أوصى فريق بحثى مصرى بإنشاء قاعدة بيانات وطنية لرصد الإصابات والوفيات الناتجة عن الأمراض المرتبطة بالتغيرات المناخية كالأمراض الناجمة عن الحشرات والقوارض، ومن أشهرها الملاريا والفلاريا وحمى الوادى المتصدع، مع وضع استراتيجية لرصد الزيادة فى الأمراض المنقولة بالماء أو الغذاء الملوثين، نتيجة زيادة موجات الجفاف، ونقص المياه العذبة، فى بعض الأماكن. الفريق وضع دراسات عدة للوقوف على الآثار الصحية للتغيرات المناخية، وهو برئاسة الدكتورة وجيدة عبدالرحمن أستاذ طب المجتمع والبيئة بجامعة عين شمس، والدكتورة أمل سعد الدين أستاذ صحة البيئة والطب الوقائى بالمركز القومى للبحوث، والخبير المراجع فى الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيرات المناخ.وأشار الفريق إلى أنه فى كلا السيناريوهين: (الفيضانات والجفاف) سيتم تخزين المياه مما قد يؤدى الى زيادة الأمراض المنقولة بالماء أو الغذاء الملوث نتيجة نقص المياه العذبة فى بعض الأماكن، فضلا عن أنه يعوق النظافة الشخصية ونظافة البيئة المحيطة مع انتشار الحشرات وزيادة أمراض الإسهال وسوء التغذية خاصة بين الأطفال. وأكد الفريق أن ارتفاع درجات الحرارة سيؤدى إلى تغيير توزيع العدوى المحمولة بالنواقل من الحشرات والقوارض، ومن أشهرها مرض الملاريا والفلاريا (داء الفيل)، وحمى الوادى المتصدع، نظرا لزيادة أماكن تكاثر البعوض الناقل للمرض فى المياه الراقدة الناتجة من التجمعات المائية غير الصحية. وحذرت الدراسة من أنه إذا استمر ارتفاع درجات الحرارة الكونية الحالية فإن الإنسانية ستواجه المزيد من الإصابات والأمراض والوفيات نتيجة التأثيرات المباشرة لارتفاع درجات الحرارة العالمية من الإصابة بضربات الشمس والإجهاد الحرارى وزيادة معدلات الوفاة الناجمة عن أمراض القلب. هذا بالإضافة إلى زيادة التعرض للإشعاع فوق البنفسجى الناتج عن استنفاد طبقة الأوزون، وما قد يصاحبه من زيادة عتامة العدسة البصرية (الكاتاراكت)، وزيادة الأمراض الجلدية وسرطان الجلد؛ خاصة بين المعرضين لأشعة الشمس لمدة طويلة. وكذلك توجد احتمالات بزيادة الوفيات أو الإصابات المرضية الناتجة عن التعرض لملوثات الهواء التى تتزايد مستوياتها خاصة مع قلة الرياح، وزيادة مستوى الرطوبة والعواصف الترابية نتيجة التغيرات المناخية، كأمراض الجهاز التنفسى من: حساسية وربو شعبى وأمراض القلب. ووُجد أيضا -طبقا للدراسة- ارتباط بين التغيرات المناخية وانتشار بعض الأمراض كالبلهارسيا، نظرا لتأثر العائل الوسيط (القواقع) بدرجة حرارة الجو، ووجود مياه ضحلة، والظروف المناسبة للتكاثر مما يؤدى الى تغيير توزيعها الجغرافى. وبالإضافة إلى ما سبق هناك ظهور بعض الأمراض الفيروسية الناتجة عن الطيور البرية المهاجرة مثل مرض أنفلونزا الطيور، وانتقالها الى الطيور المنزلية، ثم إلى المحيطين من البشر، وخطورتها على الإنسان، والثروة الداجنة التى تعتبر من أهم مصادر الرزق للكثير من الأسر الفقيرة.