تعلمت من أساتذتي في المدارس الابتدائية زمان أن الشجاعة في قول كلمة حق, لا تكتمل ولا تؤتي ثمارها إلا إذا ارتبطت بعفة اللسان, كما أنها تفقد الكثير من جدواها إذا شانتها البذاءة! وهو ما ينطبق علي سلوك أحد النواب أخيرا في معرض نقده رئيس المجلس العسكري, حيث إن المطلوب والمتوقع من أصحاب هذه المكانة, الذين حازوا ثقة الشعب أن يتسلحوا بالشجاعة( الأدبية)! ثم إنني لا أجد فيما صدر عن النائب المحترم زياد العليمي أي نوع من الشجاعة! فلو أنه قالها قبل25 يناير لكانت قمة في الشجاعة, أما الآن فإن التطاول علي أي كبير بات أمرا سهلا ومرحبا به, وانتظروا معي ماذا سيحدث لرئيس الجمهورية المقبل الذي سيجيء للمنصب الكبير بالانتخاب الحر, من تطاول وتجاوزات, ربما يكون أقلها رفع الحذاء في وجهه.. ومن يعش ير!! طبعا لا أتمني شيئا من هذا, وأدعو الله أن يرفع عنا هذا البلاء الأخلاقي, الذي لا علاقة له البتة بالديمقراطية والمعارضة وحرية الرأي, وأن نستعيد توازننا قريبا بعد مرور هذه الفترة الانتقالية بما تحويه من تغييرات حادة أربكت كثيرا من العقول, وأطاحت بالقيم المصرية الأصيلة. وكم كنت ومازلت أتمني أن يعتذر النائب الشاب عن سقطة اللسان التي جره الحماس إليها( وسط الحشود) مثلما اعتذر عما هو دونها من تجاوز في حق الداعية الكبير الشيخ محمد حسان, وهو اعتذار جدير بأن ترتفع قيمته معه بأكثر مما تفعل تسريبات الفيس بوك المساندة للتجاوز! ويقودني هذا الحدث الخطير في مدلوله, ورد الفعل الحكيم من جانب المشير بعدم اللجوء للمساءلة القانونية إزاءه, وترك مهمتها للمجلس الموقر, إلي المطلب الذي يتظاهر البعض تحت شعاراته وهو عودة الجيش إلي ثكناته, وهو مطلب غريب حقا! فالجيش فعلا في ثكناته ومعسكراته ومواقعه علي الحدود, وهو مصدر فخرنا وعزنا, وإذا كانت( بعض) قواته تنزل إلي الشارع أحيانا, فإن ذلك مبعثه أداء الواجب في حماية منشآت الوطن من الاعتداء والتخريب, خاصة في ظل الأزمة الحالية المعارضة للداخلية, أما المطلوب حقا فهو تسليم السلطة العليا لقيادة مدنية منتخبة, وهو ما يصدق البعض أنه سيحدث في موعده المعلن, وما لا يريد البعض الآخر أن يصدقوه( ربما) ليتخذوه ذريعة للتظاهر, واستمرار الصورة غير المستقرة لمصر في أعين العالم! أقول ربما.. لأن بعض الظن.. إثم. [email protected] المزيد من أعمدة عصام عبدالمنعم