جددت الحكومة الليبية المؤقتة مطالبتها التشكيلات المسلحة بوقف إطلاق النار والخروج من المدن الليبية كافة، حفاظًا على أمن السكان وممتلكاتهم، ولتمكين مؤسسات الجيش والشرطة من أداء واجباتها. وأعربت الحكومة، فى بيان أمس، عن تنديدها واستنكارها القصف المستمر على المناطق السكنية غرب مدينة طرابلس من قبل مجموعات مسلحة والتى أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين وتدمير منازل وممتلكات المواطنين وترويع المدنيين وتهجير ونزوح كثير من العائلات فى مدينتى بنغازى ودرنة. يأتى هذا بينما أعلنت عدد من القبائل الليبية جنوب غرب البلاد، عدم اعترافها بحكومة عمر الحاسى المنبثقة عن المؤتمر الوطنى العام المنتهية ولايته، مؤكدة عدم اعترافها إلا بمجلس النواب كممثل شرعى للبلاد. وفى بيان مقتضب لها أمس، تبرأت قبيلة البراغثة من أى شخص ينضم لتشكيلة الحكومة المنبثقة عن المؤتمر المنتهية ولايته، مؤكدة أنها تعترف بمجلس النواب المجتمع فى طبرق، باعتباره الممثل الشرعى الوحيد الذى اختاره الشعب الليبى عبر صناديق الاقتراع والمتمثل فى مجلس النواب والحكومة المنبثقة منه. ومن جانبهم، رفض أعيان التبو والطوارق العرض الذى قدمه لهم رئيس مجلس شورى مدينة مصراته والذى ينص على تقاسم إيرادات النفط مقابل منح مقاعد وزارية بحكومة الثوار التى يحاول ثوار مصراته تشكيلها بعد سيطرتهم على العاصمة طرابلس. وفى الوقت نفسه، بحث السفير محمد بدر الدين زايد مساعد وزير الخارجية لشئون دول الجوار أمس مع دينيس جوير المبعوث الخاص الفرنسى إلى ليبيا مستجدات الوضع الليبى والأطر المقترحة للتحرك نحو استعادةالهدوء والأمن داخل ليبيا. وكشفت المحادثات عن ضرورة إنشاء آلية فاعلة لمكافحة الإرهاب وإنتشار السلاح، كما تحدث الجانبان عن مبادرة دول جوار ليبيا التى تبناها الاجتماع الوزارى الذى عقد فى القاهرة فى الخامس والعشرين من الشهر الماضي. من جانبه، استنكر عمر حميدان المتحدث باسم المؤتمر الوطنى الليبى المنتهية ولايته، تصريحات وزير الدفاع الفرنسى إيف لودريان والتى دعا فيها إلى نشر قوات فرنسية عل ى الحدود الليبية، معربا عن استياء الشعب الليبى من تلك التصريحات. وقال حميدان فى تصريحات صحفية أمس إن موقف المؤتمر واضح من التدخل الأجنبى عسكريا فى ليبيا، وهو موقف رافض استجابة لمطالب الثوار على الأرض. ومن ناحية أخري، التقى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة فى ليبيا برناردينو ليون برئيس الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الدكتور على الترهوني. وعبر ليون، فى كلمة له بمقر الهيئة فى مدينة البيضاء أمس الأول، عن تقديره لعمل الهيئة فى صياغة دستور ليبيا، مشددا على الدعم التقنى المستمر الذى تقدمه الأممالمتحدةلطرابلس. وعلى صعيد آخر، أطلق سراح عضو النيابة العامة الليبى سامى غرس الله وأشقائه الثلاثة من قبل مختطفيهم أمس، وذلك بعد أن قامت مجموعة مسلحة بإختطافهم أمس الأول، حين اقتحمت منزل العائلة بمنطقة الماية وقادتهم لجهة غير معلومة. ومن ناحية أخري، انطلقت فى ليبيا أمس جلسات حوار بين أعيان من مصراتة وجارتها بنى وليد، إثر خصومة نشأت منذ سقوط نظام الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى عام 2011، وتطورت إلى عنف بين الجانبين. وفى مدريد، ناقش وزير الخارجية والتعاون الدولى الليبى محمد عبد العزيز مع نظيره الإسبانى فى العاصمة الإسبانية تطورات الأزمة السياسية فى ليبيا، وسبل إيجاد حل توافقى يحفظ وحدة ليبيا واستقرارها. واستعرض الجانبان التحديات الأمنية فى البلاد وبحث الإعداد للمؤتمر الوزارى حول الاستقرار والتنمية فى ليبيا، والذى سيعقد فى مدريد فى الشهر الجاري.