حسنا فعل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عندما قرر تشكيل لجنة عليا دائمة للمصالحات برئاسة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر تعمل على إنهاء الخصومات الثأرية على مستوى الجمهورية بالتعاون مع لجان شعبية فى كل المحافظات. وأعتقد أن هذا القرار ينم عن رؤية ثاقبة لفضيلة الإمام الأكبر الذى يدرك أكثر من غيره كواحد من رموز الصعيد خطورة هذه المشكلة وماتسببه من جرائم بشعة وعداوات بين العائلات لاتنهتى بل ان هناك جرائم ثأر تتخطى أعمار البشر وتستمر بين الأبناء وصولا للآباء والأجداد وهذا موجود بالفعل ومعروف للجميع خاصة فى قرى ومدن محافظات الصعيد التى تطورت فى الكثير من المجالات ماعدا قضايا الثأر والخصومات التى مازالت متكرسة فى العقول والنفوس وكأنها من سنن الحياة ويتعايش معها الناس كأمر واقع ، لجنة الأزهر يجب مساندتها ودعمها شعبيا وإعلاميا وفكريا كما أن هناك دورا مهما للرموز الوطنية وكبار العائلات والقبائل واللجان الشعبية وأجهزة الدولة فى القضاء على هذه المشكلة قبل وقوعها من خلال التدخل الفورى والسريع فى حل أى مشكلة ونزع فتيلها قبل تفاقمها ووقوع الكارثة كما يحدث فى الكثير من مشاكل الصعيد حيث تبدأ هادئة وبسيطة ثم تشتعل لعدم وجود من يمتلكون الشجاعة والهمة لإجراء مصالحة سريعة بين الأطراف المتنازعة ولايمكن ونحن فى القرن الحادى والعشرين أن تستمر هذه الظاهرة بل وتزداد يوما بعد يوم ولن تنفع معها الحجج الواهية التى طالما رددناها بأن سبب هذه الجرائم الفقر والجهل والتخلف وقلة التعليم والثقافة لان هناك عائلات فى الصعيد مكتظة بأرفع الوظائف والمناصب ومع ذلك بها الكثير من المشاكل والعداوات بل وجرائم القتل 0نعم هناك صعوبات ستواجهها اللجنة لامحالة ولكن بالتأكيد ستنجح فى تحقيق أهدافها وهذا مانتمناة جميعا من أجل عودة الاستقرار. لمزيد من مقالات موسى حسين