بعد اجتماع جدة الذى تمت خلاله مناقشة سبل التنسيق الدولى والإقليمى لمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية فى المنطقة، يجرى وزير الخارجية سامح شكرى اليوم فى القاهرة محادثات مع نظيره الأمريكى جون كيرى لبحث نتائج اجتماع جدة، وتنسيق الجهود الدولية للحد من خطر التنظيمات الإرهابية وفى مقدمتها «داعش». كما من المنتظر أن يتم التطرق خلال المباحثات إلى موضوعات أخرى بخلاف موضوع الإرهاب ، مثل القضية الفلسطينية، والجهود المصرية والدولية لاستئناف المفاوضات، والإعداد لمؤتمر إعادة إعمار غزة المقرر عقده بالقاهرة 12 أكتوبر المقبل بالتعاون بين مصر والنرويج. وكان شكرى قد أكد خلال مشاركته فى اجتماع جدة على ثوابت الموقف المصرى فى أن انتشار الجماعات الإرهابية بالشرق الأوسط أصبح خطراً ملحاً يهدد حاضر ومستقبل الدول والشعوب، كما يمثل تهديداً صريحاً للأمن والسلم على المستويين الإقليمى والدولي. كما أكد الوزير أنه لا يخفى على أحد أن الجماعات الإرهابية تشكل شبكة واحدة من المصالح وتدعم بعضها البعض معنوياً، بل ومادياً عند الحاجة، وهو انعكاس لكونها وليدة نواة واحدة وهى أيديولوجية التطرف والكراهية وعدم قبول الآخر، معتبرا أن "داعش" تنظيم وحشي، وهو نتاج طبيعى لتدهور الأوضاع السياسية فى المنطقة وشعور قطاعات كبيرة من الشعب العراقى بالاغتراب نتيجة لسياسات إقصائية اتبعها رئيس الوزراء العراقى السابق نورى المالكي، بالإضافة إلى ما شهدته سوريا من فراغ وفوضى بعد عسكرة الثورة السورية. وكشف شكرى أيضا أن الوضع المتنامى الحالى ل "داعش" وانتماء أعضائه لعدد كبير من الجنسيات يشير إلى ضرورة النظر من جديد لما سبق أن أكدت عليه مصر مراراً وتكراراً، وهو أن الإرهاب لا وطن له، وأن مخاطره ستمتد آجلاً أو عاجلاً من الإطار القومى للإقليمى وإلى الإطار الدولي، وأن العمل الجماعى الذى يستند لمقررات الشرعية الدولية على المستويين الإقليمى والدولى هو الوسيلة الوحيدة لمواجهة هذا العدو الذى أصبح يهدد وحدة وسلامة أراضى العراقوسوريا بصورة غير مسبوقة. كما اغتنم شكرى الفرصة بالتأكيد على الوحدة الترابية والسلامة الإقليمية لكل من العراقوسوريا وغيرهما من البلدان العربية الشقيقة، الأمر الذى يتطلب تضافر الجهود فى سبيل إحياء مفهوم "الدولة الوطنية" البعيدة عن أى تجاذبات ذات طابع مذهبى أو قومى أو جغرافى ، معربا عن تطلع مصر لنجاح الحكومة العراقية الجديدة فى الوفاء بمقتضيات الوفاق الداخلى بين مختلف المكونات الوطنية.