لأن مكتب بريد مركز شبراخيت يستقبل يوميا نحو ألف مواطن ، لذلك فلا تعجب من الطوابير اليومية بالشارع التى تقف أمامه ، وصارت مشكلة كبيرة للمواطن طالب الخدمة ، وخاصة أصحاب المعاشات، اذ تجرى به كل أعمال المراسلات الحكومية لجميع الجهات وصرف معاشات نحو ستين ألف مواطن ، وبه دفاتر توفير لنحو 44ألف مواطن ، فضلا عن خدمات الاشتراكات وخدمات الأقساط لصالح الشركات ، وهى وحدها تصل إلى نحو ثلاثين خدمة تعمل فى وقت واحد . وسط طابور طويل لأصحاب المعاشات قال الحاج توفيق عبدالسلام إن يوم تسلم المعاش هو يوم عذاب للناس خاصة فى أيام الصيف والحر الشديد، لأن مكتب البريد ليست فيه مساحة للوقوف فهو بالداخل لايزيد على ثلاثة أمتار عرضا وطولا لكل الخدمات ، وبه سبعة شبابيك تعمل فى كل شيء، والموظف بكل منها عليه أن يتحمل 4-5 أعمال فى وقت واحد، ووسط زحام شديد ومهين للرجال ، وللسيدات بصفة خاصة اللاتى يجلسن على الأرض بالشارع وسط التراب !! من ناحيته، قال ياسر عبدالجواد - طالب بالثانوى - ان له دفتر توفير بالمكتب منذ3 سنوات ويعانى معاناة شديدة من ازدحام المكتب فيسلم الدفتر ويقف بالشارع فى انتظار أن يناديه الموظف والمواطنون بالداخل وهذا يأخذ وقتا طويلا فى الشمس فليس هناك مظلة أو مكان للجلوس ، مما يضطر معه الناس للجلوس على المقهى المواجه للمكتب، وأنا سمعت موظفا يشكو من طفح المجارى بالسقف مما أخر بدء العمل صباحا، وأنه سبب تدمير كمبيوتر وطابعة ، إضافة للروائح الكريهة التى تقابلك بالمكتب، وكان الله فى عون الموظفين المكدسين بداخله فالواحد منهم لايستطيع مغادرة مكتبه دقيقة واحدة، لذلك تراهم فى ارهاق دائم وارتباك مع تداخل الطوابير لأن نسبة عالية من المواطنين غير متعلمين ويحضرون من الأرياف والقرى المجاورة. وبدورها، قالت السيدة سعيدة شوقى ربة منزل ان حجم المكتب ومساحته لاتتناسب نهائيا مع خدماته فهو المصرف الخدمى الوحيد للمركز للعامة والفقراء وهم الأغلبية، فلا يوجد بالبلد سوى بنك مصر فقط وهو ضيق المساحة أيضا ، لأن مركز شبراخيت ليس له احترام حقيقى من أجهزة الدولة برغم أن به 400 ألف مواطن بالمدينة والقرى التابعة ، فمكتب البريد لاتزيد مساحته على حجرة وصالة ، فى حين تجد مكاتب بعض القرى المجاورة تزيد المساحة بها على 300 متر فى المتوسط وأكثر. وردا على شكاوى الأهالي، قال مسئول كبير بمجلس مدينة شبراخيت انه كان مخصصا للمكتب مساحة جديدة تستوعب هذا العدد الكبير من الخدمات والأهالى من كل المستويات مع توفير أماكن للانتظار والجلوس وتوزيع المكاتب حسب الخدمة، وعلى مساحة لاتقل عن 200 متر أمام المدرسة الثانوية بنات ، وفوجئنا بأن رئيس المدينة الجديدلايعرف شيئا عن المشكلة ، كما أن مسئول أملاك الدولة بمجلس المدينة استغل ذلك وحول الأرض المخصصة للمكتب إلى الشباب والرياضة فى استخفاف بمصلحة البلد، رغم أن الأخير له مركز كبير على النيل ، كما أن هيئة البريد عرضت إقامة المبنى الجديد على نفقتها الكاملة، و حاولنا كثيرا استرجاع هذه المساحة أو توفير بديل لها ولا أحد يهتم .