تواصلت المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى برعاية مصر ، حيث وصل إلى القاهرة أمس وفد إسرائيلى، التقى كبار المسئولين الأمنيين المصريين. وقالت مصادر مطلعة إن الوفد يضم ثلاثة من كبار المسئولين الإسرائيليين برئاسة يورام كوهين رئيس المخابرات الإسرائيلية. وكان الوفد الاسرائيلى قد غادر القاهرة الاثنين الماضى، بعد زيارة امتدت لعدة ساعات، للتشاور مع قادته حول بعض النقاط التى أثيرت خلال جولة المباحثات. يأتى ذلك في وقت، أجرى سامح شكرى وزير الخارجية اتصالين هاتفيين بنظيريه الأمريكى جون كيرى والفرنسى لوران فابيوس. في إطار الجهود المستمرة والمتواصلة التى تقوم بها مصر لوقف نزيف الدم الفلسطيني وقتل الأبرياء من المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية أن الاتصالين تناولا آخر المستجدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة والاتصالات المكثفة والجهود المتواصلة التي تقوم بها مصر لتثبيت التهدئة، بما يحقن دماء الشعب الفلسطيني ويحول دون استئناف الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية ويسهم في رفع الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع. وأطلع الوزير شكري نظيريه الأمريكي والفرنسي على آخر المستجدات فيما يتعلق بمسار المفاوضات غير المباشرة الجارية حاليا في القاهرة بهدف تثبيت التهدئة المؤقتة ورفع الحصار الإسرائيلي الجائرعلى قطاع غزة، والعمل على إعادة إعماره. ومن ناحية أخرى، أعلن السفير عادل طارق مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية أن مصر تواصل جهودها لتقريب وجهات النظر ولرعاية المفاوضات غير المباشرة وصولاً إلى تلبية احتياجات الشعب الفلسطينى ولتوفير الحماية له من مخاطر استئناف الأعمال العسكرية. وفى جدة، أكد السفير محمد بدر الدين زايد مساعد وزير الخارجية لشئون دول الجوار فى كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي بجدة أمس أن قطاع غزة يتعرض لأبشع أنواع العدوان الإسرائيلى، ويواجه مجازر يومية فى ظل عجز دولى عن التدخل لوضع حد لهذه المأساة. وقال، إن مصر قامت بدورها الوطني والإقليمى والإسلامى لحماية الشعب الفلسطينى وحقن دماء أبنائه ووقف العدوان الجائر عليه ومساعدته في استعادة حقوقه المسلوبة عبر مبادرتها لوقف العدوان بعد أيام قليلة من اندلاع الأزمة . ومن جانبه أكد الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية ضرورة التصدي للعدوان الاسرائيلى. وبحث الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى، إياد أمين مدني، قبيل الاجتماع مع رئيس الوزراء الفلسطينى آخر تطورات العدوان الإسرائيلي. وفى الوقت نفسه، قال مسئول إسرائيلى أمس إن المفاوضات لم تحرز أي تقدم حتى الآن. وقال المسئول الذى رفض الكشف عن اسمه إن الخلافات لا تزال عميقة جدا. فيما أكد وزير المالية الإسرائيلي يائير لابيد إن هناك خطة سياسية جديدة تهدف إلى جعل قطاع غزة منطقة منزوعة السلاح ونقل الحكم فيه الى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ابومازن. يأتى هذا في وقت أكد فيه مصدر عسكري رفيع بجيش الاحتلال الإسرائيلي أن القوات البرية الإسرائيلية لا تزال في حالة التأهب تمهيدا لاجتياح قطاع غزة مجددا في حال انهيار وقف إطلاق النار الحالى. كما أكد مصدر عسكرى اسرائيلى إن تل أبيب تعد لإقامة شبكة من أجهزة الاستشعار فى مسعى لرصد عملية بناء الأنفاق، التى تصل لأراضيها من قطاع غزة. وعلى الصعيد الفلسطينى، قال خالد البطش القيادى فى حركة الجهاد الإسلامى عضو الوفد الفلسطينى فى مباحثات التهدئة التى تجري بالقاهرة أننا لن نقبل بأى دور بديل عن الدور المصري فى الوساطة مع الجانب الإسرائيلى لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة .