وسط إجراءات أمنية مشددة، أدى الرئيس الأفغانى الجديد محمد أشرف غنى اليمين الدستورية أمس فى احتفال رسمى بالقصر الرئاسى فى العاصمة كابول بحضور كبار الشخصيات الأجنبية من 40 دولة ، يأتى ذلك فى الوقت الذى استقبلت فيه حركة «طالبان» مراسم تنصيب الرئيس الجديد بهجوم انتحارى نفذته قرب مطار كابول قبل دقائق من أداء اليمين ، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى . وقال «غنى» أمام كبير القضاة : «أقسم بالله العظيم أن أدافع عن استقلال وسيادة أفغانستان وسأحمى حقوق ومصلحة البلاد والشعب». وفى كلمة ألقاها عقب أداء اليمين واستمرت نحو ساعة، قال الرئيس الجديد إن أفغانستان نجحت فى اجتياز اختبار كبير والدخول فى عهد جديد ، وذلك بفضل الناخبين الذين شاركوا فى الانتخابات الأخيرة والذين أثبتوا أن الشعب هو من يمتلك السلطة. وأردف قائلا إن تشكيل حكومة وحدة وطنية كان أمرا ضروريا ،ولا يعنى تقاسما للسلطة ، وإنما يعنى العمل معا من أجل صالح البلاد ، معربا عن شكره لمنافسه فى الانتخابات عبد الله عبد الله الذى ساعد فى إنجاز هذه العملية وكتابة فصل جديد فى تاريخ البلاد. كما دعا الرئيس الأفغانى الجديد إلى إجراء محادثات سلام مع مجمل المتمردين الإسلاميين بما فى ذلك حركة طالبان من أجل إحلال الاستقرار فى البلاد بعد انسحاب قوات الحلف الأطلنطي. وقال : «نطلب من المعارضة وتحديدا من طالبان والحزب الإسلامى بدء محادثات سياسية». ووقع الرئيس الأفغانى الجديد عقب أداء اليمين الدستورية مرسوما يتولى بموجبه عبد الله عبد الله رئاسة الوزراء ، وذلك تنفيذا لاتفاق تقاسم السلطة الذى توصل إليه الجانبان بعد مفاوضات ماراثونية استمرت 6 أشهر. وعلى صعيد الوضع الأمني، وقبل دقائق من تنصيب الرئيس الأفغانى الجديد ، أعلنت حركة طالبان المتمردة مسئوليتها عن هجوم انتحارى استهدف نقطة تفتيش أمنية قرب مطار العاصمة الأفغانية كابول. وذكرت الشرطة الأفغانية أن الهجوم أسفر عن مقتل ما لايقل عن 7 أشخاص وإصابة أكثر من 11 آخرين. يأتى ذلك فى الوقت الذى هاجم فيه مسلحون مجمعا حكوميا فى إقليم باكتيا بإقليم زورمات شرق أفغانستان بينما لم ترد بعد أنباء عن سقوط ضحايا. فى غضون ذلك، كشف داود سلطانزوي أحد أكبر مساعدى غني أن اتفاق الأمن الثاني مع واشنطن سيوقع فى كابول اليوم.