دخل تنظيم القاعدة فى اليمن فى مواجهة مع الحوثيين بعد احتلالهم العاصمة صنعاء، مما ينذر بحرب مذهبية فى صنعاء، حيث قامت جماعة أنصار الشريعة أمس الأول بثلاث عمليات ضد الحوثيين الأولى فى مأرب وأسفرت عن مقتل أكثر من عشرين، والثانية فى البيضاء وأسفرت عن مقتل 6 منهم، والثالثة فى تعز وأدت إلى مقتل اثنين. وقالت جماعة «أنصار الشريعة» وهى الذراع المحلية لتنظيم القاعدة فى جزيرة العرب، فى بيان عبر حسابها على تويتر ،»سقط عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين الشيعة إثر استهداف استشهادى من أنصار الشريعة لتجمع لهم فى مستشفى الجفرة بمنطقة مجزرة فى ولاية مأرب بسيارة مفخخة.» وكان تنظيم «القاعدة» قد توعد مسلحى الحوثيين فى بيان له بعد دخولهم صنعاء بجعل رءوسهم تتطاير واتهمهم باستكمال ما وصفه ب «المشروع الرافضى الفارسى» فى اليمن، ودعا إلى حمل السلاح ضد الحوثيين. وقال التنظيم الأسبوع الماضى إنه نفذ هجوما مماثلا على الحوثيين فى معقلهم بمحافظة صعدة الشمالية قتل وأصيب خلاله العشرات. وقد سيطر مقاتلو الحوثيين على صنعاء فى 21 سبتمبر بعد أربعة أيام من القتال مع جنود موالين لحزب الإصلاح، ويرفض المقاتلون منذئذ الخروج من العاصمة على الرغم من توقيع اتفاق مع الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى لإشراكهم فى الحكومة. وذكرت صحيفة «الشارع» اليومية المستقلة أن الحوثيين يقومون بدوريات متحركة وثابتة فى الشوارع الرئيسية فى العاصمة ونصب نقاط تفتيش فى الأماكن الحيوية بدعوى الحفاظ عليها ولكنهم يتحكمون فى المؤسسات الغنية لفرض إتاوات عليها، كما تقول إن جماعة الحوثى أحكمت سيطرتها على المؤسسات النفطية ، وأن وزارة النفط تصرف مائة ألف ريال يوميا لمسلحى الحوثى فيما تصرف شركة النفط 3000 ريال لكل مسلح من المتمركزين أمامها، فيما نصبت شركة الغاز المسال خيمة كبيرة أمامها وصرفت 4 آلاف ريال لكل معتصم بالإضافة إلى 3 وجبات. ومن ناحية أخرى، أكد خالد الشايف مدير مطار صنعاء الدولى أن الوضع مستقر فى المطار، وأنه لا صحة لما ذكرته بعض الوسائل الإعلامية عن انتشار مسلحين من حركة «أنصار الله» فى ساحة المطار وتفتيش الطائرات. وقال الشايف - فى تصريحات أمس «إن توقف رحلات شركات الطيران العربية والعالمية من وإلى مطار صنعاء جاء عندما وقعت أحداث الأحد قبل الماضى، منوها بأن حركة الطيران تسير بشكل طبيعى الآن ولا توجد أى مظاهر مسلحة لأنصار الله فى المطار». وأضاف أن طيران المصرية والخليجية والأردنية والتركية استأنفت رحلاتها إلى اليمن، متوقعا أن تستكمل بقية شركات الطيران رحلاتها إلى صنعاء الأسبوع المقبل، خاصة أن 80٪ منهاقد استأنفت رحلاتها. وأوضح أنه رغم الأحداث التى شهدتها صنعاء خلال الأيام الماضية إلا أن المطار لم يغلق، داعيا وسائل الإعلام إلى تحرى المصداقية والأمانة وعدم التسرع فى نشر مثل تلك الأخبار الكاذبة والمضللة، كما دعاها إلى زيارة المطار والإطلاع عن كثب على سير الحركة فيه. ومن ناحية أخرى، استؤنفت الدراسة فى مدارس صنعاء بعد توقف دام أسبوعين بسبب الأحداث التى شهدتها العاصمة ابتداء من 16 سبتمبر الحالى ،حينما وقعت اشتباكات طالت المدارس فى شمال وشمال شرق العاصمة. وقال الدكتورعبد الله الأشول وزير التربية والتعليم اليمنى، فى تصريحات أمس، إن الوزارة استكملت جميع الترتيبات اللازمة لاستقبال الطلبة فى المدارس، كما أنه من المقرر أن تستأنف الدراسة فى الجامعات عقب إجازة عيد الأضحى. وكانت الاشتباكات أدت إلى تضرر أكثر من 55 مدرسة فى هذه المنطقة. وفى غضون ذلك، دعت السعودية إلى تطبيق كامل وسريع لاتفاق السلام الذى وقع عليه المتمردون الحوثيون الشيعة فى اليمن، وذلك فى ظل استمرار سيطرتهم على معظم المقار الرسمية فى العاصمة اليمنية. وقال وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، فى تصريحات نقلتها الصحافة المحلية أمس، “إننا ندعو جميع الأطراف المعنية إلى التطبيق الكامل والعاجل لبنود الاتفاق “، وذلك فى إشارة إلى الاتفاق الذى رعته الأممالمتحدة. ودعا الأمير سعود “المجتمع الدولى إلى تقديم جميع أوجه الدعم لليمن فى هذا الشأن”. وحذر من خطر “الانحدار نحو العنف والصراع الذى سيكون الشعب اليمنى ضحيته الأولى”. واعتبر أنه إن لم يتم تدارك المخاطر فى اليمن وتطبيق اتفاق السلام، فإن ذلك قد يقود الى تمدد “دائرة الصراع لتهدد الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمى والدولى، وقد تصل لمرحلة تجعل من الصعوبة بمكان إخمادها مهما بذل لذلك من جهود وموارد”. وفى الوقت نفسه، وصف المبعوث الدولى إلى اليمن جمال بن عمر الوضع هناك وبالأخص فى العاصمة صنعاء بالخطير. وأشار فى تصريحات نشرت أمس إلى أن العاصمة باتت محتلة من قبل القوى المسلحة من جماعة الحوثى. وأضاف أن “ما حدث فى اليمن نتيجة لحسابات خاطئة ارتكبتها جميع الأطراف، ومع الأسف زاد من انزلاق الوضع إلى هذا المنحدر الخطر اختيار جماعة أنصار الله وأطراف أخرى العنف كوسيلة لبلوغ أهداف سياسية مستغلة ضعف الدولة وتفكك الجيش”. وتحدث بن عمر أيضا عن الدور الانتقامى الذى لعبته زعامات النظام السابق التى تحالفت ويسرت للحوثيين دخول العاصمة. ونفى بن عمر حدوث أى تعديل فى ملحق الحالة العسكرية والأمنية والقضايا المتعلقة بعمران والجوف ومأربوصنعاء وأى محافظات أخرى الذى وقعت عليه جميع الأطراف السياسية عما تم الاتفاق عليه عند توقيع اتفاقية السلم والشراكة الوطنية.