رحمك الله ياعميدنا العظيم طه حسين يامن دعوت لمجانية التعليم ليكون كالماء والهواء ، فمازلت ملهما بأفكارك العظيمة لنا جميعا . هكذا كنت أفكر دائما حين ادخل لقاعة عرض مسرحي وأجدها خاوية رغم جمال العمل المسرحي وشهرة أو نصف شهرة أبطاله ، وكان يتأكد تفكيري حين أري أفرادا يقفون حائرين على أبواب المسارح يطالعون أسعار تذكرة الدخول ويحسبونها ،عشرون جنيه أو عشرة في عدد خمس أفراد على الاقل مبلغ كبير لأسرة محدودة الدخل . سألت نفسي : طيب وبنفس المبلغ تدخل الاسر والأفراد السينما فلماذا يبخلون على المسرح؟ لماذا يعاني المسرح من قلة رواده قياسا بالسينما ، هل يكره الناس المسرح ويحبون السينما التى تقدم عبر شاشتها عالم من الصور لبطلات جميلات وابطال محبوبين مع ضحك ورقص وغيره مما يسعد ويسلى ؟. من خلال ارتيادي كافة مسارح مصر وجدت حقيقة يرددها البعض حاليا مع المهرجان القومي للمسرح الذي شهد إقبالا جماهيريا كبيرا ، وكأنه اكتشاف أن الناس تذهب للمسرح وتشاهده . الحقيقة أن الناس تذهب للمسرح الذي لاتدفع فيه ثمن التذكرة ، فمن يتابع مسرح الجامعة والمسرح في قصور وبيوت الثقافة المنتشرة في مدن وقرى مصر ، ومن يذهب للمسرح القومي للطفل ومسرح العرائس ،يعرف أن الناس تشاهد المسرح لأسباب كثيرة أهمها أنه مسرح مجاني ، أو انه مسرح مضمون أى الجمهور يعرف صانعى العرض بل وكون من بينهم مثل مسرح الجامعة فالطلاب صانعوه وجمهوره معا .أو انه مسرح مختبر من قبل لرواده مثل مسرح الطفل والعرائس ، الأطفال وأسرهم اعتادوا إيجاد مايمتعهم به . هنا يطرح علينا السؤال نفسه : ما الحل ؟ كيف نضمن وجود الجمهور في كل مسارح مصر ، الحل في تقديري يكمن في اتجاهين : الأول : مجانية المسرح أي دعم الانتاج المسرحي وعرضه بدون تذكرة أو تخفيض التذكرة إلى أقل ثمن ممكن لتستطيع الأسرة والأفراد الذهاب للمسرح مثلما فعلوا أثناء المهرجان وهم مطمئنون ويكفى تكلفة المواصلات والجهد للوصول لدار العرض المسرحي ،فهذا أفضل من تقديم مسرح للمقاعد الخالية والخسارة المادية موجودة في كل الأحوال . الثاني : إعادة النظر في مسرحنا كله من حيث التخطيط والانتاج والعمل ، فمما لايخفى علينا جميعا أن المسرح في مصر يعاني من تشتت وتخبط شديد ، ليس في المسرح الرسمي فقط بل في المسرح الحر . فحتى على مستوى المسميات هذا يطلق عليه المسرح الرسمي أو مسرح الدولة او المسرح العام إلخ .... وذاك يطلق عليه الحر أو المستقل او الشاب الخ ...... دعنا من المسميات فكلا الجانين ضروريان لبعضهما ولكن القضايا الأكثر أهمية إلحاحا هي مايجب العمل عليه ، مثل ماالمسرح المطلوب اليوم في تلك اللحظة التاريخية التي نحياها على المستوى الداخلى والخارجي . هل نظل نشاهد «الملك لير » في المسرح والتليفزيون ماهذا الفراغ الفكرى ؟ هل نشاهد «ماكبث» بأربع عروض طوال المهرجان وكأن النصوص خلصت والأمثلة كثيرة فحتى النص المحلى الذي يقدم في الأقاليم قديم معاد جاف . أعرف ان زملاء وقراء يقولون «وايه المشكلة» ارد وأقول المشكلة أن هذا مسرح لايخص الناس الان لهذا لايذهبون للمسرح ، إذن نحن عدنا للمشكلة الأولى من جديد لماذا لايدفع الناس للمسرح ويدفعون للسينما على رداءة كثير من أفلامها لأنهم يشاهدون أحداث هنا والآن .