خلال الأيام القليلة القادمة وبالتحديد يوم 21 سبتمبر الشهر المقبل تحل الذكرى ال « 31 « لكروان الشرق فايزة أحمد، وبهذه المناسبة فجر الموسيقار الكبير خالد الأمير مفاجأة من العيار الثقيل، حيث أعلن ل « ملحق الجمعة» أنه لحن أغنية وطنية للمطربة الراحلة فايزة أحمد بعنوان « بلادي» منذ 32 عاما، وبالتحديد عام 1982 ، لكن هذه الأغنية لم تخرج للنور حتى الآن، ويحتفظ بها في درج مكتبه، لكنه يفكر جديا هذه الأيام في إهدائها للإعلامية لميس الحديدي لتعرضها من خلال برنامجها « هنا العاصمة» الذى يتابعه بصفة يومية ومن أشد المعجبين به، وبطريقة الحديدي في عرض القضايا والموضوعات التى تناقشها يوميا. وعن ظروف تلحينه لهذه الأغنية التى تعتبر اللقاء الأول بينه وبين كروان الشرق قال ضاحكا: تأخر لقائي بالعظيمة فايزة أحمد كثيرا، حيث كانت تربطني علاقة جيدة بالراحلة، لكنني لم أجرؤ على التلحين لها أثناء زواجها وتعاونها مع الموسيقار الكبير محمد سلطان فقد كونا ثنائيا فنيا رائعا، قدما للمكتبة الغنائية مجموعة كبيرة من الأغنيات الجميلة المحفورة حتى الآن في مشاعر ووجدان الجمهور العربي. ويضيف الأمير وبمناسبة ذكرى تلحين أغنية « بلادي» تحضرني هنا عدة حوادث طريفة يهمني أن أذكرها قبل الرد على سؤالك، ففي نهاية الستينات عزمني الكاتب الصحفي الكبير أحمد رجب على العشاء في منزله، وكانت السهرة تضم الكاتبين الكبيرين مصطفى وعلي أمين، ومحافظ البحيرة في هذا الوقت وجيه أباظه، والكاتب والروائي موسي صبري، والموسيقار محمد عبدالوهاب، وبعد انتهائنا من العشاء طلب مني الحضور إعادة غناء بعض من ألحاني التى قام بغنائها عدد كبير من المطريين الذين تعاونت معهم، فغنيت لهم بعضها، وأنهيت السهرة بمجموعة من الرباعيات التى كتبها لي الكاتب الصحفي شريف المنباوي ضد حكم الزعيم جمال عبدالناصر من هذه الرباعيات واحدة تقول : « الحمار زرجن يا عالم أصله فاهم مش حمار، رغم أنه ماقلش غير حاضر، طيب، آه»، ووجدت الرباعيات استحسانا كبيرا من الموجودين خاصة من الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، ويومها سألني لماذا لم تلحن لفايزة أحمد حتى الآن رغم أنك لحنت لكل المطربين والمطربات الموجودين على الساحة؟! فقلت له: يسعدني جدا التلحين لفايزة أحمد فهي من الأصوات العبقرية الموجودة الآن لكن لا أحب اقحم نفسي على ثنائي ناجح مثل « سلطان وفايزة»، فقال لي عبدالوهاب: «لكن لو لحنت لها سيكون هذا اللقاء مكسبا كبيرا للجميع، وانتهت الجلسة وكل واحد منا راح في طريقه وانشغل بعمله. وفي منتصف السبعينات عزمت مجموعة كبيرة من الفنايين في بيتي منهم أحمد فؤاد حسن قائد الفرقة الماسية، والفنان الكبير أحمد الحفناوي، والمطربان محمد رشدي، وفهد بلان، ودار الحديث بيننا عن حال الفن والفنايين، والأغنيات الجديدة في هذا الوقت، وفي اليوم التالي كان لدي تسجيل لإحدى أغنياتي في استديو 46 في الإذاعة وفوجئت بدخول فايزة أحمد، علي وهي تهاجمني بلهجتها السورية الجميلة قائلة « مو عيب عليك يا أستاذ خالد تترك السهرانيين في بيتك أمس يسبوا ويلعنوا سلطان»، فقلت لها بكل هدوء: «هذا لم يحدث، ولو حدث سيكون في غيابي أثناء إنشغالي بإعداد السفرة للعشاء»، ونظرا لأن الراحلة كانت تملك قلبا طيبا، فقد نسيت هجومها سريعا، وطلبت مني أن نتعاون سويا كما تعاونت من قبل مع غيرها من زملائها أمثال « شادية وسعاد محمد، ومها صبري، ومحمد رشدي، وفهد بلان»، ووعدتها إذا وجدت الكلام المناسب سألحنه لها على الفور، ووعدتني هى الأخرى إذا وجدت كلاما سترسله لي على الفور، ومرت الأيام والشهور والسنون حتى تم الطلاق بينها وبين صديقي الموسيقار محمد سلطان، وأثناء ذلك وبالتحديد عام 1982 فوجئت باتصال هاتفي من المطربة الراحلة تذكرني بوعدها بإرسال كلمات الأغنية التى ستكون باكورة تعاوننا وبالفعل أرسلت قصيدة وطنية جميلة بعنوان « بلادي» يقول مطلعها: « فؤادي فداكي، وسأحمى حماكي، وابني علاكي، بلادي بلادي» وبالفعل لحنت الأغنية وغنتها الراحلة، وكان من المقرر أن نقوم بتصويرها تليفزيونيا، لكن مرضها ورحيلها وانشغالي بألحان أخرى وأعمال فنية كثيرة جعلني أنسي الأغنية في أدراج مكتبي، حتى تذكرتها أخيرا أثناء حديثي معك عن سر عدم تلحيني لفايزة أحمد؟ رغم تلحيني لكل مطربى مصر .