إسودت الدنيا في عينيها بعد أن حاصرها المرض و الفقر ففي الوقت الذي يتمني فيه أناس أن يرزقهم الله بطفل أوطفلة رزقت هي بخمس بنات وبعد زواجها من عامل إنتقلا وعاشا بمحافظة الإسكندريةإلا أن الله ابتلاهم بمرض جلدي . ولضيق ذات اليد عجزت هي ووالدهن عن الإنفاق عليهن وعلاجهن من المرض المزمن الذي أصابهن فالأب لا يملك من الدنيا سوي صحته التي يعمل بها كعامل بناء بالأجر يوميا وعندما يأس من شفائهم قام بهجرها وبناتها وتركهم في مهب الريح لتعود الأم إلي أسرتها بمنطقة البدرشين محملة بابتلائها ولم تتمكن أسرتها من أن تتحملها سوي أيام خشية أن تنتشر العدوي إلي أبناء أشقائها لتتخلي عنها الدنيا كلها ففكرت في التخلص من بناتها و كأنها تنتزع جزءا من جسدها انتزاعا ولكنها لم تقو علي قتلهن كما يفعل العديد من البشر غير الأسوياء فقررت تركهن بأكبر ميدان بمحافظة الجيزة أسفل الكوبري المعدني الموجود بميدان الجيزة لعلهن يجدن من يحنوا عليهن بعد أن تركهن والدهن ولم تقبلهن المستشفيات العامة لعلاجهن واغلقت كل الأبواب في وجهها فلم تجد حتي من تتسول منه للإنفاق عليهن فتركتهن تحت سماء ربهم وهي متأكدة أنه كما ابتلاهن فلن ينساهن وعلي الرغم من زحام البشر ووسط ضجيج السيارات كانت عناية الله لهم أقرب من أعين البشر . حيث تجمع حولهن العشرات عندما سمعوا بكائهن إلا أن الخوف كان يتملك هؤلاء المواطنين عندما شاهدوا علامات المرض الجلدي علي وجوه البنات وهن يصرخن ومر الوقت حتي فوجئ الأهالي بسيدة تصرخ وتخترق جموع الناس وتحتضن البنات وهي تبكي والبنات يبكين ويقلن لماذا تركتينا يا ماما فتعجب الأهالي عندما أقرت السيدة بأنها والدتهن وعندما سألها أحد الأشخاص لما تركتيهن قالت لا أجد ما أنفقه عليهم وتركتهن عسي أن يكون هناك قلب رحيم بهن. وهنا قام الأهالي بإبلاغ اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة الذي أمر بتوجيه سيارة شرطة إلي منطقة ميدان الجيزة وأجري اتصالات مكثفة مع مسئولي وزارة الصحة لإنقاذ هؤلاء الأطفال الصغار معربا بذلك عن دور رجل الأمن الإنساني في خدمة المواطنين حتي قبلت مستشفي الحوض المرصود المتخصصة في الأمراض الجلدية الأطفال لتتوجه بهم سيارة شرطة بإشراف العميد عبدالوهاب شعراوي مفتش المباحث إلي المستشفي ولكن وفقا للإجراء القانوني أمر اللواء كمال الدالي مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الأم التي عرضت حياة بناتها للخطر بإلقائهن بالطريق العام حيث تجري النيابة تحقيقاتها معها. وحضرت الأم شادية محمود (35 سنة) ربة منزل والتي تقيم لدي أسرتها بمنطقة البدرشين جنوبالجيزة. وقررت أنها متزوجة من فتحي عبد المنعم (50 سنة) عامل معمار ومقيم بالدخيلة بالاسكندرية ووقعت خلافات زوجية بينهما لتعثره في الإنفاق علي أولادهما فقامت بترك منزلها والتوجه إلي منزل أسرتها التي خشوا علي أبنائها منهن فتوجهت بهن لميدان الجيزة وتركت أولادها بالميدان وهم: نهي ونورا ونجلاء ونصرة ونسمة. وفي النهاية أقرت الأم بخطئها ولكن يبقي دور وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة الصحة لتكفل هؤلاء الأطفال وعلاجهن بعد أن ضاقت بهن السبل وهم يتجرعون مرارة المرض ولا يملكون من حطام الدنيا شيئا.