فيما يعد اكتشافا علميا جديدا يفتح المجال واسعا لدراسة ومعرفة الموطن الأصلى لفيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، توصل فريق دولى من العلماء من جامعة أوكسفورد وجامعة لوفين البلجيكية إلى أن أصل الوباء وبدايته تعود إلى عشرينيات القرن الماضى فى مدينة كينشاسا بالكونجو. وقد أرجع الباحثون الظهور الوبائى للمرض آنذاك الى النمو السكانى الكبير لهذه المدينة فى تلك الفترة، خاصة مع قيام المستعمرين البلجيكيين بإنشاء خط للسكك الحديدية وصل عدد مستخدميه فى فى نهاية الاربعينيات لأكثر من مليون مستخدم، ساهموا بدورهم فى نقل الوباء للمناطق الإفريقية المجاورة، وذلك إلى جانب بعض الممارسات الطبية الخاطئة، مثل استخدام الحقن غير المعقمة فى العيادات الطبية. ورغم أنه من المعروف أن إفريقيا هى الموطن الأصلى لهذا الفيروس، فإن المكان المحدد لظهوره فى القارة كان محل جدل علمى كبير، الدراسة لم تقتصر على ذلك فقط ولكنها استهدفت كذلك دراسة التحولات الجينية المفاجئة الى طرأت على تركيبة الفيروس الجينية على مدى السنوات الماضية. ويذكر أن الاهتمام العالمى بالفيروس لم يبدأ إلا فى ثمانينيات القرن الماضى، ومنذ ذلك الحين رصدت الجهات الطبية إصابة أكثر من 75 مليون شخص بالفيروس على مستوى العالم.