الإعلان فن تشويقى يقوم على الامتاع والإثارة، يترجم المعلومة بفكرة مختصرة فى كيانات مجسدة تحوى بعداً جماليا لجذب انتباه المشاهد، ويعتبر سلاح ذو حدين فى تأثيره على الذوق العام لدى فئات المجتمع المختلفة، خاصة بين الشباب والأطفال. فاما أن يرتقى بالذائقة الجمالية لديهم وأما أن يدحض بها. ومجال الدعاية والإعلان بات يلعب دوراً بارزاً فى تفعيل الحراك الاقتصادى والثقافي ويمثل النسيج الحيوي والعامل الاساسى لترويج مختلف السلع والخدمات، تتنافس فيه الوكالات الإعلانية فى طرح الأفكار المميزة والتناول التقني الحديث ومواكبة المستجدات التكنولوجية، وتلعب حاليا "شبكة التواصل الاجتماعى" دوراً كبيرا ومؤثراً فى عملية انتشاره، رغم ذلك لايزال هناك بعض الإعلانات المطروحة على الساحة لا تقابل باستحسان من قبل مشاهديها سواء من حيث الفكرة أو المحتوى أو التناول الفنى، مقابل اعلانات أخرى حققت نجاحا وتميزا. فى البداية يقول الدكتور صفوت العالم الأستاذ بكلية إعلام القاهرة: أن الشكل العام للإعلان حاليا يفتقد للأبعاد الجمالية التى تنمى الذوق وترفع مستوى الوعى من حيث العناصر الفنية والاستخدام للكلمات الفجة، مما يؤثر بشكل كبير على اللغة لدى الجمهور وخاصا الأطفال، حيث يربط بين الكلمات والأحداث المستخدمة بالسياق الاعلانى فى أحداث حياته، وتتعاظم الخطورة فى إعلانات الأفلام السينمائية التى تختصر أحداث الفيلم فى كلمات فاضحة، ومشاهد جنسية وأحداث عنف. ويصعب التفرقة فيما بينها، لتضيع الرؤية الجمالية والتشكيلية. وفى أغلب الأحيان قد تجد صورة المرأة تعتمد على الإثارة بغض النظر عن فكرة الإعلان وهدفه، فى النهاية فنحن فى حاجة إلى حماية المستهلك من الإعلانات التى تضلل المشاهد فكريا وتهبط بالحس الجمالى لديه. يشير الدكتور أحمد سنبل مدرس مساعد بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية إلى أن صناعة الإعلان التليفزيونى فى مصر تشهد تطوراً ملحوظاً من حيث حجم الصناعة وجودتها ومواكبتها للمستجدات التقنية فى ظل التنافس بين شركات الانتاج على تقديم مادة اعلانية مميزة. وله أثر كبير فى الارتقاء بالذوق العام لانه فى النهاية يشكل جزءا من الثقافة البصرية المتراكمة للفرد، لكن للأسف مع وجود المئات من القنوات الفضائية التى تتيح العديد منها مساحات عرض إعلانى دون ضوابط، نرى مواد إعلانية تفتقر إلى أبسط قواعد التكوين فى الصورة المتحركة ولا تقدم أى قيمة جمالية . يقول المهندس محمد طلبه مدير إدارة الامتيازات والديكور بوكالة الأهرام للإعلان بالإسكندرية: الإعلان وسيلة غير تقليدية تستفيد من أحداث المجتمع لتخاطب عقول المستهلك، الذى يعد اليوم أكثر وعياً وقدرة على الحكم فى أستقبال الرسالة الإعلانية وتقييمها. أصبح الاعلان اليوم لايتحمل الارتجال فى تصميمه وتحريره وإخراجه، خاصة بعد تأثره بذلك التطور الهائل فى مجال تقنيات تصميم الإعلان، الذى يعتمد على الموهبة الفنية واتباع المنهج العلمى وتفهم مبادئ التأثير النفسى على المشاهد، فضلا عن متابعة مدى تأثير الاعلان الايجابى أو السلبى على المتلقى حيث تمثل تلك الخطوة دراسة محصلة للجهد الاعلانى المبذول. ولكن بالرغم من التطور الذى يشهده مجال إعلانات الطرق والذى يعتبر من العناصر المهمة فى تجميل الطرق والميادين العامة، إلا أنه توجد سلبيات فى بعض الاعلانات، حيث لا يراعى فيها الأسس العلمية وضعف فكرة التصميم وعدم تطابق الوسيلة الإعلانية للمعايير الفنية، مما يكون له تأثير ضار على الفكرة المعلنه والجمهور المتلقى، وفى أحيانا أخرى يصعب توصيل الفكرة وذلك نتيجة لشدة تجاور الاعلانات مع بعضها البعض. ومن خلال استطلاع رأي الشارع، يقول شخص يدعى "محمود" باتت كثير من الإعلانات المطروحة فى الساحة تحوى لقطات تخدش الحياء العام مما يتسبب فى استهجان من يشاهده، وتقول "دينا" لا نستطيع التعميم فى المطلق فكما أن هناك اعلانا سلبيا هناك أيضا اعلان ايجابى يجذب المشاهد ويجعله يهرول على السلعة أو الخدمة المعلن عنها، ويرى "آدم" أن هناك إعلانات تقوم على فكرة استفزاز المشاهد بعملية التكرار والرتابة، وهى قد تنجح فى أغلب الأحيان فى توصيل المضمون والهدف.