11 يناير 2002 .. تاريخ لن ينساه العالم مع فتح أبواب معتقل جوانتانامو بكوبا أمام أول دفعة من 20 معتقلاً تم التقاطهم من ميادين المعارك فى أفغانستان، مكبلى الأيدى ومقيدى الأقدام وقد غطيت رءوسهم فى بذلات برتقالية. ومن هنا ذاع صيت «جوانتانامو» كأشهر معسكر اعتقال دولى صار آلة رئيسية من ترسانة الحرب على الإرهاب عقب اعتداءات 11 سبتمبر 2001، وبات وسيلة الإدارة الأمريكية منذ عهد الرئيس السابق جورج بوش لانتزاع المعلومات من المتهمين بالإرهاب ومحاولة التقاط طرف أى خيط لاصطياد تنظيم القاعدة وتتبع قادته الكبار، ومع تدفق المعتقلين من مختلف الجنسيات داخل زنازين المعتقل، تحول المكان - تحت أعين منظمات حقوق الإنسان الدولية إلى كارثة كاملة، وصفعة دائمة موجهة لسمعة قوة عظمى تدعى بأنها منارة للحرية والعدالة وحقوق الإنسان. وضم جوانتانامو نحو 775 سجينا، لم يطلق سراح معظمهم وكان للتقرير المرعب الذى نشرته «واشنطن بوست» حول «المعتقلات السوداء» لوكالة المخابرات الأمريكية خارج الدولة صداه لمعرفة ما يحدث خلف القضبان من انتهاكات وأشكال مختلفة من التعذيب القسرى والجسدى والنفسى بصورة تتنافى مع حقوق الإنسان والمعايير الدولية، وما عاشه المعتقلون فى قضايا الإرهاب داخل جوانتانامو طيلة أكثر من 10 أعوام يجسد بوضوح سافر سقوط قناع الديمقراطية الأمريكية، وذلك مع شهادة أحد المعتقلين الكويتيين بأنه يتمنى الموت حتى ينجو من جحيم جوانتانامو. وتجسدت أبرز صور التعذيب بإضراب عشرات السجناء عن الطعام مما دفع الاتحاد الأمريكى القانونى ومركز ضحايا التعذيب وهيومان رايتس ووتش و17 مجموعة مدنية أخرى إلى مخاطبة وزير الدفاع الأمريكى تشاك هيجل احتجاجا على التغذية القسرية للمعتقلين بوصفها أعمالا «وحشية ولا إنسانية ومهينة»، ودعت تلك الجهات إلى وقفها الفورى والدائم. وبينما أقر الرئيس الأمريكى الديمقراطى باراك أوباما بأن الوقت قد حان لإغلاق «جوانتانامو» والتطهر من سجله الدنس، دافع زعيم الجمهوريين بلجنة المخابرات فى مجلس الشيوخ الأمريكى السيناتور ساكسبى تشامبليس عن سياسة المعتقل لنجاح سبل الاستجواب بداخله.