فى سابقة تاريخية، انتخب قادة الاتحاد الأوروبى رئيس وزراء بولندا دونالد تاسك ليكون رئيسا للمجلس الأوروبى، في حين كلف القادة الأوروبيون وزيرة خارجية إيطاليا فيدريكا موجيرينى بتولى منصب الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد، ليختتم بذلك تشكيل طاقم الإدارة الجديد للاتحاد فى دورته الحالية. وأكد تاسك 57 عاما فور انتخابه أنه جاء من بلد يؤمن بأهمية أوروبا. ولوح بغصن زيتون لبريطانيا، متعهدا بإصلاح التكتل الموحد بما يلبى مطالب لندن. و أشار إلى إمكانية التوصل لصيغة وسطى للحد من سوء استخدام نظام انتقال العمالة الحر داخل الاتحاد. وقال إنه لا يمكن تخيل الاتحاد بدون بريطانيا. وهو ما لاقى ترحيب رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون. ووعد تاسك، الذى يتحدث الإنجليزية بالكاد ولا ينطق الفرنسية، أنه سيعمل على إجادة اللغة الانجليزية بحيث يكون على استعداد تام بحلول الأول من ديسمبر، موعد تسلمه المنصب. ورفض أن تقف مهارته المحدودة فى اللغات الأجنبية عائقا أمام مهامه كرئيس للاتحاد الأوروبى. ورحبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل باسناد المهمة لتاسك الذى ينتمى للتيار المحافظ مشيرة إلى أن ذلك يأتى بعد 25 عاما من سقوط حائط برلين، و نهاية الحرب الباردة. و اعتبرت أن انتخابه رمزا للوحدة الأوروبية، ليتلاشى الحاجز بين دول منطقة اليورو وسائر أعضاء الاتحاد الذين لا يتبنون العملة الموحدة. ويذكر أن بولندا ليست عضوا فى منطقة اليورو. وقد دفعت ألمانياوبريطانيا من أجل انتخاب رئيس وزراء بولندا لهذا المنصب. ومن جهة أخرى، أعربت موجيرينى 41 عاما عقب انتخابها لخلافة كاثرين آشتون، عن سعادتها بالانضمام للجيل الجديد للاتحاد الأوروبى بما يتمتع به من طاقة جديدة، مشيرة إلى أنها لا تقتصر على مواطنى الاتحاد بل أيضا قادته. وأكدت الوزيرة الإيطالية التى تنتمى للتيار اليسارى أنها تعلم أن التحديات التي تواجه الاتحاد ضخمة، وأضافت أنه في كل أنحاء أوروبا هناك أزمات. ومن المقرر أن تتسلم موجيريني منصبها رسميا فى الأول من نوفمبر المقبل. وعلى الصعيد ذاته، اتفق قادة الاتحاد على عقد قمة طارئة فى 7 أكتوبر المقبل، بناء على طلب من إيطاليا. وتبحث سبل دفع النمو الاقتصادى، وإتاحة فرص عمل.