مثل إعلان مؤسسة الرئاسة تشكيل مجلس تخصصى للتعليم والبحث العلمى خطوة مهمة فى سياسة الدولة بتبنى آلية ما يعرف بمستودعات الأفكار أو think tanks وهى بمثابة العقل النابض لمؤسسة الرئاسة الذى سيسهم فى طرح الرؤى والأفكار الجديدة وغير النمطية على صانع القرار ووضع الاستراتيجيات كى تتفرغ الوزارات والهيئات التنفيذية للعمل وتنفيذ السياسات وترك المتابعة والتقييم للبرلمان القادم. تلك الآلية من التكامل والتعاون بين مؤسسات الدولة هى بمثابة الروح الجديدة التى تسرى بمصر خاصة وأن القسم الأكبر من المشاركين فى اللجان التخصصية من الكفاءات الشابة المشهود لها بالنجاح والتميز محليا ودوليا. وبعد لقائهم الرئيس عبدالفتاح السيسى برئاسة الجمهورية، اختص آعضاء المجلس الأهرام برؤيتهم لمستقبل مصر الجديدة، يقول د.طارق شوقى عميد كلية العلوم والهندسة بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة ورئيس المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى التابع لرئاسة الجمهورية إن الملامح الأساسية للمجلس الذى يضم 11عضوا من تخصصات علمية مختلفة مثل التربية والتعليم والطب والنانوتكنولوجى والهندسة جميعهم مشهود لهم بالكفاءة العلمية والممارسة العملية إضافة إلى الانفتاح على الخبرات العالمية المختلفة. كما أن 6 من الأعضاء سيدات ومتوسط الأعمار 42عاما كما أن 70% من الأعضاء ممثلون عن الجامعات الحكومية. ولعل ما تجب الإشارة إليه فى البدء هو أن عملنا فى اللجنة تطوعى وبدون أى مقابل مادى حيث وافقنا جميعا على أن نقتطع الوقت من أعمالنا ومصالحنا من أجل العمل فى هذه اللجنة التخصصية حيث إننا مكلفون بخمس مهام أساسية وهي: دراسة وإبداء الرأى فى التقارير والأمور التى تكلفنا بها مؤسسة الرئاسة . ابتكار واقتراح حلول عملية لحل المشاكل العاجلة فى مجالات التعليم والبحث العلمي. التنسيق بين مؤسسات الدولة لتفادى هدر التكاليف بالمشروعات البحثية أو التعليمية وضمان التكامل والترابط بين مختلف الخطط للأجهزة التنفيذية للدولة. وأحب أن أوضح أن عملنا سيتم بالتعاون والتنسيق مع الوزارات التنفيذية وليس الهدف أن نكون بديلا عنهم أو نرأسهم. متابعة التجارب الدولية الناجحة فى مجالات التعليم وإدارة البحث العلمى خاصة فى الدول الشبيهة بظروفنا الاقتصادية والاجتماعية وحققت طفرات ملحوظة مثل الهند وكوريا وسنغافورة، إضافة إلى فتح قنوات اتصال مع الخبرات العالمية فى الملفات محل الدراسة. أخيرا فإن الهدف على المدى البعيد من هذه اللجان التخصصية هو أن تشارك فى وضع الاستراتيجيات بعيدة المدى دون أن تكون لها مصلحة مباشرة بما تضعه من رؤى وأفكار أو تكون مقيدة بآلية عمل المجلس الوزاري. وكما أوضح رئيس الجمهورية خلال اجتماعه باللجنة فإنه من غير المنطقى أن تتولى الوزارات التخطيط والتنفيذ والتقييم ومن الأجدى توزيع المهام على أكثر من مؤسسة بالدولة وكذلك لتفادى تغير الاستراتيجيات العامة مع أى تغير وزاري. وعن علاقة المجلس التخصصى بالمجلس الاستشارى لعلماء مصر برئاسة د.أحمد زويل أوضح د.طارق شوقى أن هناك تعاونا بين المجلسين خاصة أن المجلس الاستشارى يضم خبرات كبيرة من العلماء والنسبة الأكبر منهم خارج البلاد وسيكون لهم إسهام كبير فى وضع الرؤية بعيدة المدى لمستقبل مصر. أما المجلس التخصصى فسوف يسهم فى وضع الرؤى قصيرة وطويلة المدى ودراسة السياق المصرى والرؤى والحلول والقدرة على التطبيق بالتنسيق مع رئاسة الجمهورية والسلطة التنفيذية. وأضاف د. طارق أن اللجنة تعمل منذ شهر بصورة تحضيرية قبل لقاء رئيس الجمهورية وسعيا لسرعة التفاعل قمنا بإنشاء موقع خاص بنا على الإنترنت لإتاحة النقاش بين الأعضاء دون التقيد بمواعيد الاجتماعات كما قمنا بتجميع العديد من الملفات والدراسات الدولية التى نريد مناقشتها وتشكيل مجموعات عمل فرعية كل مجموعة مكونة من 3 أو 4 أعضاء لدراسة الموضوعات التالية: التعليم فى مرحلة الطفولة المبكرة تدريب المعلمين وتطوير أداء المدرس استراتيجيات الدولة فى مجال التعليم والبحث العلمى التعليم الفنى وسبل دعمه وتطويره هذه الموضوعات وغيرها طبقا لما سيستجد من أعمال ستكون محل عمل اللجنة فى المرحلة الراهنة حيث سنسعى لوضع مقترحات عملية ومحددة نجيب من خلالها على العديد من الأسئلة مثل: لماذا يجب أن تتبنى الدولة المقترح الذى تقدمنا به؟ ما هى مميزاته؟ ماهى درجة قبول المجتمع والفئات أصحاب المنفعة للمقترح؟ما هو البعد السياسى والاقتصادى للمقترح؟ وأخيرا ما هى المدة الزمنة لتنفيذ المقترح على أرض الواقع؟ التعليم والتنمية المهنية للمعلم وتقول د.ملك زعلوك أستاذ التربية والمدير المؤسس لمعهد الشرق الأوسط للتعليم بالجامعة الأمريكية إن اللجنة تتميز بالعديد من الأعضاء الذين لهم خبرات متعددة على المستوى المحلى والدولى فلسنا من أصحاب الكلام النظرى وخلال النقاشات التحضيرية وجدنا أن الأعضاء على دراية جيدة بالواقع والمشكلات الكبرى التى نواجهها فى مصر. وفى مجال التعليم فإننا معنيون بمشكلة إتاحة وجودة التعليم خاصة فى المناطق المحرومة والعشوائيات. كما سنسعى لإيجاد حلول مبتكرة لمشكلة اكتظاظ الطلبة بالفصول من خلال تطبيق نماذج تجريبية بإحدى المدارس. إضافة لذلك فلقد اتفقنا خلال النقاشات على التركيزعلى عناصر جودة التعليم وإتاحة التنمية المهنية للمعلم. وتشير د. ملك إلى خبراتها فى مجال تطوير التعليم فحاليا هى تدير مشروعا بتمويل من الاتحاد الأوروبى لتدعيم كليات التربية وعلى ذات المنوال ترى د.ملك أنه يمكن نظرا لخبرات الأعضاء وعلاقاتهم الدولية أن يتمكنوا من توفير الخارجى من الجهات المانحة لتطبيق نماذج أولية لتطوير إحدى مشكلات التعليم وفى حالة نجاح النموذج المقدم يمكن للدولة أن تتبناه وتعممه على مستوى الجمهورية. كما أشارت إلى أنهم مقبلون على جلسات عمل مكثفة خلال الأسابيع المقبلة وسيقومون باستضافة عدد من الخبراء من التخصصات المختلفة لسرعة إنجاز مقترحاتهم وتقديمها لمؤسسة الرئاسة. إستراتيجية البحث العلمي ويقول د.أشرف شعلان رئيس المركز القومى للبحوث وعضو اللجنة إن هناك العديد من المشاكل التى يمكن للجنة أن يكون لها إسهام إيجابى فى حلها مثل تطوير العديد من التشريعات والمعيقة فى الوقت الراهن للبحث العلمي، كما من الممكن أن تسهم اللجنة فى وضع استراتيجية للبحث العلمى بالاشتراك مع الجامعات والمراكز البحثية ومؤسسات المجتمع المدنى خاصة أن مصر على مدى السنوات الأخيرة بلا استراتيجية للبحث العلمي. ويضيف د.أشرف أن المهام الأخرى للجنة هو التواصل مع العلماء المصريين بالخارج ونقل الخبرات الدولية للمراكز البحثية المقابلة والوزارات التنفيذية فى مصر. ولعل مايميز نشاط اللجنة هو أنها تعتمد على العمل الجماعى والاستفادة من الخبرات التراكمية لأعضائها لبلورة المقترحات التى سنقدمها للرئاسة. ويضيف د.أشرف شعلان إلى أنه سيعتمد بدرجة كبيرة على الخبرات الكبيرة التى يزخر بها المركز القومى للبحوث والذى يشرف حاليا بدعم ورعاية مبادرة فكرتى التى يقودها د.حازم عبد العظيم كما سعينا بالمركز لدعم شباب المبتكرين وأنشأنا مركزا لتنمية الأفكار الإبداعية حيث يقوم الشباب بعرض أفكارهم على الباحثين المتخصصين بالمركز القومى ونساعدهم على تطوير وبلورة فكرتهم إلى ابتكار ونظرا لتوافر العديد من المكاتب الداعمة للابتكار فى المركز فيمكن للشباب فى نفس المكان بعد تطوير فكرتهم أن يقوموا بتسجيلها عبر مكتب براءة الاختراع والتقدم للحصول على التمويل لتنفيذ النموذج الأولى لابتكارهم من صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية، ثم أخيرا تسويق النموذج الأولى بمكتب آخر تابع للمركز للعرض والتسويق على المستثمرين ولقد بدأنا بالفعل فى تبنى عدد من الأفكار للشباب ونأمل أن تصبح فى المستقبل ابتكارات تسهم فى خدمة المجتمع. معوقات ضد البحث والتطوير وتقول د.آمال عيسوى الأستاذ بقسم الهندسة الميكانيكية بالجامعة الأمريكية إن من الموضوعات التى تشغلها وتسعى لمناقشتها عبر اللجنة هو أنه بالرغم من وجود فرص لتمويل البحوث عبر الأكاديمية وصندوق العلوم والابتكار إلا أن آلية عمل هذه الجهات تحتاج إلى الكثير من الضبط خاصة أن عمليات التقييم تأخذ وقتا طويلا يصل إلى أكثر من عام وهو ما يجعل الفكرة المطروحة للدراسة قديمة لذلك فإذا أردنا أن نجارى البحوث الدولية يجب أن نذلل المعوقات البيروقراطية ونطور اللوائح لخدمة الباحث والبحث العلمى حتى تكون مخرجاتنا البحثية مواكبة للدراسات العالمية. من الأمور الأخرى التى يجب دراستها مشكلة سوء إدارة الأجهزة العلمية التى يحتكرها الأساتذة ويمنعون زملاءهم من إجراء بحوثهم فتكون النتيجة إهدار الأموال بشراء نفس الجهاز المكلف أكثر من مرة دون استفادة مثلى لموارد المراكز البحثية. كما ترى د. آمال أن اللجنة ستعمل على دراسة طبيعة وأدوار ومسئوليات الجهات المعنية بالبحث العلمى للتأكد من عدم وجود تضارب فى الاختصاصات وضمان فاعلية إنجاز مهامها. وتأكيدا على تكامل عمل أعضاء اللجنة فى مجالى التعليم والبحث العلمى تشير د. آمال إلى أن تشجيع آليات التفكير العلمى والتحليل النقدى والابتكار فى مراحل التعليم الأساسى سيسهم بشكل كبير فى تخريج أجيال جديدة تتمتع بمهارات التطوير وتحويل أفكارهم إلى منتجات تسهم فى خدمة المجتمع. أعضاء المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى التابع لرئاسة الجمهورية
أ. جويس رفلة : موظفة بفريق طرق التدريس والتقييم مركز التعلم والتعليم بالجامعة الأمريكية د. أحمد حسنى الحيوي : أستاذ مساعد الهندسة البحرية وعمارة السفن، كلية الهندسة، جامعة الإسكندرية د. أشرف شعلان : رئيس المركز القومى للبحوث د. آمال عيسوي : أستاذ الهندسة الميكانيكية بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة د. تامر النادى : أستاذ مساعد بقسم التصميم وهندسة الإنتاج، كلية الهندسة جامعة عين شمس والمشرف على المراكز والمدن الاستكشافية للعلوم والتكنولوجيا بوزارة التربية والتعليم د. طارق شوقي : عميد كلية العلوم والهندسة وأستاذ الهندسة الميكانيكية بالجامعة الأمريكية ورئيس المجلس التخصص للتعليم والبحث العلمى د. رندا عبد الكريم : أستاذ هندسة الفلزات، ومدير مركز هندسة الآثار والبيئة، كلية الهندسة، جامعة القاهرة. د. ملك زعلوك : المدير المؤسس لمعهد الشرق الأوسط للتعليم العالى وأستاذ فى كلية التربية، الجامعة الأمريكيةبالقاهرة د. نيفين خالد : أستاذ الأدب الفرانكفونى ووكيل الدراسات العليا والبحوث بكلية الآداب جامعة الإسكندرية د. هدى أبو شادى : أستاذ مساعد بقسم الفيزياء بكلية العلوم، جامعة القاهرة. د. هشام الديب : رئيس معهد بحوث الالكترونيات بوزارة البحث العلمى والمشرف على قطاع البنية المعلوماتية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.