعا من السلبيات, انعكست المكاسب في تأكيد الثقة بين الجيش والشعب وحماية مصر من المخاطر التي تترصد بها وانجاح الثورة وأضاف: أما السلبيات فتمثلت بعضها في التأثير علي الخطة التدريبية للقوات المسلحة والمواجهات بين الائتلافات أو البلطجية والقوات المسلحة. وعن تأثير انتشار القوات بالشوارع علي تأمين حدودنا أكد اللواء طلعت موسي الخبير الاسترتيجي أن حدودنا آمنة وقواتنا لديها أحدث الامكانات التي تمكنها من أداء مهامها والسيطرة علي حدودها فقد استطاعت قوات حرس الحدود عبر دورياتها إحباط محاولات عديدة لتهريب أسلحة وذخائر من ليبيا قبل دخولها مصر عبر الصحراء الغربية بالإضافة إلي إحباط محاولات التسلل المستمرة من الافارقة علي حدودنا في سيناء, كما قامت الشرطة العسكرية بضبط الكثير من السيارات المهربة من ليبيا والقت القبض علي اللصوص الذين اعترفوا بجرائمهم بالاضافة الي قيامها بضبط الخارجين علي القانون والبلطجية الذين يروعون الشارع المصري ذلك في تحرك سريع للبلاغات التي ترد عن طريق الخطوط التليفونية التي خصصتها القوات المسلحة لتلقي الشكاوي علي مستوي الجمهورية, علاوة علي الدوريات المتحركة لقوات الشرطة والمتمركزة في الميادين. ويؤكد ان الجندي المصري مدرب علي الأعمال القتالية بالدرجة الأولي وليس علي الوجود في الشوارع لحماية المنشآت الحيوية والأهداف الاستراتيجية للدولة ولكن بعد الانهيار الأمني للشرطة صدرت الأوامر بالنزول للشارع لحماية تلك المنشآت. وأضاف: وحتي لا تعتاد القوات علي تلك الحياة وتنسي المهمة الأساسية وهي القتال في الميدان وهو ما فطنت إليه القيادة العامة يتم تغيير القوات العاملة في الشوارع وإعادتها الي التدريب القتالي المهمة الرئيسية لها واستبدالها بأخري. وعن اتهام البعض للمجلس العسكري بالبطء في اتخاذ القرار شدد موسي علي أن المجلس يعلي مسألة الأمن القومي ويعمل علي الخروج بالوطن من تلك المحنة قويا لبر الأمان. ويشير إلي أن الشخصية المصرية تم اختراقها من حيث الانتماء والولاء فهناك بعض النخب ينفذون اجندات خارجية وهو ما ثبت في قضية تمويل منظمات المجتمع المدني وامتداده الي بعض الشخصيات.