أين اختفى زعيم كوريا الشمالية ؟ سؤال بات يتردد على لسان الجميع بعد أن تحولت الأنظار نحو أكثر عواصم العالم انعزالا، وهى "بيونج يونج ", وذلك بحثا عن أسباب الاختفاء المريب للرئيس الشاب كيم جونج اون وتصدر أخته الصغيرة كيم يو جونج المشهد السياسى فى كوريا الشمالية. فقد تعددت الأقاويل واشتعلت التكهنات حول مصير الرئيس الكورى الشمالى بعد أن توارى تماما عن الأنظار منذ حضوره أحد الحفلات الموسيقية أوائل الشهر الماضى, خاصة أن المناسبات التى تخلف عن حضورها تعد من أهم الاحتفالات التى تقام فى البلاد, ومنها الاحتفال بذكرى انتخاب والده الراحل زعيما لحزب العمال فى كوريا الشمالية ، كما لم يحضر اجتماع البرلمان أواخر الشهر الماضى , وقد جاء آخرها وأهمها وهو ذكرى تأسيس الحزب الحاكم فى البلاد الذى تغيب عنها لأول مرة منذ ثلاثة أعوام وهو الأمر الذى دفع الى ازدياد حالة الارتياب والشك عن حال الزعيم الشاب . وقد تحول هذا الاختفاء إلى لغز يصعب حله خاصة فى ظل حالة السرية المحيطة كيم جونج أون, مما أدى إلى انتشار الشائعات كالنار فى الهشيم بشأن حدوث انقلاب وقد عزز ذلك التقرير الذى نشرته صحيفة الجارديان البريطانية منذ أيام قليلة حول طبيعة دور الأخت الصغرى للرئيس الكورى الشمالي, من خلال قيامها بمهام رئاسية نيابة عن أخيها, وقد شغلت كيم يو جونج (27 عاما) أول منصب رسمى فى كوريا الشمالية منذ مارس الماضي, بعد أن كلفت بإدارة شئون مكتب أخيها لتحل محل عمتهما كيم كيونج-هوى زوجة مستشار كيم جونج-الذى اعدم فى ديسمبر الماضى بتهمة الفساد والخيانة. وقد اعتبر المحللون آنذاك هذه الخطوة بأنها تدعيم لكيم جونج اون لكى يحكم سيطرته على السلطة والبلاد بمساعدة أخته ، فى اطار تدعيم أواصر حكم عائلة كيم. وأيا كان الأمر فان مسألة تولى الاخت الصغيرة مقاليد الأمور فى البلاد فى حال تأكد غياب كيم جونج أون يصعب تقبلها من قبل المجتمع الكورى الشمالى حيث أن تقاليد وعادات المجتمع فى كوريا الشمالية لا تستسيغ سطوع نجم امرأة إلى هذا الحد , ومن ناحية أخرى أيضا لن يقتنع الحزب الحاكم المحافظ بأن يضع مقاليد الحكم والدولة فى يد امرأة . وعلى الرغم من الزخم الذى حظى به اختفاء الزعيم الشاب فإن الكثير من التكهنات ترجعها الى سوء وضعه الصحى ولا سيما أنه يعانى الكثير من المشاكل الصحية ومنها النقرس ومرض السكر وارتفاع ضغط الدم بسبب السمنة، علاوة على المتاعب التى يعانيها بعد إصابة كاحله وركبته أواخر أغسطس الماضي, ليقوم على إثرها أطباء كوريون شماليون بزيارة ألمانيا وسويسرا سرا، للبحث عن علاج لزعيمهم، كما تم ايضا السماح لأطباء أوروبيين بزيارة بيونج يانج لفحص حالته الصحية وعلاجه، وقد نشرت الصحيفة الرسمية فى البلاد أن الرئيس مريض وأن العديد من الزعماء أرسلوا له باقات من الزهور خلال المناسبة الأخيرة أرفقت بها بطاقات التمنى "بصحة جيدة" للزعيم الكورى الشمالى وهو أمر ليس معتادا ليبقى السؤال الذى يحير الجميع بلا إجابة حتى الآن اين اختفى الزعيم ، ولتظل الأيام القليلة القادمة هى القادرة على حل هذا اللغز.