هو عدوان سافر أيا كانت دوافعه ووجاهة أسبابه، وسينتج عنه ارتكاب جرائم وحشية ومجازر ضد الإنسانية، ولا أعرف لماذا تتشكل التحالفات الدولية سريعا وتمارس عملها فورا عندما يكون المستهدف فقط هو ضرب دولة عربية مسلمة ؟!! فالولايات المتحدة التى تقود التحالف الدولى ضد تنظيم داعش فى سوريا والعراق تتفاخر بأنها حصلت على أغلبية أصوات حزبيها الكبيرين الجمهورى والديمقراطى لتدريب وتسليح مقاتلى المعارضة السورية المعتدلة ,ويقول رئيسهم أوباما إن هذا يعنى أن الأمريكيين متحدون ضد التنظيم متعهدا بتدميره دون حرب برية، وقائلا بالحرف الواحد يمكننا أن ننضم إلى حلفائنا لتدمير داعش دون أن يخوض جنودنا حربا برية أخرى فى الشرق الأوسط ,وعلى نفس النهج سار حلفاؤه الغربيون وفى مقدمتهم فرنسا التى شنت طائراتها الحربية أولى ضرباتها الجوية ضد معاقل التنظيم الجمعة الماضية، وأكد رئيسها أولاند أنه لن يرسل قواته البرية للعراق . وهذا يعنى أن الرئيس الأمريكى وحلفاؤه الأوروبيين قد تعلموا الدرس وأنهم سيخوضون الحرب بدمائنا وأرواحنا ,فهم يريدون تقسيم أرضنا وتدمير دولنا واحتلال أوطاننا واحتكار خيراتنا دون أن تسقط قطرة دم واحدة من دمائهم الزرقاء ولا مانع لديهم من أن تسيل دماؤنا العربية الرخيصة أنهارا فى سبيل تحقيق مآربهم وأغراضهم . أما نحن فلم نع الدرس بعد ,ولا تزال الأصوات تتعالى من طرفنا تطالب بالتدخل الأجنبى فى بلادنا بعد أن استسلمنا لضعفنا وعجزنا ,واستمرأنا واعتدنا الاستعانة بالقوى الخارجية والتدخلات الأجنبية منذ حرب تحرير الكويت ثم الثورة فى ليبيا واليوم ضد تنظيم داعش، مضحين بسيادتنا وكرامتنا,وشبابنا وشيوخنا وأطفالنا !! نحن لا ندافع هنا بالطبع عن هذا التنظيم الإرهابى الذى ارتكب حماقات يندى لها جبين الإنسانية ,ولكننا نرثى فقط لأحوالنا ومصائرنا ,وضعف أبصارنا وبصائرنا التى ترى خيوط المؤامرات تحاك لنا والتى تدرك أن عفريت داعش قد دبر لنا تماما كما هو الحال فى معظم خلافاتنا وحروبنا الداخلية والإقليمية ,وبالرغم من ذلك نستعين بعدونا الخفى ليحمينا من عدونا المصطنع !! لمزيد من مقالات مسعود الحناوي