بعد الإعلان عن بقاء اسكتلندا ضمن المملكة المتحدة، إثر خروج نتيجة استفتاء الانفصال ب"لا" بنسبة بلغت 55،3٪ وفقا للنتائج النهائية، بادر رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون أمس بمنح سلطات جديدة لبلدان المملكة المتحدة الأربع. وقال كاميرون فى كلمة ألقاها أمام مقر الحكومة البريطانية فى لندن بعد أن جعلته نتائج الاستفتاء يتنفس الصعداء: "مثلما سيحصل الأسكتلنديون على المزيد من السلطات فى إدارة شئونهم، كذلك يجب أن تكون لسكان إنجلترا وويلز وآيرلندا الشمالية صلاحيات أكبر فى إدارة شئونهم". وسبق لكاميرون أن وعد -فى تصريحات سابقة، بزيادة الحكم الذاتى الممنوح لاسكتلندا، غير أنها أول مرة يقطع فيها تعهدات مماثلة للبلدان الثلاث الأخرى. وتوجه كاميرون بحديثه إلى الاسكتلنديين مباشرة، بعد أن دعاه زعيم الاستقلاليين أليكس سالموند - لدى الإقرار بهزيمته - للوفاء بالتزاماته بمنح المزيد من السلطات لأسكتلندا. وقال كاميرون: "إلى الذين يشككون فى اسكتلندا بالوعود الدستورية المقطوعة، دعونى أقول لكم ما يلى: سبق أن نقلنا صلاحيات فى ظل هذه الحكومة، وسنقوم بذلك من جديد فى الحكومة المقبلة". وأضاف أن الأحزاب الوحدوية الثلاثة قطعت تعهدات بمنح البرلمان الأسكتلندى صلاحيات إضافية، وقال "وسنعمل على التأكد من الوفاء بها". وقال رئيس الوزراء البريطانى إن مسألة استقلال اسكتلندا حسمت "لجيل"، وأن النتيجة مهدت الطريق أمام تسوية دستورية متوازنة جديدة لكل بريطانيا بما فى ذلك إنجلترا ، وأن مشروعات قوانين تمنح أسكتلندا سلطات جديدة ستنشر فى يناير القادم. وكانت النتائج النهائية للاستفتاء التاريخى قد أظهرت رفض الاسكتلنديين للانفصال عن بريطانيا بأغلبية 55،3٪ مقابل 44،70٪ لمؤيدى الاستقلال بعد انتهاء عمليات الفرز فى جميع الدوائر ال32 فى اسكتلندا. وحصل الوحدويون على مليونين وألف و926 صوتا مقابل مليون و617 ألفا و989 صوتا للاستقلاليين، وسجل الاستفتاء نسبة مشاركة قياسية وصلت إلى 84،6٪، وهى الأعلى فى انتخابات فى بريطانيا حتى الآن. وكشف المسئول عن عمليات فرز الأصوات فى جلاسجو أن الناخبين بأكبر مدينة فى اسكتلندا أعطوا أصواتهم لصالح الاستقلال عن المملكة المتحدة، لكن بفارق ضيق. وفور إعلان النتائج، هنأ رئيس الوزراء البريطانى سريعا أليستير دارلينج الرجل الذى تزعم الحملة المناهضة لاستقلال أسكتلندا، وكتب - فى تغريدة بموقعه الرسمى على تويتر - "تحدثت إلى أليستير دارلينج وهنأته على نجاحه فى حملته"، بينما اعترف الزعيم القومى الأسكتلندى سالموند بالهزيمة، وقال فى بيان: إن أسكتلندا قررت ألا تصبح دولة مستقلة. وأشارت عمليات الفرز الأولى للأصوات فى الاستفتاء إلى ارتفاع نسبة الإقبال على التصويت بصورة كبيرة، إذ صوت نحو 86٪ من إجمالى الناخبين فى ساوث إيرشاير ، و87٪ فى ميدلوثيان ، و90٪ فى ستيرلينج، طبقا للأرقام الرسمية. وتم الإبلاغ عن أرقام مماثلة فى مناطق أخرى، باستثناء مدينة جلاسجو، أكبر المدن الأسكتلندية، حيث بلغت نسبة الإقبال 75٪ فقط. وكانت نسبة الإقبال فى الانتخابات العامة للمملكة المتحدة فى أسكتلندا عام 2010 أقل من 64٪ بقليل. على صعيد آخر ، تحقق الشرطة البريطانية فى تقارير حول محاولات تزوير فى الاستفتاء، بعد اكتشاف أن عددا من الناخبين حاولوا التصويت فى مدينة جلاسجو أكثر من مرة. وقال كولن إدجار من مركز مدينة جلاسجو إن المسئولين اكتشفوا حالات قليلة حاول فيها بعض الأشخاص التصويت فى مراكز الاقتراع المختلفة أكثر من مرة، وأضاف أنه تم إخطار الشرطة، مشددا على أن ذلك لن يؤثر على النتيجة النهائية.