- سأؤيد منح المرأة المصرية حق الإنتخاب ونوالها حقوقها السياسية ( الدكتور هيكل باشا ) - إننى أرى إن بعض النساء أحق بإعطاء أصواتهن من كثير من الرجال الذين لهم هذا الحق ومنهن من هى أحق بتمثيل الأمة من بعض النواب ( على أيوب بك ) - ان الظروف والتطورات فى المجتمع المصرى ستحقق للمرأة حقها الإنتخابى وحقها فى دخول البرلمان ودخولها الوزارة بل وفى تمثيل مصر الدبلوماسي ( رفعة سرى باشا ) . - أعتقد بأنه لم يبق هناك محل لتخلف المرأة المصرية عن المرأة السورية فى ميدان مطالبتها بحقوقها السياسية والانتخابية وليس فى الدستور نص على أن الناخب رجلاً ( الدكتور السنهورى باشا ) كانت هذه بعض أراء العظماء فى منح المرأة المصرية حقوقها الإنتخابية والسياسية والتى تصدرت إحدى طبعات الدليل النسائى المصرى الذى يضم الشخصيات النسائية البارزة ونشاطها العلمى والإجتماعى فى المملكة المصرية فى النصف الأول من القرن العشرين والذى صدر بمناسبة قرار المؤتمر النسائى الدولى بالإعتراف بحقوق المرأة السياسية ومساواتها بالرجل ومنحها حق الانتخاب والترشيح للنيابة كالرجال ومنحها حق ممارسة القضاء وجميع الوظائف العامة ، وحيث إن العدالة الاجتماعية تقضى بأن يتساوى الرجل والمرأة وفى هذه المساواة أساساً لتوازن العالم والحقوق السياسية للمرأة تحقيق لما قررته المادة الثالثة من الدستور من إن جميع المصريين سواء إمام القانون ، فلا يحتاج الإمر إذن الا الى تعديل إصلاحى طفيف فى مادة الدستور المصرى . و الدليل النسائى المصرى موضوع حكاية هذا الاسبوع هو كتيب تمت طباعته بشكل أنيق على ورق مقوى يضم ما يقرب من 45 صفحة تعرض لتسعين شخصية نسائية مصرية - ما بين سيدات مجتمع ومهتمات بالشأن السياسي أو زوجات أو بنات لساسة مشهورين فى ذلك الوقت أو مهتمات بالعمل الإجتماعى ) مع عرض لإسم كل شخصية ونوع تعليمها والنشاط المهتمة به وكيفية التواصل معها سواء بالتليفون أو العنوان. . ومن أشهر الشخصيات التى يضمها الدليل حضرة صاحبة العصمة السيدة الجليلة زينب هانم الوكيل حرم حضرة صاحب المقام الرفيع مصطفى النحاس باشا رئيس الوفد المصرى والتى تتشح بنيشان الكمال وهى من كبيرات الملاك حيث تملك ضياعاً واسعة الإرجاء فى المرج عدا العقارات والعمارات العظيمة بالاسكندرية والقاهرة وغيرها وهى فى مقدمة سيدات المجتمع علماً وثقافة ومحتداً . حضرة السيدة إحسان هانم سرى كريمة دولة حسين سرى باشا وقرينة مع الى الدكتور محمد هاشم بك وزير الدولة ويقول الدليل إن ثقافتها ممتازة وفطنتها بالغة وتؤمن بالحرية وتسعى لإحيائها ، والزا ثابت هانم رئيسة جمعية المرأة والطفولة ببولاق ، الهام هانم حسين صاحبة ومديرة محلات الأزياء الحديثة الكبرى للسيدات ، ألن هانم المصرى سافرت الى السودان ودرست خصائص شعبها وهوايتها ركوب الخيل وضرب النار والصيد وحب الاطلاع وهى تدير أملاكها وتباشر قضاياها وتترافع فيها بنفسها ، الدكتورة إيزيس هانم حبيب زكى خريجة جامعة فؤاد الأول بكالوريوس طب وجراحة سنة 1944 وغيرهن الكثيرات ، كما يسهب الدليل فى وصف مآثر كل منهن ما بين ثقافتها والمدارس الأجنبية التى تخرجن منها واللغات التى يتقنها والبلاد التى سافرن اليها وهواياتهن والرياضات اللاتى يمارسنها ووضعهن الإجتماعى بالإضافة لوضعهن المالى وأسماء أزواجهم . المثير فى الأمر أن هذا الكتيب كان يدعو لمنح المرأة حقوقها فى الانتخاب والترشح والتصويت وتقلد المناصب الهامة وذلك بعرض عدد من الشخصيات النسائية البارزة وكأنه كان يقول أن المجتمع ملئ بالنساء الناجحات اللاتى يصلحن فعلاً لتولى هذه المناصب . وبالفعل وبعد عدة سنوات حصلت المرأة على هذه الحقوق بعد ثورة 1952 التى سمحت لها بالترشح في أول مجلس أمة في عام 1957، بموجب دستور 23 يونيو 1956، والذي نص في المادة (31) على: « المصريون لدى القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق والواجبات العامة لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة» ، كما تضمن قانون تنظيم مباشرة الحقوق السياسية رقم 73 لسنة 1956 مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في مجال الحقوق السياسية، ونص على حق المرأة في الانتخاب والترشيح، وإن كان قد اشترط أن تتقدم المرأة بنفسها للتقيد في جداول الانتخابات، في حين أن الرجل يقيد تلقائيا وهو ما تم تعديله فيما بعد . الجدير بالذكر أن تحرير المرأة حركة أسست من البداية لغرض إعادة الحقوق التاريخية المسلوبة من المرأة، والقضاء على الأفكار التي تنظم المجتمع على أساس ذكوري. كانت أولى الناشطات في مجال تحرير المرأة هدى شعراوي، ثم توالت الناشطات بعدها قبل أن تتبلور الحركة فى شكل دعوة منظمة لتحرير المرأة ضمن جمعية تسمى الاتحاد النسائي خاصة بعد اشتراك النساء بقيادة هدى شعراوي في ثورة سنة 1919م فقد دخلن غمار الثورة بأنفسهن، وبدأت حركتهن السياسية بالمظاهرة التي قمن بها في صباح يوم 20 مارس سنة 1919م. وكانت أول مرحلة للتحرير عندما دعا سعد زغلول النساء اللواتي حضرن خطبته أن يزحن النقاب عن وجوههن وقام بنفسه بنزع الحجاب عن وجه نور الهدى محمد سلطان التي اشتهرت بإسم هدى شعراوي وذلك عند استقباله في الإسكندرية بعد عودته من المنفى واتبعتها النساء فنزعن الحجاب بعد ذلك. وقد تأسس الاتحاد النسائي عام 1924م بعد عودة مؤسسته هدى شعراوي من مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي الذي عقد في روما عام 1922م، وقد مهد هذا الاتحاد بعد عشرين عاماً لعقد مؤتمر الاتحاد النسائي العربي عام 1944م وقد حضرته مندوبات عن البلاد العربية ، والله الله على نساء مصر زمان . [email protected]