حالة من الارتباك والانزعاج فى نفس الوقت .. تحاصر الاتحاد الافريقى لكرة القدم (الكاف) , بعد تمسك اللجنة المنظمة لنهائيات كأس الامم 2015 فى المغرب بتأجيل البطولة حتى لو كلفهم الامر الكثير , لان التوابع بناء على رأى وزارة الصحة هناك كارثية, خاصة فى ظل عدم القدرة على السيطرة على جماهير الدول المصابة بهذا الوباء. وصرح الحسين الوردى وزير الصحة المغربى بأن قرار وزارته تأجيل إقامة كأس أمم أفريقيا 2015 بسبب وباء إيبولا لم يكن اعتباطياً، بل يأتى فى إطار التدابير التى تتخذها المنظمة العالمية للصحة , وتؤكد أن الأخطار التى يمكن أن يتكبدها أى بلد ينظم تظاهرة ما أثناء تفشى أى وباء خطير، وأضاف أن وزارته تتحمل المسئولية وتطالب بتأجيل المنافسة الأفريقية لعدة أسباب. وقال الوردى فى تصريحات صحفية أن من أهم هذه الأسباب التطور المخيف لوباء إيبولا الذى أصبح يهدد حياة الفرد فى الآونة الأخيرة، كما أنه اجتمع بمختصين فى علم الأوبئة, وأكدوا أن هذا الوباء يشكل خطرا على صحة المواطن المغربى فى حال تنظيم حدث بقيمة كأس أمم أفريقيا، الذى يعرف تدفقا هائلا لآلاف الجماهير." وأضاف: "كان لى اجتماع مع لجنة علمية تهتم بعلم الأوبئة وخرجنا بخلاصة القلق الكبير من الانعكاسات السلبية والخطيرة التى يمكن أن يتكبدها المغرب بسبب هذا المرض، لذلك أؤكد أننا اتخذنا هذا القرار بعد دراسة معمقة." وقال الوردي: "سبب طلب التأجيل أيضا هو ضرورة الأخذ بمبدأ الاحتياط والتدابير الوقائية، نحن نرفض أن نعرض حياة المواطن المغربى للخطر، وكوزارة اتخذنا هذا القرار بكل مسئولية وجرأة ونؤكد أن حياة المواطن المغربى فوق كل اعتبار." وفى رده على هذا الكلام صرح عبد المنعم شطة المدير الفنى للكاف بانه فى حالة اعتذار المغرب عن التنظيم فان ذلك مفاجأة مزعجة للاتحاد, وانه يشبه كما لو كان احد يخبر شخصا بان ابنه سيتوفى قريبا , فلا يملك الاخير سوى الدعاء بقوله "يارب ما يموت", مشيرا الى انه من الصعب ان لم يكن من المستحيل تاجيل النهائيات باى شكل من الاشكال. وفسر شطة ذلك بقوله ان هناك ارتباطات كثيرة تحول دون تأجيل البطولة عن موعدها الاصلي, فى مقدمتها الاعلانات والتسويق والالتزامات المالية وغيرها التى تكبد الاتحاد خسائر بالملايين, وقال انه يعتقد انه يمكن علاج الموضوع بالكثير من العقلانية والتعامل المحترف من خلال تشديد الرقابة على الحجر الصحى فى المطارات , خاصة ان الطيران المغربى منفتح على دول غرب افريقيا بالكامل ولم يحدث مشكلة, بالاضافة الى امكانية حرمان جماهير الدول المصابة بهذا الوباء من تأشيرة الدخول, وبالتالى تحجيم كل شيء من بدايته. وعاد المدير الفنى للكاف بالذاكرة للوراء الى نهائيات كأس العالم 1986 فى المكسيك والتى شهدت زلزالا مدمرا قبل انطلاقها , ولم يتم تأجيل البطولة وجرت فى موعدها بعد اتخاذ كافة التدابير بل وجرى وبناء مدينة فى نفس المكان , وقال ان المغرب نفسها استضافت لقاء لمنتخب غينيا فى التصفيات لمنع اللعب على ارضها بسبب ظروف المرض, وايضا نزل منتخبها للناشئين تحت 20 سنة فى معسكر على اراضيها دون مشاكل, كما ان مصر استقبلت مؤتمر مدربى افريقيا المشاركين فى كاس العالم الاخيرة مؤخرا ولم تثر أى ازمة بسبب الحجر الصحى القوى القادر على مواجهة هذه الظروف. فى نفس الوقت شدد الكاف فى بيان له انه لم يحدث تغيير فى مواعيد البطولة حتى الان, وانه يأخذ فى عين الاعتبار تطورات هذا الوباء ويلتزم بتوصيات منظمة الصحة العالمية , بدليل انه منع دول غينيا وليبيريا وسيراليون من استضافة المباريات على أرضها, وانه من المقرر مناقشة طلب المغرب بالتأجيل فى اجتماع اللجنة التنفيذية المقبل فى الثانى من نوفمبر , حيث من المقرر ان يلتقى رئيس الاتحاد عيسى حياتو مع المسئولين المغاربة فى اليوم التالي. وقال الكاف فى بيانه ان نهائيات القارة منذ انطلاقها عام 1957 لم تشهد تغييرا فى موعدها, وانه سيراعى كافة الظروف قبل الاقدام على اتخاذ أى خطوة حرصا على سلامة الجميع سواء من المنتخبات المشاركة او الجماهير. وكانت وزارة الصحة المغربية اعلنت تمسكها بطلب تأجيل بطولة الأمم الإفريقية،. وذكر موقع "البطولة" المغربى أن وزارة الصحة طالبت وزارة الشباب والرياضة المغربية بالتمسك بتأجيل البطولة، بل وقد يلتمسون من وزارة الشباب والرياضة الاعتذار عن تنظيم البطولة مهما تكلف الأمر، لعدم قدرتهم على متابعة الآلاف من جماهير المنتخبات التى تشارك بالبطولة ومتابعتها فردا فردا، عند دخولها للأراضى المغربية، خاصة وأنه فى حالة وجود حالة مرضية واحدة فانها تتطلب تدابير خاصة جدا.