لم تتأخر مصر أو تتوان يوما عن مساندة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، منذ اللحظة الأولى لاندلاع العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة الذى بدأ فعلياً يوم 8 يوليو الماضى واستمر لمدة 51 يوما حتى توصلت مصر لوقف إطلاق النار. مع بداية العملية العسكرية الإسرائيلية التى أطلقت عليها إسرائيل عملية " الجرف الصامد " كان الموقف المصرى واضحا حيث أعربت مصر عن قلقها الشديد من استمرار تصاعد الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية وجددت المطالبة بضبط النفس والابتعاد الكامل والفورى عن أعمال العنف المتبادل وتجنب الانزلاق إلى دائرة من أعمال العنف والعنف المضاد وذلك لتجنيب المدنيين ويلاتها وزيادة معاناتهم وسقوط مزيد من الضحايا المدنيين وتعقيد الموقف بشكل يزيد صعوبة العودة إلى المفاوضات التى تقود إلى تحقيق تطلعات الشعب الفلسطينى وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية . وفى أول تحرك لبحث العدوان شاركت مصر من خلال وزير الخارجية فى الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى حيث تم التأكيد على أن التصعيد الإسرائيلى العسكرى وما ترتب عليه من إزهاق لأرواح المدنيين من الأطفال والنساء والرجال يمثل استمرارا للسياسات القمعية والعقاب الجماعى يهدف إلى إخضاع الشعب الفلسطينى لإرادة سلطة الاحتلال . المبادرة المصرية لوقف نزيف الدم فى إطار التحركات المصرية لوقف نزيف الدم الفلسطينى فى ضوء التصعيد الإسرائيلى شهدت القاهرة تحركات ولقاءات مكثفه واتصالات مع عدد من وزراء الخارجية الأجانب والعرب والمسئولين الدوليين وأطلقت مصر مبادرة تطالب بوقف فورى لإطلاق النار، وذلك فى ظل اتصالات تجريها مصر مع الجانب الإسرائيلى والقيادة الفلسطينية وسائر الفصائل الفلسطينية بما يؤدى إلى وقف كافة الأعمال العدائية براً وبحراً وجواً ووضع حد لنزيف الدم الفلسطينى وتخفيف معاناة الشعب الفلسطينى فى الأراضى المحتلة. وأعلنت مصر أن نجاح هذه المبادرة ووقف كافة الأعمال العدائية سوف يسهم دون شك فى تهيئة المناخ لاستئناف مفاوضات جادة، وفق إطار زمنى محدد وعلى أساس المرجعيات والمبادئ الدولية المتفق عليها، وتقود إلى تحقيق تطلعات الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، وهى الضمانة الوحيدة لاستدامة الأمن والاستقرار لكافة شعوب المنطقة وخلال لقاءات مكثفة له مع مسئولين دوليين ووزراء خارجية ناقش سامح شكرى وزير الخارجية الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية وعناصر المبادرة المصرية وكانت بداية اللقاءات فى القاهرة مع تونى بلير مبعوث اللجنة الرباعية للسلام فى الشرق الأوسط، ، الذى أكد على دعمه الكامل لهذه المبادرة باعتبارها السبيل الوحيد المتاح لحقن الدماء ووقف إطلاق النار. وأعلنت العديد من الدول تأييدها للمبادرة المصرية. من جانبه، أعلن وزير الخارجية النرويجى عن تنظيم مؤتمر للمانحين لدعم الشعب الفلسطينى كما قام فيليب هاموند وزير خارجية بريطانيا بزيارة للقاهرة بحث خلالها الأوضاع المتأزمة فى غزة. وقبل ساعات من عيد الفطر المبارك، شهدت القاهرة نشاطا دوليا مكثفا، وعقد وزير الخارجية سامح شكرى مؤتمرا صحفيا مشتركا مع وزير الخارجية الامريكى جون كيرى والأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون والدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية أكد فيه أن مصر ومنذ التصعيد العسكرى واستهداف المدنيين تعمل من اجل حماية الشعب الفلسطينى من المخاطر التى تعرض لها وهو ما دفع لطرح المبادرة المصرية ومنذ ذلك الحين ومصر لم تدخر جهدا للدعوة لوقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات واستعادة الاستقرار فى قطاع غزة. تثبيت وقف اطلاق النار لمدة شهر استكمالا للجهود المصرية وحفاظاً على أرواح الأبرياء وحقناً للدماء واستناداً إلى المبادرة المصرية 2014 وتفاهمات القاهرة 2012 دعت مصر الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى إلى وقف إطلاق النار الشامل والمتبادل بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل بما يُحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثة ومستلزمات إعادة الأعمار والصيد البحرى انطلاقاً من 6 أميال بحرى واستمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الأخرى خلال شهر من بدء تثبيت وقف إطلاق النار. وبعد قبول الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى بما ورد بالدعوة المصرية، تحدد يوم 26 أغسطس لبدء سريان وقف إطلاق النار حيث أكدت مصر مُجدداً التزامها الثابت بدورها الذى تمليه حقائق التاريخ والجغرافيا وبمسئولياتها الوطنية والعربية والإقليمية، وبما ينبثق عن ذلك من العمل على تحقيق تطلعات الشعب الفلسطينى ودعم قيادته. مؤتمر لاعمارغزة وفى إطار الدعم المتواصل للقضية الفلسطينية، قررت مصر والنرويج، وبدعم من الرئيس محمود عباس، استضافة مؤتمر فى القاهرة حول فلسطين يركز على إعادة أعمار قطاع غزة حيث تم توجيه الدعوات لحضور هذا المؤتمر بمجرد التوصل الى اتفاق مستدام لوقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى كنتيجة للمفاوضات الجارية فى القاهرة.