فى جريمة إرهابية غادرة، استشهد ضابطان وأصيب 9 آخرون بإصابات بالغة، بينهم 3 ضباط و3 مجندين، بالإضافة إلى 3 مدنيين تصادف مرورهم بشارع 26 يوليو بالقرب من مبنى وزارة الخارجية، وذلك عندما قامت عناصر إرهابية بزرع عبوتين ناسفتين أسفل شجرة بالمنطقة الواقعة بين مسجد السلطان أبو العلا ووزارة الخارجية فى أثناء قيام الضباط بتنفيذ حملة إزالة لعدد من الباعة الجائلين الذين افترشوا الطريق وعطلوا الحركة المرورية. حيث استغل الارهابيون الازدحام الشديد بتلك المنطقة وقاموا بزرع العبوتين الناسفتين فانفجرت فى الضباط، مما أدى إلى استشهاد المقدمين خالد سعفان بشرطة المرافق بمديرية أمن القاهرة، ومحمد محمود المنتدب للعمل من شرطة تأمين الفنادق، فى الحال، قبل نقلهما إلى المستشفي، بينما تم نقل 3 ضباط آخرين، بينهم لواء لمستشفى الشرطة بالعجوزة، بعد أن نزفوا كميات كبيرة من الدماء، وتم نقل 6 آخرين بينهم 3 مجندين، و 3 مواطنين تصادف مرورهم، بالمنطقة وقت الحادث، وقد انتقل ضباط المفرقعات، للبحث عن عبوات أخرى قام الإرهابيون بزرعها. فى الوقت نفسه، وجه اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية مساعديه للأمن العام والامن المركزى وأمن القاهرة إلى مكان الحادث، وتم فرض كردون أمنى حول المنطقة، بعد حضور رجال المفرقعات إلى مكان الحادث، وكذلك المعمل الجنائي، الذين أكدوا ان العبوتين اللتين إنفجرتا كانتا تحويان كمية من البارود وال «تى إن تي» شديد الانفجار، وهو ما أسهم بصورة كبيرة فى استشهاد الضابطين فى الحال. ومن جانبه، صرح اللواء عبدالفتاح عثمان مساعد وزير الداخلية للاعلام والعلاقات بأن اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية أمر بسرعة تقديم جميع أوجه الرعاية لأسرتى الشهيدين، ومن المقرر ان يتم تشييع جنازتيهما عسكريا، موضحا أن العمليات الإرهابية الخسيسة لن تثنى ضباط الشرطة عن محاربة الارهاب والتصدى له بكل قوة، وأشار إلى أن العمليات الناجحة لأجهزة الأمن على مدى الأيام الماضية بضبط الخلايا الإرهابية جعلت تلك العناصر تحاول الانتقام من رجال الشرطة، مضيفا أن سقوط الشهداء يزيدنا اصرارا على مواصلة التصدى للعناصر الإرهابية. ومن جانبه، أكد اللواء سيد شفيق مساعد وزير الداخلية للأمن العام أن العناصر التى ارتكبت الحادث الإرهابى الغادر هى بقايا الخلية الارهابية التى استهدفت الشهيد طارق المرجاوي، قبل خمسة أشهر بجامعة القاهرة، عندما زرعت العبوات الناسفة أسفل الشجرة الموجودة أمام الباب الرئيسى للجامعة، وهى الطريقة نفسها التى اتبعها منفذو تلك العملية فى زرع القنابل أسفل شجرة فى المحيط بين وزارة الخارجية ومسجد السلطان أبوالعلا: وأوضح مدير الامن العام أنه لن يهدأ لنا بال حتى نلقى القبض على أفراد هذه الخلية، موضحا أن رجال الشرطة نجحوا على مدى الأيام الماضية فى ضبط العناصر المؤثرة من تلك الخلايا، وان هناك البعض لا يزال يحاول الزعزعة، وسوف ننجح فى النهاية فى ضبطه. وأوضح مدير الامن العام أنه تم تشكيل فريق بحث من ضباط الأمن العام والأمن الوطنى وأمن القاهرة للوصول إلى المتهمين ،كما انه تجرى تحقيقات مكثفة مع عدد من شهود الواقعة الذين شاهدوا الانفجار، وشاهدوا 3 أشخاص يهربون حيث يتم الاستماع لأقوالهم للادلاء بأوصاف هؤلاء المتهمين. ومن جانبه، يقوم فريق من خبراء المفرقعات، بإشراف اللواء محمد جمال مساعد وزير الداخلية للمفرقعات، بالكشف عن وجود أجسام أخرى بالمنطقة، والتى أوضح ان الاجسام التى انفجرت بها مواد شديدة الانفجار. ومن جانبها، باشرت نيابة حوادث وسط القاهرة الكلية، بإشراف المستشار وائل شبل المحامى العام الأول لنيابات وسط القاهرة التحقيقات فى الواقعة، حيث انتقل فريق من النيابة لإجراء المعاينة ، وتبين حدوث تلفيات فى سيارة ملاكى سوداء اللون كانت تقف أمام الشجرة التى وضعت أسفلها القنبلة ، وتبين أن افراد الخدمة الأمنية، الذين استشهد بعضهم واصيب آخرون مكلفون بشكل دائم وثابت بتلك الخدمة، وأنهم يوجدون فى المكان بشكل يومى وضم فريق التحقيق من اعضاء النيابة هيثم أبو الحسن محمود لطيف وأحمد معاذ وعمرو غراب وكلاء النيابة، والذين توجهوا لسماع اقوال المصابين بمستشفى قصر العينى والشرطة. وفى سياق متصل، أكد الدكتور هشام عبد الحميد مساعد كبير الاطباء الشرعيين، أن مصلحة الطب الشرعى تسلمت جثة الشهيد المقدم محمد محمود، وانتقل فريق من الاطباء الشرعيين لمستشفى الشرطة، لتشريح جثة الشهيد خالد سعفان. ومن ناحية أخري، قررت النيابة مخاطبة مسئولى وزارة الخارجية، للاستعانة بكاميرات المراقبة الخاصة بالوزارة، لتفريغها، مما يسهم فى تحديد الجناة، واستمعت النيابة إلى شهود العيان فى مكان الواقعة الذين اكدوا آنهم اثناء قيامهم بفتح المحال التجارية الخاصة بهم فى شارع 26 يوليو سمعوا اصوات انفجار مدوية فى المنطقة، وفوجئوا بسقوط ضباط وعدد من المواطنين على الأرض غارقين فى دمائهم.