فى بوادر مواجهة عسكرية بين موسكو والغرب، أعلنت روسيا أمس أنها ستعدل استراتيجيتها العسكرية مع ظهور تهديدات جديدة ولا سيما تعزيز وجود حلف شمال الاطلنطى «الناتو» على حدودها، فيما أطلقت عليه «خطة رد سريع» أو «خطة رأس الحربة». يأتى ذلك فى الوقت الذى حذر فيه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين القادة الأوروبيين من أن قواته قادرة على السيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف خلال أسبوعين فقط، فى حالة فرض المزيد من العقوبات على موسكو. جاء ذلك فى مقال نشرته صحيفة «لا ريبابليكو» الإيطالية ونقلته عنها صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية أمس. ويأتى هذا التصعيد من الجانبين فى أعقاب الضجة التى أثارتها أوكرانيا من خلال تصريحات حذرت فيها من «حرب كبرى» لم تشهد أوروبا مثلها منذ الحرب العالمية الثانية والتى قد تسفر عن مقتل عشرات الآلاف. كما اتهمت روسيا بتهديد كييف من خلال قنوات غير رسمية باستخدام قوتها النووية الاستراتيجية فى حال استمرارها فى المقاومة.وقد طلبت الحكومة الأوكرانية من الناتو الحصول على مساعدات عسكرية لمواجهة الانفصاليين الموالين لروسيا شرق البلاد. وعلى الصعيد الروسي، قال ميخائيل بوبوف نائب رئيس مجلس الأمن الروسى إن العقيدة العسكرية الحالية التى تعود إلى عام 2010 ستعدل بحلول نهاية العام لتأخذ فى الاعتبار ثورات الربيع العربى والنزاع فى سوريا والوضع فى أوكرانيا متهما حلف الناتو بانتهاج سياسة تقضى بضرب العلاقات مع موسكو فى إشارة إلى «خطة الرد السريع» التى يتوقع أن يقرها الحلف خلال قمته فى ويلز غداً الخميس وبعد غد الجمعة. وتابع قائلاً إنه: لا شك لدى بأن اقتراب البنية التحتية العسكرية لدول حلف الأطلنطى من حدود بلادنا، بما فى ذلك عبر توسيع الكتلة، سيدرج بين التهديدات العسكرية الخارجية التى تواجهها روسيا. وأضاف بوبوف أن كل الوقائع تشهد على رغبة السلطات الأمريكية والحلف فى مواصلة سياسة زيادة التوتر مع روسيا. وفى الإطار نفسه، انتقد الكرملين أمس الصحافة الإيطالية بسبب تصريحات نشرتها على لسان الرئيس الروسى قال فيها إن روسيا قادرة على السيطرة على كييف خلال أسبوعين ، مشيراً إلى أن هذه التصريحات خرجت عن سياقها وأصبح لها معنى مختلف تماما. ومن جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون أمس أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة الأوكرانية، وذلك فى معرض تحذيره للغرب من مخاطر تصعيد مسلح للنزاع فى الوقت الذى يستعد فيه الناتو لتعزيز وجوده فى شرق أوروبا.