نعم.. هم أطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة، ولكن الله تعالى منحهم الذكاء والإصرار والتحدى كى يتفوقوا رياضيا ويصبحوا أبطالا يحصدون الميداليات البرونزية والذهبية والفضية ويتأهلون للبطولة العربية وبطولة العالم وأعمارهم تتراوح بين 10 و14 عاما.. إنهم فريق أطفال نادى اتحاد الشرطة لذوى الاحتياجات الخاصة الذى استطاع الحصول على 68 ميدالية ذهبية وبرونزية وفضية فى بطولة الألعاب الوطنية للأولمبياد الخاص والمؤهلة للبطولة العربية ديسمبر 2014 والمؤهلة لبطولة العالم بلوس انجلوس بالولايات المتحدةالأمريكية 2015.. والتى أجريت مؤخرا فى ملاعب الجامعة الأمريكية بالتجمع الخامس واشترك فيها 678 لاعبا ولاعبة يمثلون 35 هيئة من أندية ومدارس التربية الفكرية على مستوى الجمهورية، فى السباحة و ألعاب القوى والسباحة والريشة الطائرة وكرة اليد والسلة فهم أبطال من نوع خاص يستحقون أن نرفع لهم القبعة تقديرا واحتراما. البطل الصغير.. والموهبة المدفونة يقول كابتن كريم المصرى المدير الفنى لفريق ذوى الاحتياجات الخاصة بنادى اتحاد الشرطة أن فوز هؤلاء الأبطال من متلازمة داون وذوى التوحد وصعوبات التعلم هو حصاد منظومة مكونة من ثلاثة أركان: إدارة النادى واهتمامها بتوفير المنشآت التى تخدم هذا التفوق الرياضى، والجهاز الفنى المجهز لاكتشاف القدرات والإمكانيات الخاصة بهؤلاء الأطفال، وولى الأمر الذى يقع عليه عامل أساسى وهو الطموح والإصرار من أجل أن يصل ابنه إلى البطولة ويأتى هذا من خلال المتابعة والالتزام بالتدريبات ومواعيدها وتشجيع الطفل وجعل الرياضة بالنسبة له من أهم الأشياء فى حياته، وإذا لم تكتمل هذه العناصر الثلاثة لن يخرج بطل رياضى بالشكل الذى نريده. (نعمة .. وليس نقمة..) نعمة.. وليس نقمة ويضيف كابتن كريم أن هناك قاعدة عامة نتفق عليها كجهاز فنى وهى أن كل طفل من ذوى الاحتياجات الخاصة مهما كانت قدراته وإمكانياته بداخله موهبة، والمهارة هى أن نخرج هذه الموهبة ونثقلها وننميها حتى نخرج منه البطل الذى نفخر به، وحتى نكتشف هذا البطل الرياضى يجب أن يمر الطفل على مجموعة مختلفة من الألعاب لتحديد اللعبة التى تتناسب مع قدراته وإمكانياته وبعد تحديدها يتم التركيز على ثقل وتعليم المهارات التى تؤهله للممارسة الرياضية. والرياضة بالنسبة لهؤلاء الأطفال مهمة للغاية فهى تثبت ذواتهم وتعطيهم الثقة بالنفس التى غالبا ما يفتقدونها وتعلمهم المنافسة والاعتماد على النفس وتجعلهم قادرون على الاندماج فى المجتمع وتفتخر به أسرهم بدلا من أن يكونوا نقمة أو عبئا عليهم. وراء كل بطل أم عظيمة الدكتورة إيمان والدة لطفلين من ذوى التوحد: لم تقف مكتوفة الإيدى بل صنعت منهما بطلين ففاز أيمن أحمد سليم 13 سنة بأربعة ميداليات فى هذه البطولة.. الميدالية الذهبية ل40 متر حرة والفضية ل100 متر فراشة والفضية ل100 متر حرة والذهبية للتتابع تقول: أنها تركت عملها كطبيبة بيطرية وتفرغت لطفليها لتصنع منهما بطلين، وهى سعيدة جدا باختيار أيمن لمنتخب مصر فى الألعاب الإقليمية للمعاقين واختياره أيضا ليكون ضيفا فى بطولة لوس أنجلوس للمعاقين للألعاب الصيفية لعام 2015 وتقول سوزى عزيز والدة عبد الرحمن أيمن 12 عاما من "متلازمة داون" أنها بدأت رحلة التدريبات الرياضية مع طفلها منذ أن كان 4 سنوات لم تتغيب فيها عن التدريبات لإيمانها بأهميتها خاصة لأطفال الداون حيث تكون عضلاتهم فى حالة ارتخاء، وبالفعل حصل عبد الرحمن على ذهبيتين وميدالية برونزية وتأهل للبطولة الإقليمية الثامنة للأولمبياد الخاص على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذى ستشترك فيه 23 دولة وضيفا فى بطولة لوس أنجلوس للمعاقين للألعاب الصيفية لعام 2015.