«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقاليع.. نافورات.. ميادين.. كنائس.. فنانين.. إذن أنت فى «روما»
حكاية مدينة بطعم البيتزا والإسباجتى
نشر في الأهرام اليومي يوم 14 - 09 - 2014

المدن أنواع.. مدن كسول تنام نهاراً وأخرى نهارها لا ينتهى.. مدن نعيش فيها ولا نتذكر ملامحها.. ومدن نحفظ أزقتها وشوارعها وحكاياتها وجدران مبانيها رغم مئات الأميال التى تفصلنا عنها!..
مدن تتثاءب مع أول خطوة لك فيها.. ومدن تتسع حدقة عينيك من الإثارة وأنت فى الطريق اليها ! ومدينة واحدة على متن الكرة الأرضية تحمل هذه الخصائص الرائعة.. مدينة تقع فى قلب حذاء طويل الرقبة (بوت) يحفظ تضاريسه الطلبة من كل الجنسيات فى كل أنحاء العالم عن ظهر قلب - ربما لأنه أول مزحة فى كتاب الجغرافيا-!

مدينة يطلقون عليها « مدينة المسلات المصرية « رغم بعدها الاف الأميال عن مصر الإ أن بلاد الفراعنة حاضرة بكل قوة فى كل مكان ، فقد منحت هذه المدينة الإقامة ل 8 مسلات مصرية أصبحت تحمل الجنسية وأوراق الإقامة القانونية منذ عشرات بل مئات السنين فى أهم وأجمل الميادين بالإضافة الى 5 مسلات بناها الرومان القدماء وبعض المسلات المبنية في العصر الحديث.. وفى كل حارة وعطفة وزقاق وشارع محلات للبيتزا وحكايات كثيرة عن المافيا وآل كابونى والحب بطعم الإسباجتى ، وفى نهاية كل شارع ميدان وفى وسط كل ميدان مسلة وتحت كل مسلة نافورة أو تمثال وحول كل التماثيل والنوافير حكايات وأساطير. باختصار هذه المدينة هى عجينة وخليط من النافورات وفنانى عصر النهضة (مايكل أنجلو ، برنينى ورفايللو) وتماثيل وميادين ومسلات وأعمدة وأقواس نصر رومانية ومبان نادرة الطراز وحكايات وأساطير لا يمل الناس سماعها رغم التكرار ومرور مئات السنين عن مارك أنطونيو ويوليوس قيصر و كليوباترا الملكة المصرية الجميلة التى أشعلت الحب فى قلبيهما وعن نيرون الذى يؤكد المؤرخون أنه هو الذى أحرق المدينة فى نوبة من نوبات غضبه .. والكثير والكثير من هذه الحكايات ...
والآن هل عرفت عزيزى القارئ ما هى هذه المدينة ؟
إنها روما مدينة التلال السبعة.. المدينة التى تنام على حافة نهر «التيبر» وفى فمها مفتاح السحر.. مدينة الليالى والنهارات الصاخبة وأطباق الحب بالكاتشاب على الطريقة الإيطالية!.. وفى روما يمكنك أن تفتح نوافذ القلب وأن تعيش كما كنت تحلم وتتمنى، واؤكد لك أنه بمجرد أن تلمس قدماك أرض روما سوف تنسى من أنت ولن يتبقى لك من شخصيتك القديمة سوى أنك إنسان .
وروما العاصمة الإيطالية أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها عاصمة الجنون والمجانين، وهى المدينة الوحيدة التى لا تخجل من جنونها بل تتباهى به وتحكى عنه فى كل الأماكن وعلى كل المقاهى والمصاطب وتدعو لنشره بكل الفخر، ففيها يمكنك أن تصرخ بأعلى صوتك فى الشارع وإذا إعترضك أحد أو أبدى إستيائه فلا تفعل سوى أن تنعته بالجهل وأنه لا يُقدر الفنون وخاصة الأوبرا وأتركه وإمضى فى طريقك مستأنفاً صراخك الأوبرالى ولا تهتم فأنت فى روما.. وبما أنك فى روما فإفعل كما يفعل الرومان كما يقول المثل الشهير والرومان يمكنهم فعل أى شئ فلا حدود للخيال.. فقط أترك لخيالك ولجموحك العنان وإستمتع .
ولا تنسى أن تتسكع فى الطرقات التى تسكع فيها أجدادك وملوكك السابقين ..فمن ينسى أن الخديو إسماعيل عندما خُلع من عرش مصر عام 1879 لم يجد سوى إيطاليا ترحب به فقد أرسل الملك « أمبرتو « يدعوه للإقامة فى إيطاليا وخصص له قصراً فى نابولى ، وبعدها بسنوات بعد قيام الثورة المصرية فى عام 1952 خرج الملك فاروق ملك مصر على ظهر نفس اليخت « المحروسة « متجهاً نفس الوجهة ولكنه لم يبك على اللبن المسكوب بل إستمتع بحياته هناك وكانت له فى كل مكان ذكرى حتى أن الإيطاليين يعتزون ببعض الأماكن والمطاعم التى إعتاد الملك فاروق الجلوس فيها ، وما أن يعلم الإيطاليون أنك مصرى حتى تتوالى الحكايات عن فاروق الملك المخلوع ونزواته ومغامراته وعشيقاته .. ثم يتطور الحديث الى ملكة مصر « كليوباترا السابعة » التى ذهبت الى روما قبل الاف السنين ولكنها لم تكن تتسكع ولم تكن مطرودة بل كانت مدعوة للقاء « يوليوس قيصر » وأستُقبلت إستقبالاً كان حديث العالم فى ذلك الوقت ...

روما ... عاصمة الأساطير

وحتى تكتمل صورة هذه المدينة كان لابد أن يكون تاريخها مليئاً بالأساطير والتى بدأت بنشأة المدينة ذاتها كما تقول الأسطورة التى قرنت إسم «روما» بإسم أحد الشقيقين الذين أسساها (روميلوس وريموس ) إبنا ( رياسيلفيا ) التى إغتصبها أحد الألهة الإغريق ( مارس ) اله الحرب فرزقت منه بهذين الولدين اللذين كان من المفترض التضحية بهما ولكنها تركتهما فى كهف مهجور فعثرت عليهما ذئبة وقامت بإرضاعهما حتى شبا وقاما بإنشاء المدينة ولكنهما اختلفا على من يحكم فتشاجرا وانتهى الأمر بأن قتل ( روميلوس ) أخاه ( ريموس ) ليصبح بذلك أول حاكم للمدينة التى سميت باسمه والتى تتخذ الذئبة التى ترضع طفلين شعاراً لها ، وظلت روما تكبر يوماً بعد يوم حتى أصبح المسرح الرومانى ( الكولوسيوم )والفورم الرومانى ( المدينة القديمة ) فى وسطها بعد أن كانا فى أحد أركانها الأربعة .
والحقيقة أنك لن تشعر وأنت بين الشعب الإيطالى بالغربة فهو لا يختلف كثيراً عن الشعب المصرى، نفس خفة الدم والفهلوة والصوت الجهورى – الشرشحة بالبلدى - وفى كثير من الأحيان الكسل أو التكاسل ومن المناظر المألوفة منظر المتسكعين والجالسين على المقاهى بدون هدف ، وإذا حاولت التفاهم مع أى إيطالى ستجد أنه يستخدم يديه كثيراً فى الحديث سواء بالتلويح أو التشويح أو الإشارة ( عادات شعوب البحر المتوسط ) ..

القسوة والرحمة

والحكايات فى روما كثيرة تبدأ ولا تنتهى ، فروما هى مدينة المتناقضات .. الحياة والموت ، القسوة التى تصل الى الدموية متمثلة فى مباريات المصارعة بين الوحوش والمصارعين التى كانت تقام فى المسرح الرومانى وتنتهى بمصرع الرجال وافتراس الأسود لهم فى مشهد دموى شنيع على مرأى ومسمع من الإمبراطور الرومانى وحاشيته الذين يهللون ويضحكون ويقرعون كؤؤس الخمر والنبيذ تهللاً لهذه الوحشية ، والمسرح الرومانى أو ( الكولسيوم ) لمن لا يعرفه هو أهم معلم سياحى فى روما وهو مدرج عملاق يقع في وسط المدينة ويرجع تاريخ بناءه إلى عهد الإمبراطورية الرومانية في القرن الأول فيما بين عامي 70 و72 بعد الميلاد تحت حكم الإمبراطور فلافيو فسبازيان ، وتم الانتهاء منه عام 80 في عهد تيتوس، ويعتبر واحدًا من أعظم الأعمال المعمارية والهندسية الرومانية.
أما الرحمة التى تربت على قلبك بمنتهى الحنان فتتجسد فى تمثال « الرحمة - la pieta» الذى يعتبر واحداً من أهم الأعمال للفنان مايكل أنجلو فى كاتدرائية القديس بطرس فى الفاتيكان والذى يجسد السيد المسيح وهو فى حضن أمه السيدة العذراء بعد إنزاله عن الصليب وهى تنظر له نظرة شديدة الحزن وقد بدأ العمل في التمثال عام 1498 بناء على طلب من السفير الفرنسى لدى الكرسى الرسولى . ولذا يمكن القول أنروما التى تقف كل يوم بزوارها ومواطنيها تبجيلاً وإحتراما لتمثال الرحمة للسيدة العذراء وتنحنى بكل قدسية للصور واللوحات والتماثيل الدينية وتُلزم سائحيها بإرتداء ملابس محتشمة داخل الكنائس المنتشرة فى كل الحوارى والشوارع والميادين هى نفسها روما التى شهدت مصرع الآلاف من المصارعين ( الجلاديتورز ) وسط تصفيق وتهليل الشعب الرومانى ... الم أقل أنها مدينة المتناقضات وشعبها يعشق الحياه ويحترم الموت ولكنه لا ينتظره .. يشعرون أنهم سوف يعيشون أبد الدهر ويتصرفون على هذا الأساس.
وروما تعتبر مدينة سياحية من الدرجة الأولى إذ تحتل إحدى المراتب الأولى على قائمة المقاصد السياحية الأكثر شهرة فى العالم ويزورها الملايين سنوياً وهى كمدينة تمتد على مساحة 300 كم مربع ويسكنها حوالى 3 ملايين مواطن.

مدينة المسلات

وسوف يلحظ الزائر انتشار المسلات المصرية وعددهما فى أهم وأكبر الميادين بالمدينة مثل المنصوبة فى ساحة سان جيوفاني بالقرب من قصر لاتيران وتعتبر أطول مسلة في روما ولديها أكبر قاعدة وتزن230طنا،أخذت من معبد آمون في الكرنك أحضرها إلى روما قنسطانطيوس الثاني،والثانية هى الموجودة فىالفاتيكان خاصة بالفرعون أمنحوتب الثاني ويبلغ طولها 25٫5 متر مدعومة بأسود برونزية وصليب في أعلاها تقف منتصبة بشموخ فى ساحة القديس بطرس وقدكانت قائمة في مدينة هليوبليس ونقلت إلى روما بواسطة الامبراطور كاليجولا ، وقد أمر البابا سيكستوس الخامس بوضعها في ساحة الفاتيكان ، وهي المسلة الوحيدة التي لم تسقط في الحقبة الرومانية وماتلاها ويُعتقد أنه كان بها كرة ذهبية علي القمة تحوي رماد يوليوس قيصر فيما يبدو كتقديس له، وقد أزالها المعماري الإيطالي دومينجو فانتانا بعد إعادة وضع المسلة في مكانها الحالي والكرة موضوعة حاليا في متحف روما.
أما الثالثة فتقف فى ميدان الشعب ( Piazza del popolo) ويبلغ طولها 24 متر و أحُضرت من هليوبليس بواسطة أغسطس قيصر في قطعتين وأعيد تركيبها بواسطة البابا سيكستوس الخامس وأضيف إليها نحت الأسود في القاعدة والرابعة تقف فى ساحة مونتيتشيتوريو أحضرت من مكانها الأصلي في هليوبليس بواسطةأغسطس سنة 10 قبل الميلاد وأصُلحت بواسطة البابا بيوس السادس ووضعت بباحة قصر «بلاتزيو مونتيتشيتوريو» والخامسة والسادسة مسلتين متشابهتين من معبد الاله رع في هليوبليس أحضرتا إلى روما إحداهما تقف فى ساحة روتوندا والأخرى الأقصر طولا نقلت إلى معبد ايزيس بالقرب «سانتا مارياسوبرا مينرفا» وأعيد نصبها بواسطة البابا ألكسندر علي قاعدة بشكل فيل خلف معبد پانثيون والسابعة هى في الأصل واحدة من مسلتين متشابهتين في هليوبليس نقلت إلى معبد ايزيس في روما وهي الآن موضوعة كنصب تكريمي لمعركة دوجالي في الحبشة أما الثامنة فهى لرمسيس الثاني فى فيلا كليمونتانا وهى قادمة من معبد الاله رع في هليوبليس، بالإضافة الى نسخ صنعت على هيئة مسلات مصرية في الحقبة الرومانية من قبل الأثرياء الرومان.

الفاتيكان .. الدولة التى تسكن فى قلب «روما»

ومن حكايات روما التى لا تنتهى .. حكاية « الفاتيكان أو الدولة التى تسكن قلب مدينة روما بدون حرج وتشاركها مرافقها وخدماتها وليس لها حرس حدود أو تفتيش بل هى كالقلب المفتوح على العالم .. وهى حالة فريدة من نوعها لم تتكرر فى العالم الا فى حالات نادرة أشهرها الفاتيكان فى ايطاليا وموناكو داخل فرنسا ، والفاتيكان هى أصغر دولة فى العالم من حيث المساحة ويبلغ عدد سكانها 800 نسمة وتستقى أهميتها من كونها مركز القيادة الروحية للكنيسة الكاثوليكية فى العالم ، ورغم الوجود التاريخى للفاتيكان الا أن هذا الوجود لم يصبح بالشكل المستقل المتعارف عليه اليوم قبل 7 يونيو 1929 حين تم توقيع ثلاث معاهدات بين الحكومة الإيطالية بقيادة « موسولينى « وممثل البابا « بيوس الحادى عشر « عرفت بإسم إتفاقية لاتران نظمت العلاقة بين الفاتيكان والدولة الإيطالية ونصت على أن الفاتيكان جزء مستقل عن الدولة الإيطالية يتم إدارته من قبل البابا على أن تدير الفاتيكان كافة الكنائس والأديرة فى روما ، وقد أدرجت الفاتيكان على لائحة اليونسكو كإحدى مواقع التراث العالمى وهى الدولة الوحيدة المدرجة بكاملها على اللائحة لما تضمة من كنوز ومتاحف وكنيسة القديس بطرس التى تضم روائع من فنون عصر النهضة وكنيسة سيستينا أكبر كنيسة بالقصر الباباوى الذى يعتبر المقر الرسمى للبابا ويعتبر سقف هذه الكنيسة من أروع ما أنجزه الفنان مايكل أنجلو وقد قام بها وهو مستلقى على ظهره 4 أعوام من 1508 وحتى 1512 والتى يحكى فيها قصة خلق أدم وحكايات بعض الأنبياء منتهياً بقصة نوح بالإضافة لأيقونة الحساب الأخير التى تعتبر أشهر أيقونات العالم وتزين المذبح الرئيسى للكنيسة .. وقبل أن نغادر الفاتيكان بقى أن تعرف عزيزى القارئ أن من يحمى البابا هى فرقة من الحرس السويسرى يبلغ عددها 100 رجل وهو تقليد بدأ منذ منذ أكثر من خمسة قرون وقد صمم لهم ملابسهم الفنان مايكل انجلو .

حواديت إيطالية تاريخية وعصرية

وفى روما لن تستطيع أن تغلق عينيك وتذهب للنوم بكل بساطة فالدقيقة لها ثمن ، ففى كل شارع وحارة حكاية عن المبانى الأنيقة التى تبدو وكأنها خارجة لتوها من تحت يد البنائين الإيطاليون الذين زينوها بالتماثيل الرائعة التى تحمل الجدران على أكتافها ، وفى كل مكان نافورة حتى قيل أن روما هى بلد النافورات فالإيطاليين يعشقون المياه وعلى كل جدار صنابير لمياه الشرب المثلجة للبشر والحيوانات الأليفة على حد سواء ، ومن أشهر النافورات « دى تريفى » أو نافورة الأحلام حيث يمكنك أن تلقى عملة معدنية وتتمنى أمنية ونافورة « برنينى » للأنهار الأربعة فى ميدان « نافونا » ومن بينها نهر النيل ونافورة القارب القديم فى ميدان أسبانيا الذى يؤمه الشباب من كل أنحاء العالم للجلوس على السلالم وسماع الموسيقى وغيرها الكثير ، وفى روما توجد أكثر من 900 كنيسة أشهرها على الإطلاق « سانتا ماريا مادجورى « وكنيسة سان بياترو التى تضم تمثال « موسى » الذى نحته أنجلو عام 1515 وما أن انتهى منه حتى لكزه بقدمه قائلاً « هيا تحرك وانطق » .. أما أشهر مبانى المدينة وأكثرهم جذباً للسياح « البانثيون » وهو معبد كل الألهة وهو يُعد أفضل مبنى رومانى أثرى محفوظ فى العالم كله وقد أستخدم ككنيسة ويطلق عليه مبنى العظماء ويضم رفات العديد من الأباطرة وفنانى عصر النهضة ويكثر حوله السواح الذين يغنون ويرقصون ويشاهدون العاب الحواه والسحر وفى المساء يمكنك أن تجد عازفى الكمان والموسيقيين فى كامل ملابسهم الرسمية الأنيقة يعزفون وسط الميدان المواجه للمبنى العتيق الذىشيد عام 27 ق.م ثم أعاد بنائه الإمبراطور « هادريان « فى القرن الثانى الميلادى .
أما عن البشر فحدث ولا حرج فالسعادة والشقاوة والمرح والتقاليع الغريبة والموضة كلها فى روما .. ففى شارع كوندوتى توجد أحدث وأغلى بيوت الموضة العالمية وأشهر دكاكين التفصيل والترزية الذين لهم زبائنهم من مشاهير العالم والإيطالى سواء أكان رجلا أو امرأة مغرما بالموضة ففى الصباح هو بسيط ورياضى أما فى المساء ومنتصف النهار فهو يحافظ على هندامه وأناقته وفى غالبية النهار يهيم عشقاً فى حبيبته ولا مانع لديه من الرقص معها فى الميادين حتى بدون موسيقى وهو مشهد ليس بغريب أن تجد من يعلم حبيبته الرقص على قارعة الطريق أو على أرضية الشارع البازلتية كما ليس من المستغرب أن يذهب الشاب مع عروسه لالتقاط الصور أمام المسرح الرومانى أو أطلال المدينة الرومانية القديمة المنتشرة فى كل الشوارع وبين المبانى تماماً كما يفعل المصريون .
وفى النهاية وقبل أن تغادر روما أنصحك أن تتناول البيتزا الإيطالية الرقيقة بمحار البحروالإسباجتى بالتوابل الإيطالية فى أحد المطاعم الإيطالية المنتشرة فى الأزقة والحارات حول الميادين الرئيسية والكنائس ثم لا تنس بعدها أن تلتهم الأيس كريم الأيطالى ( الجيلاتو) بنكهاته المتعدده التى تصل الى عشرات النكهات والذى يعتبر إختراعا إيطاليا صرف .. وقبل أن تغادر المدينة إستسلم ليد رسام إيطالى ليرسم لك لوحة كأحد الفرسان الإيطاليين الذين ينتشرون فى الميادين ليلتقطوا صوراً مع السياح وكله بثمنه ( 5 يورو ) أو حتى كأحد فنانى عصر النهضة بشعره الطويل وبوهيميته الملحوظة ...وإبتسم وإستمتع وأرقص فهكذا يفعل الرومان .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.