مفارقة غريبة حدثت في المسرح القومى هذا الأسبوع، فبعد زيارة د. جابر عصفور وزير الثقافة للمسرح القومى بيوم واحد، وبعد أن أكد بما لا يدع مجالا للشك أو "الهزار" على حد تعبيره، أن افتتاح المسرح القومى سيكون في احتفالات اكتوبر القادم.. أى بعد أيام قليلة.. في اليوم التالى مباشرة سقطت النجفة العملاقة التى يتم تعليقها في قبة المسرح – بحسب ما نشره الزميل محمد حافظ في البوابة نيوز على لسان مصدر بالبيت الفنى للمسرح- وهى نجفة تزن طنا إلا ربع، وأدى سقوطها لإصابة أربعة عمال من طاقم الشركة المنفذة للترميم.. لماذا سقطت النجفة؟ لأن القبة لم تحتمل هذا الوزن الثقيل جدا.. ولماذا لم تتحمل القبة؟ لأن وزارة الثقافة رفضت هدمها وإعادة بنائها باعتبارها أثرا.. النتيجة: مخاوف وعلامات استفهام حول ما يمكن أن يحدث إذا تم افتتاح المسرح مع الاحتفاظ بهذه القبة غير الأمنة.. ما سيفعل الوزير إزاء هذا الموقف؟ وهل نحتمل كارثة مسرحية جديدة ونحن نعيش ذكريات حريق مسرح بنى سويف الأليم هذه الأيام؟ لقد صرخ مصمم الديكور حازم شبل مرارا وتكرارا من تجاهل اللجوء إلى المختصين في مجال الديكور والإضاءة خلال عمليات الترميم وتقدم بشكاوى عديدة فيما يخص الفساد الفنى، ولكن الجميع يبحث عن الفساد المالى، فالكل يبحث عن ترتيب الأوراق خوفا من شبح السجن فتحول المسرح القومى إلى "بعبع" يخيف أى مسئول ولم يكلف أحد نفسه عناء الاستماع لشبل والكل يحيله إلى اللجان القانونية المختصة. لن يفرح أحد إذا افتتح المسرح القومى ووقعت كارثة جديدة ولن يفرح أحد بجملة "على أحدث النظم العالمية" وأتصور أن الأيام القادمة ستكشف عن كثير من القرارات التى أسيء اتخاذها في الإنفاق على شراء أجهزة وميكانزم المسرح تحديدا، وهو البند الذى أُنفق عليه وحده حتى الآن خمسة مليون وتسعمائة واحد وثمانون ألف ومئتان وأحد عشر جنيه مصري، فمن المستفيد مثلا من استخدام الأجهزة الأوتوماتيكية في رفع الديكورات خلال العروض رغم ان أكبر مسارح العالم تستخدم الطرق اليدوية عبر الأحبال باعتبارها الأقل إنفاقا والأكثر سهولة والأسرع.. هذا مثال بسيط والبقية تأتى. لمزيد من مقالات باسم صادق