رحلة بين ضفتي قناة السويس بين بورسعيد شمالا والسويس جنوبا تقل أكثر من 37 سيارة وما لا يقل عن 100 فرد ، عبر معدية يزيد عمرها علي الثمانين عاما ، لاتستغرق سوي 7 دقائق علي اكثر تقدير، لكن تاريخها يرتبط أيضا ارتباطا وثيقا بعمر مدينة بورفؤاد التي افتتحها الملك فؤاد الأول في ال 21 من ديسمبر عام 1926 حيث وصل لبورسعيد علي يخت «المحروسه» مساء الاثنين يوم20من ديسمبر لحضور حفل الافتتاح التاريخي وقد كانت وسيلة النقل لعمال الترسانهة المقيمين ببورسعيد الي مقر عملهم وبالعكس بالنسبة لعمال الترسانة المقيمين ببورفؤاد الراغبين في قضاء احتياجاتهم من بورسعيد قبل تدشين أول خط معديات منتظم بين بورسعيد والمدينة الجديدة ( بورفؤاد ) هي القوارب الصغيرة واللنشات الخشبية الكبيرة ومع مرور الوقت وتزايد حركة العبور دشنت هيئة القناة ( الكوبانية ) اول خط منتظم لنقل عابري القناة بين الصفتين وخصصت في البداية عبارتين تم تصنيعهما في فرنسا .. وجاء تصميم كل منهما مشابها تماما للعبارات المستخدمه في اوربا حينذاك .. حيث جري تخصيص مساحة طوليه للسيارات يحيط بها يمينا ويسارا مجموعة من الصالونات الفاخرة المخصصة للركاب ( ولاينسي الاجداد ان التفرقة العنصرية ظلت السائدة في جلوس الأجانب من أبناء الجاليات الموجودة بالمدينة وفي مقدمتهم الإنجليز والفرنسيون في صالون خاص، بينما ظل جلوس ابناء المدينة الاصليين في صالون آخر حتي جاءت ثورة 23 يوليو، فأعادت الوطن والمعديات الي اهلها. وقد ظلت المعديات الثلاث تقوم بنقل الركاب والعربات بين الضفة الافريقية ( بورسعيد ) والضفة الاسيوية ( بورفؤاد ) وبالعكس وهي المعدية رقم 844 ( افريقيا ) المزودة بمحرك بخاري ، ورقم 863 ( اسيا ) ورقم 864 ( اوربا ) المزودتان بمحركات ديزل كهربائيهة، فبينما تقوم معديتان بالعمل المنتظم ترسل الثالثه الي الورش العامة حيث تجري عمل صيانة شاملة لها تعود بعدها إلي الخدمة وترسل معدية أخري الي الورش وهكذا دواليك بحيث تستمر تلك المعديات علي أتم الاستعداد لاستقبال مرتاديها . وتشير المجله الصادرة عن هيئة القناة أن هناك مشكلة خطيرة تواجهها المعديات كلما جرت مباراة رياضية مهمة، حيث لايوجد استاد كبير ببورسعيد فتجري المباريات في استاد نادي بورفؤاد الرياضي ويتعين علي المعديات عندئذ ان تقوم بنقل جمهور صاخب يبلغ حوالي 10 الاف نسمة بين الضفتين في اقصر وقت ممكن لحضور المباراة والعوده بعدها لبورسعيد ، هذا علاوه علي نحو 100 سيارة وكل ذلك زيادة علي حركة العبور العادية ومابين تاريخ المعديات القديم الممتع والذي اندثرت آثاره برفع المعديات الفرنساوي من الخدمة في نهاية السبعينيات وحلول مسخ متكرر من المعديات الجديدة ، والواقع المؤلم لمرفق يتراجع مستوي خدماته ..تأمل بورسعيد في تحسين مستوي الخدمة واهتمام المسئولين بذلك المرفق الحيوي .