قد يتصور البعض أن مشروعات التنمية فى محور قناة السويس ستتوقف عند عبور السفن، أو تقديم خدمات لوجيستيه للسفن العابرة، أو إقامة مشروعات صناعية وتجارية فقط.. لكن الذى يجهلة البعض أيضاً أن تلك المنطقة يمكن أن تصبح منطقة جذب سياحى اعتماداً على تاريخها العريق، وعلى بيئتها الجاذبة، وعلى موقعها المتميز، الأمر الذى يستلزم الاستفادة من كل الأفكار الخلاقة، وتضافر الجهود بين الدولة ممثلة فى أجهزتها المختلفة، والقطاع الخاص والمستثمرين، للاستفادة من هذه المنطقة سياحية بكل ما فيها من مقومات لجذب السائحين. أحد هذه الأفكار الخلاقة ، يطرحها المستشار حسن أحمد عمر الخبير فى القانون الدولى والمحامى بالنقض، والمهتم بكل ما يتعلق بتنمية محور قناة السويس، والقناة الموازية التى يجرى حفرها حالياً ، وعمل من جانبه لوضع تصور للاستفادة من هذه المنطقة سياحياً، بحيث تصبح مزاراً سياحياً جديداً، مستعيناً فى ذلك بفكرة مشروع سيدة القناة وبانوراما ومتحف قناة السويس، لتتحول تلك المنطقة بالكامل إلى مزار سياحى جديد. قصة تمثال الحرية يعود المستشار حسن أحمد عمر بالذاكرة إلى الوراء ، حيث تمثال الحرية الذى يحتضن ولاية نيويورك.. وأضحى رمزا لأمريكا، ومعلما من معالمها، وقد صدقت عليه - وبحق - نبوءة الفردينالد ديليسبس التى باح بها ذات مساء للخديوى إسماعيل، مستفسرا من الخديوي، كم عدد عجائب الدنيا؟.. أجاب سبع.. فرد ديليسبس: سأجعلهم ثمانية.. وأتى بصورة لفلاحة مصرية جميلة ، وقال سنجعل منها تمثالا برجيا ومزارا سياحيا عند مدخل القناة فى بورسعيد.. هكذا قال ديليسبس .. ووافقه الخديوي.. وأسند إلى المثال الفرنسى بارثولدى مهمة صنع التمثال.... غير أن بارثولدى غير من مواصفاته مستبدلا الشعلة بالبلاص، ووجه حماته بوجه الفلاحة المصرية.. غضب الخديوي، ورفض اسلام التمثال الجديد حال كونه أصبح لا يعبر عن الأصالة المصرية.. يومها اقترح ديليسبس على الخديوى ان يهديه إلى ولاية فقيرة فى أمريكا أسمها نيويورك.. ويومها تبرع الشعب الفرنسى بتكاليف شحن التمثال من باريس إلى نيوريوك... ، وتحمل الشعب الأمريكى بتكاليف إقامة قاعدته. القصة معروفة.. ولكن حاول البعض طمس حقيقة ان الخديوى سدد ثمن التمثال، وتبرع به لنيويورك... بزعم ان الخديوى عدل عن فكرة التمثال لخلو الخزانة الخديوية وقتها من الأموال.. فإن كان ذلك صحيحا لكان أولى بالشعب الفرنسى ان يتبرع به لبورسعيد، حيث المجد الفرنسى بديليسبس حافر القناة يعد دافعا لتولى مهمة إقامة التمثال.. وثمة مشكلة أخرى : من هى الفلاحة المصرية التى كانت تحمل البلاص، واين صورتها.. وقيل أنها من الأقصر، وأتو بوجه فلاحة سمراء من أسوان ليقولوا بأنها هى ذلك الوجه.. وما نجحوا! وشاءت الأقدار ان نحصل عليها فى جده، فى مقر إدارة مشاريع المطارات الدولية.. حيث كنت أعمل رئيسا للمستشارين القانونيين بها معارا من الهيئة القضائية. الفلاحة المصرية وفى شهر يوليو 2000 ، كنت منشغلا فى قضيتى تحكيم نابليون وصفقة دزائيلى لإدراجها فى مقال عنوانه ملحمة :«تأميم القنال... من إسماعيل لجمال«.. نشر فى أهرام 23 يوليو 2000 - حيث طلبت مساعدة وائل الخطيب أحد أهم خبراء المعلوماتية فى العالم العربي، فى البحث فيما يمكن ان يفيد القضيتين حتى يمكن لمصر استرداد ما سلب منها غشا وخداعا وغدرا.. فجاء بنحو 4 صور معاصرة لفترة حفر القناة وافتتاحها.. صورها ضابط بريطانى فى رحلته من مالطا إلى بومبابى عبر القناة،.. ونشرها فى ألبوم صور تم عرضه على الانترنت... ومنها صورة الفلاحة المصرية حاملة البلاص .. وكانت صورة تعبيريه بما احتوته من مقارنة للمسافة بين القناة ورأس الرجاء الصالح... وبلاص الخير والرفاهية لمصر.. وخلاخل تحلت بها معصميها.. وزهرة اللوتس تتدلى عند خصرها فى نهاية نقوش تطريزية ارتستمت على صدر جلبابها وأكمامه. تمثال جديد للقناة واقترحت عليه تصميم تمثال جديد للفتاة الحقيقية عند مدخل القناة فى بورسعيد وكنت فى العام 1993 - وقتما طرحت مشروع شرق بورسعيد - كفكرة - عبر مجلة الأهرام الاقتصادى - اقترحت إقامة متحف وبانوراما قناة السويس.. ووقتما عثر وائل على الصورة ..رأيت ان أضم تمثال سيدة الرفاهية إلى مشروع المتحف والبانوراما ، ليشكلوا جميعا مزارا سياحيا، ومعلما وطنيا وحضاريا.. حيث قيل وقتها ان تمثال الحرية يشع نورا على العالم، وكان يمكن ان يقال عنه- إذا اقيم فى مصر - أن مصر تشع نورا على العالم، ورأيت ان يكون التمثال الجديد منتسبا لمصر، لا أن تكون مصر منتسبة للتمثال، حال كون الحقيقة الأمريكية تدل على ان أمريكا منسوبة لتمثال الحرية، وليس التمثال منسوبا لأمريكا. وقد رأيت أهمية ان أجعل المبنى الجديد بخمس قبب عوضا عن ثلاثة... القبة الوسطى تخصص كقاعدة يعتليها الثمثال.. فى حين القبب الأربع تخصص لبانوراما قصة حفر القناتين القديمة ( بالسخرة) والجديدة.( بالعزة).. وملحمة تأميم القناة فى عصر إسماعيل ثم فى عصر جمال.. وحرب 1956 . وتحديات مشروع محور القناة .. ورحلة بحرية على شاشة البانوراما يوم افتتاح القناة فى العام 1869 .. والحديثة فى العام 2015 . . ولم أنس ان أخصص المبنى المشيد الجديد كقاعدة للمتحف والبانوراما والتمثال، ليكون واحدا من أكبر مولات الأسواق الحرة فى العالم. وطلبت من محمد عبيد تحقيق الفكرة ففعل. وهذا المزار السياحى الجديد- كما يقول المستشار حسن أحمد عمر- سيجعل من بورسعيد قبلة بواخر الركاب التى تجوب مياه البحر المتوسط حيث سيستقبل يوميا من ثمانى إلى عشر بواخر ركاب ، كما أن هذا المشروع السياحى سيجذب ما بين ثلاثة إلى خمسة ملايين سائح سنويا.. بدخل سنوى يصل إلى ثلاثة مليار دولار. ويمكن للجزيرة ان تجمع عددا من القرى السياحية والفنادق.. كما يتم فيها تشييد أوبرا إسماعيل بذات الطراز عوضا عن تلك التى حرقت منا فى القاهرة ... وكذلك إقامة مارينا لليخوت. هذا المشروع متكاملا أعرضه اليوم، على الرئيس عبدالفتاح السيسى ليتبناه.. ثم ليكون هدية منه لشعب مصر عامة.. وشعب بورسعيد خاصة... هكذا قال المستشار حسن أحمد عمر، ليكون هذا المشروع السياحى الواعد- تعويضا لهم عن فشل تجربة المدينة الحرة فى بورسعيد.. وليكون التمثال «تمثال الرفاهية» هدية الرئيس السيسى لهم.. بعد ان منح الخديوى إسماعيل تمثال الحرية لنيوريورك.. على ان تلزم إدارة تمثال الحرية بإضافة حقيقة ان تكاليف تشييد التمثال كانت هدية من حاكم مصرى مستنير هو الخديوى إسماعيل، وذلك على حجر قاعدة التمثال. وبالنسبة لتكاليف التمويل، أزعم ان فرنسا يمكنها ان تعرض هى إقامة هذا المشروع تعويضا لمصر عن قضية التحكيم... ويمكنها ان تسند هذه المهمة لمقاول رئيسى لديها هو سويس جروب. وهى شركة تحمل اسم السويس، تكونت من تعويضات اسهم القناة التى دفعتها مصر وقتما أمم عبد الناصر القناة ملتزما بتعويض حملة الأسهم منطقة واعدة الفكرة جيدة لاشك، ومنطقة قناة السويس واعدة سياحياً بكل المقاييس .. هكذا قال لنا سيف العمارى المستثمر السياحى عضو اتحاد العام للغرف السياحية، كما أن هناك توجة رسميا لتخصيص مناطق للتنمية السياحية، ولذلك فإن أى مشروع سياحى يمكن تقديمه للاتحاد العام للغرف السياحية، لدراسته وتبنيه، وعرضه على وزارة السياحة ، واتخاذ خطوات جادة نحو تنفيذه، مؤكداً فى الوقت نفسه أن منطقة قناة السويس، والمنطقة حول المشروعات الجديدة لتنمية محور قناة السويس وما حولها تمثل منطقة جذب سياحى يحب الاستفادة القصوى منها سياحياً، وسوف تحقق عائدات ضخمة إذا أحسن استثمارها بالشكل الأمثل. القناة على خريطة السياحة المشروع القومى لتنمية محور قناة السويس سوف يجذب السائحين، وسيحقق مردودا كبيرا من خلال وضع مدن مثل السويس، وبورسعيد والإسماعيلية على خريطة السياحة العالمية، خاصة أنها لم تأخذ نصيبها العادل من حركة السياحة، كما أن زيادة الحركة التجارية العابرة من خلال القناة ستخلق رواجا سياحيا عبر صناعة الخدمات، التى سيتم تقديمها للعابرين، كما أن محور تنمية قناة السويس الجديدة سوف يسهم فى زيادة حركة سياحة اليخوت والبواخر، وبإمكان قطاع السياحة الاستفادة من الخدمات اللوجستية التى سيتم تقديمها على جانبى القناة، وإقامة منشآت سياحية وفندقية بهدف خدمة الحركة التجارية والسياحية، بحيث يتحقق التكامل بين قطاع السياحة والمشروع القومى للعملاق لمحور تنمية قناة السويس. والحال كذلك، فإن المستثمرين السياحيين- كما يقول بشرى الجرجاوى الخبير السياحي- يترقبون تخصيص منطقة كاملة للاستثمار السياحى ضمن المكونات الرئيسية لمحور قناة السويس، خاصة أن مقومات نجاح الاستثمار بالمشروع القومى العملاق موجودة، بدءاً من إقامة مشروعات سياحية تخدم السفن العابرة بالقناة، فضلاً عن تنظيم رحلات سريعة للعاملين بها، وكذلك أهمية أن تضع شركات السياحة ضمن برامجها زيارة مشروع القناة الجديدة، وتنفيذ مشروعات التنمية فى منطقة المشروع ككل، إلى جانب ضرورة الاهتمام بسياحة اليخوت، مطالبا بالتنسيق بين الاجهزة المعنية فى الدولة، والمستثمرين السياحيين، لوضع خطة لكيفية الاستفادة من محور قناة السويس الجديد لتحقيق التنمية السياحية المطلوبة فى تلك المنطقة الواعدة. دعم المستثمرين ولا شك أن تبنى الدولة مشروعات التنمية السياحية، وتقديم الدعم للمستثمرين من خلال تسهيل إجراءات إقامة المشروعات، سوف يشجع القطاع الخاص على الاستثمار فى تلك المنطقة الواعدة سياحياً، خاصة المناطق الساحلية على القناة، ومناطق عبور السفن، بحيث تتحول إلى مزارات سياحية، اعتماداً على تاريخ هذه المنطقة، وموقعها الجغرافى المتميز.