يعد فيلم «جوازة ميرى» من ضمن الافلام التى دخلت سباق افلام عيد الفطر،وهو ذو الطابع الكوميدى،مقتبس من الفيلم الامريكى «هذا معناه حربا»، وهو نفس طاقم العمل لفيلم الأنسة مامى : البطولة ياسمين عبد العزيز وحسن الرداد وإخراج وائل إحسان وسيناريو خالد جلال والجديد فى الفيلم هو اشتراك الممثل الشاب كريم محمود عبد العزيز، اما ضيوف الشرف فهم صلاح عبد الله والمطربة الشعبية بوسى والمطرب خالد سليم. تدور احداث الفيلم حول شابة وهى ياسمين عبد العزيز التى تفاجأ فى بداية الفيلم بخطبة حبيبها خالد سليم الى صديقتها فيجن جنونها وتقرر ان تتزوج قبل موعد زفافه بيومٍ واحد،ٍ اعتقادا منها انها ستنتقم منه بهذه الطريقة ورغم علمه بالموضوع لا يعيرها انتباها .. وعن طريق الصدفة تعرفت على شابين فى نفس الوقت فاستغلت ذلك لتفاضل بينهما وهما صديقان ويعملان ضابطى شرطة كذلك يشتركان فى نفس المهمة وهى البحث عن ارهابيين ولكنهما لا يعرفان اللعبة التى تلعبها هذه الفتاة ولكن مجرد ان اتضحت لهما الحقيقة اتفقا أنهما سيتركان للفتاة حرية اختيار عريسها ولكن هذا الاتفاق أشعل الموقف وأخذ الاثنان يتسابقان للفوز بقلبها ومن هنا بدأت المواقف الكوميدية عن طريق المقالب بينهما.... إخفاق حاول المخرج وائل احسان تقديم فيلم يرضى الجمهور وشركة الانتاج، فاخفق فى هذه المعادلة ..الفيلم جمع بين الطابع الكوميدى والحركة والغناء والرقص..فحشر أغانى للمطربة بوسى ليس له اى لزوم الاان اهميتها بالنسبة للمخرج فقط لجذب الجمهور وترويج هذه الاغانى وتسجيلها لبيعها بعد ذلك ومن ضمنها أغنية مبروك عليَّ التى تصلح للأفراح وهذا ايضا يرجع لتعليمات الانتاج ..من الواضح ان وائل احسان لم يوجه الممثلين والممثلات بل تركهم يرتجلون المواقف والإفيهات الكوميدية ويتمايلون بالرقص دون مناسبة ..اما الحركة (الاكشن) فقد بدأ بها الفيلم وختم بها الأحداث فقط دون التركيز عليها فنقلنا من فكاهة الى حركة ولكنها فى كل الأحوال مفتعلة وغير مقنعة.. كما ان حشر الناحية السياسية فى الفيلم وجعل الأبطال ضباط شرطة يكافحون الارهاب ومن هنا فهمنا سبب تسمية الفيلم بعنوان «جوازة ميرى».. وبهذا نستطيع ان نقول إنه اكتملت منظومة فيلم عشوائى مفتعل . معظم افلام وائل لها هدف فهو مخرج سينمائى ليس بجديد فى مجاله ويبلغ عدد الافلام التى اخرجها نحو 12 فيلما لذا يؤخذ عليه عدم الدقة فى الاختيار. السيناريو جاء ضعيفا للغاية وليس له دور نهائيا فى الفيلم لان الاعتماد فى معظم الاحيان على آلافيهات والمفترض انها مضحكة ..الخبرة السينمائية للسيناريست خالد جلال ليست كبيرة فهى تبلغ نحو خمس افلام رغم ان من بينها أفلاماً ناجحة مثل (تيتو) و(حرامية فى تايلاند).ولكن اغلب مؤلفاته مسلسلات تليفزيونية . هناك شخصيات بالفيلم تكاد تكون ضيوف شرف مثل صلاح عبد الله الذى قام بدور والد ياسمين عبد العزيز بالفيلم وأما المطربة الشعبية بوسى والتى قامت بدور صديقة ضمن الثلاث صديقات للبطلة فأدت واجبها بالفيلم لإضفاء الجو الشعبى من خلال نوعيات الافلام التى تدر ربحا ولكن كان ينقصها هذه المرة البلطجى والرقص . مبالغة وبالنسبة لبطلة الفيلم ياسمين عبدالعزيز لم توفق نهائيا فى اختيار واداء هذا الدور.. فرغم انها تمتلك خفة دم طبيعية، إلا إنه يوجد مبالغة فى طريقة الكلام وتعبيرات الوجه التى تؤدى بها الدور فبدلا من ان يضحك الجمهور على مواقف وافيهات الفيلم، فإنه يضحك على الاداء المفتعل.. ياسمين عبد العزيز لها افلام عديدة احترمت من خلالها عقلية المتفرج منها (حريم كريم) و(زكى شان) و(الثلاثة يشتغلونها).. عليها ان تعود مرة اخرى الى صفوف الفنانات اللاتى اخترن نوعية الافلام الكوميدية، وهى من اصعب الادوار وقد اثبتت ممثلات جديدات الجدارة الفنية مثل ايمى سمير غانم والتى تخطو خطوات سريعة كممثلة كوميدية طبيعية الاداء ..كما ان على ياسمين ان تقوم بتقليل وزنها اكثر حتى لا يصبح الفرق كبيرا بينها وبين الممثل الذى يؤدى أمامها الدور خاصة اذا كان نحيفا جداً مثل كريم محمود عبدالعزيز... وعليها ان تدرس جيدا دورها فى الافلام المقتبسة من الافلام الاجنبية حتى لا تحدث فجوة بين الممثلتين وصدمة للجمهور و خاصة ان هذا الدور النسائى قامت به النجمة العالمية اللامعة رييز ويزرسبون فى فيلم (هذا معناه حرباً) . محاولة تقليد أما بالنسبة للممثل حسن الرداد فلعب دور الضابط الوسيم.. بأداء جيد نظرا لموهبته التمثيلية ولكن بعض المشاهد لم تلائمه مثل محاولة تقليد شخصية صديقه بالفيلم الخفيفة المرحة كريم محمود عبد العزيز وكذلك مشاهد الحركة والعنف التى تقمص فيها ادوار النجم احمد السقا ولكن هذه الاخطاء لم تكن بسببه ولكن الإخراج جاء فيها ضعيفا. البطل الآخر فى الفيلم هو كريم محمود عبد العزيز زميل وصديق الرداد والمنافس على حب الشابة ..رغم ان كريم يمتلك خفة دم وموهبة فنية حقق من خلالها مكانة متميزة بين ابناء جيله واثبت انه وصل اليها ليس فقط لانه ابن النجم محمود عبد العزيز .. عليه ان يستفيد من خبرة أبيه فى التمثيل فالنجم محمود عبد العزيز قام بأدوار كوميدية خفيفة نجح فيها تماما نظرا لخفة دمه وادائه الطبيعى وهو الامر الذى افتقدناه فى الابن كريم فى هذا الفيلم فقد تحول من فنان كوميدى يسعد الجمهور الى مهرج يعتمد على الرقص فى كثير من المواقف بالاضافة للضحكات الهيسترية وتعبيرات الوجه الغريبة..كما ان جسمه النحيل لن يصنع منه نجما، فالشباب كلهم من جيله يهتمون ببناء اجسام رياضية فما بال حال الممثلين .