بالأحضان والقبلات هلت نسائم عيد الأضحى المبارك على قبيلتى الدابودية وبنى هلال فى أسوان، بعد انتهاء الأزمة الشهيرة بينهما إلى الأبد، حيث يترقب الجميع عقد أول جلسة لمحاكمة المتحفظ عليهم على خلفية الأحداث فى الثامن عشر من الشهر الحالي نفحات العيد وجلال مناسك الحج قرب كثيرا من المسافات بين أبناء القبيلتين، بعد المصالحة الشهيرة بينهما، وهى المصالحة التى وثقها الشهر الماضى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر فى أثناء استقباله لوفدى القبيلتين بمقر المشيخة بالقاهرة . ففى منطقة السيل الريفى التى تجمعهما متجاورين معا اختلطت المشاعر معا يوم وقفة عرفات، حيث اجتمع أبناء القبيلتين حول موائد الإفطار بعد صيام هذا اليوم العظيم وامتدادا لنفحات الأيام المباركة، جاء صباح أول أيام عيد الأضحي مختلفا كل الاختلاف عن اليوم الأول لعيد الفطر الذى كانت فيه الأجواء متوترة بعض الشيء، وما أن بدأ مئذنو 9 مساجد بالمنطقة فى التهليل والتكبير مع نسمات الفجر، حتى اكتظت هذه المساجد بالمصلين من أبناء القبيلتين،
ووسط القبلات والعناق والأحضان الدافئة تبادل الدابودية وبنى هلال التهانى بالعيد، حيث توجه عدد من بنى هلال إلى دار الضيافة الدابودية، ورد أبناء دابود الزيارة بالتوجه إلى جمعية بنى هلال، وبعد النحر خصص عدد كبير من القبيلتين ثلث المحبة للهدايا بينهما.
هذا المشهد الرائع دفع شباب القبيلتين إلى التفكير فى إقامة مأدبة عشاء كبيرة بجمعية الشوشاب بالسيل بحري، للتأكيد على المصالحة وانتهاء الأزمة وعودة الأمور إلى طبيعتها، وبالفعل فى ثانى أيام العيد كان موعد الشباب مع وليمة المحبة والأخاء التى تصدرها قيادات القبيلتين، وكانت الفتة الأسوانية الشهيرة ولحوم الضأن من الأضاحي، ومابين شاب هلالى وأخر جلس شاب نوبى دابودى متلاصقا وسط حالة من الفرحة الشديدة التى أحاطت بها النفحات الروحانية التى تجسدها الأعياد والمناسبات الدينية، وقال سمير فارس عضو لجنة المصالحة الدابودية أن الأمور قد عادت إلى طبيعتها تماما، بعد أن أدرك الجميع بأن ماحدث لم يكن إلا نزغ من الشيطان أثار الفتنة بين الجيران، وأضاف فارس أن شباب دابود وبنى هلال حريصون كل الحرص على المصلحة العامة وعلى ردم بؤر الدم والتصدى لأى فتن قد يحاول البعض زرعها فى المستقبل
وأوضح نصر حسين من قيادات دابود الشابة بأن هناك مساعى للم الشمل والتقارب بين جميع المتحفظ عليهم فى أحداث إبريل الماضي داخل سجن قنا العمومي، وذلك على مائدة واحدة أيضا داخل محبسهم احتفالا بعيد الأضحي، بعد استئذان السلطات المختصة، وتمنى أن تزول سريعا ماوصفها بالغمة وأن يفرج عن كل من يثبت أنه ليس له علاقة بالأحداث، فيما أكد الشيخ عارف صيام شيخ الدابودية فى مكالمة هاتفية من الأسكندرية ضرورة تمسك الشباب الدابودى والهلالى بروح المحبة والعمل علي قلب رجل واحد للتصدى لأى فتن يحاول البعض بثها بغرض زعزعة الاستقرار.
وقال المهندس أحمد سيد من بنى هلال أن نفحات العيد المباركة كان لها مفعول السحر فى تعميق المزيد من التقارب والتلاحم بين الشباب، وهاهم يثبتون حرصهم على السلم والأمان فى أسوان ، وأشار سيد إلى أن القبيلتين طلبتا من اللواء مصطفى يسرى محافظ أسوان تنظيم رحلة مشتركة لشباب وقيادات القبيلتين لزيارة مشروع قناةالسويس الجديدة، للمشاركة فى فرحة المصريين بهذا المشروع القومى الكبير، وأكد أن تبادل الزيارات بين الدابودية وبنى هلال فى العيد أثبت بما لايدع مجالا للشك أن الأزمة قد انتهت تماما، وأن الفترة القادمة ستكون للبناء لا للهدم وإثارة الفتن.