يبحث جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى فى القاهرة اليوم مع المسئولين المصريين نتائج اجتماع جدة، وتنسيق الجهود الدولية لمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية، إلى جانب سبل استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ومؤتمر إعادة إعمار غزة المقرر عقده بالقاهرة 12 أكتوبر المقبل. وقبيل وصوله إلى تركيا أمس، أكد جون كيرى أن الولاياتالمتحدة لاتشن حربا ضد تنظيم داعش، بل عملية واسعة النطاق لمكافحة الإرهاب ستستمر لبعض الوقت وستتشكل من عناصر عديدة. وفى تصريحات إعلامية له أشار كيرى إلى أن عدم قدرة الجيش العراقى على التصدى لهذا التنظيم عندما بدأ فى مهاجمة العراق كانت بمثابة مفاجأة للجميع. ورغم اتفاق المشاركين فى مؤتمر جدة الذى ضم كلا من مصر والسعودية والإمارات وقطر وعمان والبحرين والكويت والأردن ولبنان وأمريكا على التعاون لمواجهة التنظيمات الإرهابية كلها بما فيها داعش، فإنه لم يتضح حتى الآن شكل هذا التعاون، وخريطة توزيع الأدوار داخل التحالف ضد الإرهاب، خاصة مع إعلان أكثر من دولة عن عدم مشاركتها فى توجيه ضربات جوية ضد داعش. فقد أعلنت متحدثة باسم الحكومة الألمانية أن المستشارة إنجيلا ميركل تستبعد مشاركة ألمانيا فى ضربات ضد «داعش» رغم إعلان المانيا رسميا داعش تنظيما إرهابيا، بينما أوضح متحدث باسم رئيس الوزراء البريطانى أن ديفيد كاميرون لم يستبعد تحركا عسكريا ضد هذا التنظيم، وفى أنقرة أكد مصدر حكومى تركى أن بلاده لن تشارك فى أى عملية عسكرية وستركز كليا على العمليات الإنسانية. فى الوقت الذى رفعت فيه أستراليا من مستوى التحذير الإرهابى المتمثل فى المقاتلين الاستراليين العائدين من العراقوسوريا، ولأول مرة منذ عام 2003 رفعت كانبيرا مستوى التحذير من متوسط إلى مرتفع، وهوما يعنى أن مخاطر وقوع عمل إرهابى «مرجحة» دون أن تكون بالضرورة وشيكة. وجاء قرار رفع الإنذار بعد يومين على عملية مداهمة قامت بها الشرطة الاسترالية فى مركز إسلامى فى بريسين جنوب شرق البلاد اعتقلت خلالها رجلين للاشتباه بقيامها بتجنيد مقاتلين وإرسالهم إلى سوريا. وفى بغداد تعهد الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند بدعم الحكومة العراقية الجديدة، وأكد فى مؤتمر صحفى مع نظيره العراقى فؤاد معصوم تضامن فرنسا إنسانيا وأمنيا مع العراق الذى يواجه عدوا لايعترف بالحدود، مشددا على أن تنظيم الدولة الإسلامية يشن حربا ليس فقط على العراق بل على كل الشعوب التى لا ترى بالطريقة نفسها ولاتفكر بنفس الطريقة.. وجاءت زيارة الرئيس الفرنسى بغداد قبل يوم من اجتماع باريس غدا لبحث سبل التصدى لداعش، وتهدف الحكومة الفرنسية من المؤتمر إلى وقف تمويل تنظيم الدولة الإسلامية ومنع تجنيد متطوعين له، وتعزيز السيطرة على الحدود وتدريب الجيش العراقى. ومن جانبه كشف رئيس الوزراء العراقى حيدر بغدادى عن أن فرنسا ستشارك فى قصف مواقع «داعش»، مشيرا إلى أن الاوضاع فى سوريا تسببت فى انتشار الإرهاب بالمنطقة. وقال إن هناك تمويلا للتنظيمات المسلحة من جانب دول إقليمية، ويحب وقف هذا التمويل فورا. فى الوقت نفسه كشفت صحيفة الخبر الجزائرية عن مشاورات بين مسئولين أمريكيين وجزائريين للحيلولة دون تغلغل تنظيم «داعش» فى المغرب العربى والساحل الإفريقي. وعلى الصعيد الميدانى وجه الجيش العراقى ضربة جوية لمواقع تنظيم الدولة الإسلامية فى شمال محافظة بابل، مما أسفر عن مقتل 36 داعشيا وإصابة 19 آخرين.