بين الحين والآخر، تتجدد مخاوف المصريين من الموجات الزلزالية التى تضرب البلاد، وآخرها بعض الموجات التى شعر بها سكان القاهرة وعدة محافظات أخيرا، التى تعيد إلى الأذهان التأثيرات المدمرة التى شهدتها مصر فى أعقاب زلزال عام 1992 ، وتسبب فى وفاة 545 شخصا وإصابة 6512 آخرين ، فضلاً عن تدمير 350 مبنى بالكامل وإلحاق أضرار بالغة ل 9000 مبنى آخر، و 216 مسجدا و350 مدرسة . وبشكل عام، - كما يقول الدكتور رشاد القبيصى خبير الزلازل العالمي- فإن الزلازل التى شهدتها مصر أخيرا ، تأتينا من جنوب اليونان، ومع أنها تسبب إزعاجاً للمواطنين فى مصر، إلا أنه لا ينتج عنها أى آثار تدميرية، مشيراً إلى أن الشعور بالموجات الزلزلية المقبلة من الشمال ينخفض كلما اتجهنا جنوبا فى شمال الصعيد. والحال كذلك، فإن الموجات الزلزالية التى يشعر بها سكان القاهرة والجيزة بين الحين والآخر، مقبلة من وادى حجول جنوب غرب السويس، وهذه النوعية لا تزيد قوتها على 5 بمقياس ريختر، ويصل عددها إلى 5 زلازل سنوياً، وهى متكررة ولا تزيد على هذا العدد، ومع ذلك فإنها لا تسبب أى آثار تدميرية على الإطلاق، مؤكداً أن حدوث زلازل فى وادى حجول يرجع إلى أن هذه المنطقة بها فوالق ، وتشهد تجمعاً للطاقة ، وينهار هذا التجمع فى صورة زلازل صغيرة، وتحدث بالقرب من سطح الأرض، حيث لا يتجاوز عمقها ما بين 10 أمتار إلى 15 متراً، لكنها لم تسبب أى تأثيرات مدمرة . وبشكل عام، تعد منطقة »وادى حجول« بمحافظة السويس، أحد أنشط المناطق الزلزالية فى مصر، لمرورها بجوار الأخدود الأفريقى العظيم الذى يمر من وسط القارة الأفريقية مرورًا بالبحر الأحمر ،وخليج العقبة، مما يجعلها منطقة نشطة زلزاليًا بشكل أقل من المتوسط، كما تعد منطقة »وادى حجول« من المناطق التى تقع بين أهم وأخطر حزامين للزلازل فى العالم، وهو حزام الأخدود الأفريقى العظيم، وحزام جزيرة كريت، وجنوب القارة الأوروبية، كما أن أى حركات أرضية »تكتونية« ضخمة فى هذين الحزامين، تؤثر بشكل ارتدادى على منطقة قناة السويسوالقاهرة. الملف الأسود ولمن لا يعرف، - والكلام مازال ل د. رشاد القبيصي- فإن أكبر زلزال شهدته مصر حدث فى 31 مارس من عام 1969 فى البحر الأحمر، بالقرب من جزيرة شدوان بالغردقة ، وكان زلزالا مدمراً، حيث ظهرت على أثره عدة جزر فى البحر الأحمروالسويس، ولا يوجد أى مبرر علمى لحدوث زلازل كبيرة فى هذه المنطقة، ثم زلزال »العقبة« سنة 1885 وكان بقوة 7,4 بمقياس ريختر، ثم زلزال شمال غرب الاسكندرية سنة 1855 بقوة 5.4 بمقياس ريختر، وزلزال جنوبأسوان سنة 1861، وزلزال جنوبالقاهرة سنة 1992، مؤكداً فى الوقت نفسه أن الأرض تميل للاستقرار، وهذا الاستقرار ينتج عنه زلازل. نعود إلى الوراء عندما وقع زلزال 12 أكتوبر من عام 1992 بقوة بلغت نحو 5.8 درجة على مقياس ريختر فى الساعة الثالثة و 9 دقائق عصراً تقريبا وكان مركزه السطحى بالقرب من منطقة دهشور على بعد 35 كيلومترا إلى الجنوب الغربى من القاهرة، واستمر لمدة نصف دقيقة تقريباً مما أصاب معظم بيوت شمال مصر - القديمة منها- بتصدعات بينما انهار بعضها وكانت آثاره مدمرة، حيث تسبب فى وفاة 545 شخصا وإصابة 6512 آخر، فضلاً عن تدمير 350 مبنى بالكامل وإلحاق أضرار بالغة ل 9000 مبنى آخر، وتأثر نحو 216 مسجدا و350 مدرسة بأضرار بالغة وشهدت مصر عدة توابع لهذا الزلزال استمرت على مدار الأربعة أيام التالية للزلزال. مصر آمنة وبحسب النشاط الزلزالي، تصنف مصر كما يقول الدكتور أحمد بدوى أستاذ الزلازل بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية- من النوع المتوسط، فمصرتشهد بين الحين والآخر، زلازل صغيرة ومتوسطة لاتدعو للقلق، حيث تقوم صخور القشرة الأرضية بإخراج ما تختزنه من طاقات فى صورة زلازل صغيرة ومتوسطة، ومن ثم فإن الفرص لتراكم كميات كبيرة من الطاقات تساعد على حدوث زلازل كبيرة فى مصر غير قائمة، وهى فرص ضعيفة وتكاد تكون منعدمة، وهذا هو السبب فى تصنيف مصر على أنها من النوع المتوسط فى النشاط الزلزالي. التنبؤ مستحيل وعن تفسيره لبعض الموجات الزلزالية التى شهدتها القاهرة وبعض المحافظات أخيرا، يؤكد د. أحمد بدوى أنه فى العادة نشعر ببعض الزلازل التى تشهدها منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، دون وقوع خسائر على الإطلاق، والأمر لا يعدو كونه مجرد شعور بالهزات الأرضية، مشيرا إلى أن هناك ازديادا فى النشاط الزلزالى فى منطقة شمال البحر المتوسط، ومن الناحية العلمية فإذا تجاوزت قوة الزلزال 6.75 درجة بمقياس ريختر، فإنه يؤدى لموجات تسونامى خلال 40 دقيقة من وقوعه، ومن المستحيل التنبؤ بالزلازل إلا وقت حدوثها.