ولأن الواقع حولنا ردىء ؛ فان فعل المقاومة يصبح ضرورة، وان اتخذ – معنى التعبير عنه "أدب المقاومة "، والتمس فى التعبير الابداعى خاصة اهم الاجابات التى تؤكد لنا شرط الخلاص من الظلم الذى يحيط بنا .. وهو ما يطرح امامنا السؤال البدهى : ادب المقاومة .. لماذا ؟ وهوماحاول الاقتراب منه هنا السيد نجم فى احدث مؤلفاته عن (ادب المقاومة) حين طرح السؤال: لماذا أدب المقاومة ؟وحين حاول الاجابة عنه فالمؤلف هنا يلاحظ ان اكثر الرموز تعبيرا عن هذا السؤال وتفسيرا له هو أن ادب المقاومة خاصة يصبح فى موضع متقدم بين المنجزات الانسانية فى الكشف عن حقيقة جوهر" الوجود" بالمعنى الفلسفى.. كما يعنى وثيقة بمعنى ما يمكن الرجوع اليه فى دور الواقع والتاريخ، وهو الباقى دوما وقت ان يذهب الجميع ..وعلى هذا النحو يعد أدب المقاومة أدبا انسانيا..موضوعه وهدفه الانسان /الفرد والانسان/في جماعة ومن اجل الحياة الافضل .. وهو ما انتهى اليه المؤلف هنا. لقد حاول المؤلف الاقتراب من ادب المقاومة عبر عدد من المحاور: مفاهيم المقاومة وهويتها واستعرض صور الصراع والمقاومة فى الحرب والثورة وملامح ادب المقاومة من انه"هو الأدب المعبر عن الجماعة (الواعية بهويتها) و(المتطلعة إلى حريتها).. في مواجهة (الآخر العدواني).. محافظة على كل ما تحفظه الجماعة من قيم عليا.. وساعية إلى الخلاص الجماعي". وعلى هذا النحو ، راح يؤكد حقيقة مهمة هنا هى "إن النفس البشرية جبلت على حب الحياة، بينما الواقع فظ وشرس، وليس أجدى من "أدب المقاومة" للتعبير عن تلك التجارب.. الحرب والثورة، لتزكية القيم العليا، وتوثيق الواقع المعاش للأجيال القادمة.."وهومانستعيد معه مواقف مصرية قديمة من عودة سنوحى- الثورات الفكرية/ وديانة آتون/ ثورة شعبية الى رصد وتمجيد الانتصارات/ فتح جوبي- التغني بالبطل المنتصر/ أناشيد سنوسرت الثالث/ ملحمة قادش - الدعوة من أجل استرداد الحق المغتصب/ الفلاح الفصيح/ حور وست- الحنين إلى الوطن/ عودة سنوحى- الثورات الفكرية/ ديانة آتون/ ثورة شعبية).. الى العديد من المواقف المعاصرة .. ولانحتاج الى جهد كبير لترجمة هذاكله حين نتلفت حولنا اليوم ، نقترب من الكتاب او بيبتعد عنه؛ ونحن نستعيد حروف هذا الجهد الفريد ، فمن السهل العود الى الوراء حيث نستعيد ملامح المقاومة في الادب المصرى القديم لنعبر من انتصارات هذا الى الحاضر لنستعيد معه ملامح المقاومة في الواقع العربى المعاصر ، ولانحتاج الى جهد كبير لنتلفت حولنا هنا والآن داخل الكتاب وخارجه لنستعيد اعمال غسان كنفانى حين اصر على ان يكون هو (عائد الى حيفا) ومع ( الرجال والبنادق) بل نقترب اكثر من زمننا لنلحظ غضب سميح القاسم في مواقفه وابداعه وهو يرحل بعد ان وقف ضد عملية التجنيد التي فرضها العديد من المحتلين الاسرائليين على الدروز وهي الفئة التي ينتمي إليها. وهومايعود بنا الى البحث عن "ادب المقاومة" الذى اكد السيد نجم داخل الكتاب وخارجه ضرورة حضوره ، فأدب المقاومة هنا لايعبر عن الدافع الانسانى الطبيعى ضد الطغيان والاستبداد وحسب بل يعد وثيقة تسجل هذا الواقع وتؤكده. لمزيد من مقالات د.مصطفى عبدالغنى