ندقق فى علاقاتنا الانسانية بتصرفات الغير نحونا .. فنجد التلميذ يشكو من قسوة معلمة .. والوالد يشكو من عقوق الابناء ..والزوج من اهمال زوجته .. وغيرهم ، لم ينظر أى منهم كيف تَصرف فى البداية ليحصل على مثل هذه المعاملة التى لم ترضيه." كُن لى أكن لك " مبدأ يجهله الكثيرين .. فالمقدمات دوماً تعطى النتائج .. وقد وجهنا الله ان نقتدى برسوله الكريم " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ " وقد كان صلى الله عليه وسلم خيرٌ لاهله وزوجاته ..واليوم نجد ازواج يطالبون زوجاتهم بالاقتداء بامهات المؤمنين ونسوا هم ان يقتدوا بخير الازواج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ويقول عائض القرنى : مَتى مآ كُنت رجُل؛ تكُن لك اِمرأه.. مَتى مآ كُنت ذكَر؛ تكُن لك اُنثى.. مَتى مآ كُنت ملِك؛ تكُن لك اَميره.. مَتى مآ كُنت عاشِق؛ تكُن لك مُتيمه.. فتكُن شيء وتُريدهآ أن تكون كل شيء....! عندما تُنفخ فيك الروح: تكون في بطِن اِمرأه.. عندمآ تبكِي: تكون في حُضن اِمرأه.. عندمآ تعشق: تكون في قلْب اِمرأه.. ف ...رفقاً بها : كن لها الامان.. فانثى عندك أمانه، ما خُلِقَتْ للإهانه! نضع جميعاً صفات نتمنى ان تكون فى شريكنا بل ويسعى البعض فى كثير من الاحيان الى محاولة تغيير الشريك ليطابق تلك الصفات .. لم يُحضر احد منهم ان تكون صفاته وطباعة مماثله لما يتمناه الطرف الاخر .. يُطالب هؤلاء بحقوقهم كاملة وغير منقوصة ونسوا اهم حقوق الزوجة على زوجها وهى حسن المعاملة لقوله تعالى : " وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ". وقد فسر العلماء تلك الايه عدة تفسيرات منها .. العفو والمُسامحة، هناك زوجٌ لا يعفو، استُرضيَ ولم يرضَ، اعتذَرَتْ له، توسَّلتْ إليه، رَجَتْهُ، هو حقود، إن كنتَ حقوداً، إن لم تُسامح، إن لم تعف، فأنت عاصٍ لله عزَّ و جلّ في نصِّ هذه الآية ، نسيان الهفوات، وترك تتبّع العثرات ، العقوبة على قدرِ الذنب تماماً، تأديباً لا انتقاماً، أحياناً أزواج يستخدمون سلطتهم استخداماً تعسُّفيّاً لسببٍ تافه ولكن يجب أن يكون بالإعراض فقط أكبر عقابٍ تعاقبها به، أمّا السُباب والشتائم فإنك ستتلقَّى المثيل، ليس هذا من الحكمة، وليس من المعروف والإحسان، ولا من هذه الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة التي توصي الرجال بالنساء.ولكن أجمل تفسير لهذه الآية: ليست المُعاشرة بالمعروف كفُّ الأذى عنها، بل احتمال الأذى منها. وأن تنظر إلى مزاياها إذا نظرت إلى مساوئها، لا يوجد إنسان كامل. اذا سعى كل منا وبدأ التغيير الذى يتمنى ان يراه حوله بنفسه فيحسن معاملة من حولة .. ويؤدى امانته فيما أُتمن عليه ..فالتلميذ فى دراسته ..والوالد فى ابنائه واهله والزوج فى زوجته وقتها سنجد الصفات والمعاملة التى نتمنى .. فمن زرع حصد. [email protected] لمزيد من مقالات فاطمة عمارة